عادت المبادرة الكويتية حول الأزمة الخليجية مع لبنان إلى دائرة الضوء في ضوء الإيحاءات في بيروت بشيءٍ ما سيتحرّك في الأيام القليلة المقبلة سواء على صعيد تلقي لبنان الردّ على الجواب الذي كانت قدّمته على ورقة البنود الـ12 التي سَبَقَ أن حملها إليها وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، أو لجهة الدينامية التي حاول رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الدفع باتجاهها في ما خص هذه المبادرة والسعي لـ«التقاطها» وفق التصور اللبناني.
فغداة دعوته من القاهرة وفي كلمته أمام مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي إلى «تبني الدعوة لبدء حوار لبناني مع دول الخليج برعاية الكويت»، بلْور بري مرتكزات هذه الدعوة في حواره مع صحيفة «الأهرام» المصرية، الصادرة أمس، حيث أعلن رداً على سؤال حول المبادرة الكويتية «أن لبنان قدّم جوابه لوزير الخارجية الكويتي، وفي جزء كبير منه لبى الطلب، وفي جزء آخَر طلب الحوار، ثم إن الخلاف في المبادرة يدور حول القرارين 1559 و1701».
وأضاف: إن «القرار 1559 يقضي بإخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضي اللبنانية، فخرجت القوات السورية ولم يخرج الاحتلال الإسرائيلي، فلماذا لا يطالبون أيضاً بخروجه؟ (…) وأقول أكثر من ذلك: فأنت إذا تأملتَ الوضع الآن في لبنان تجد حصاراً عربياً عليه، وهذا الحصار لا يعني كل العرب، فالاستثناء من ذلك يقع أول ما يقع على مصر (…) وهل يُعقل الآن أن نجد دعوة مفتوحة نحو إسرائيل، وحصاراً على لبنان؟ هذا لُبّ التضامن العربي».
وحين سئل: بالعودة إلى المبادرة، هل دُفنت أم هناك مجال لإحيائها ونجاحها؟ فأجاب: «بعد الذي قلتُه اليوم، أنتظر جواباً خلال ثلاثة أيام».
وتعليقاً على هذا الموقف، قالت مصادر قريبة من رئيس البرلمان اللبناني ان بري يتطلع إلى حل المشكلات التي تعتري العلاقة بين لبنان وبعض دول الخليج بالحوار، الذي لا مناص منه بين الإخوة.
وأشارت إلى أن بري غالباً ما يراهن على دور الكويت الجامع، وهو حرص على دعوتها لرعاية حوار لبناني – خليجي لمعالجة المشكلات القائمة والعودة بالعلاقات إلى خيمة التضامن بين الإخوة، لافتة إلى أن مجمل هذا المناخ كان محل عناية في اللقاء الذي جمع بري بنظيره رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم.
ونقلت المصادر تذكير بري الدائم بـ«النص العربي» الذي أنهى الحرب في لبنان، أي اتفاق الطائف الذي يرعى العلاقات اللبنانية – اللبنانية والعلاقات اللبنانية – العربية.
وكان قريبون من بري أبلغوا إلى صحيفة «الديار» اللبنانية توقُّعهم بحصول خطوات في اتجاه «متابعة المبادرة الكويتية في غضون الأيام المقبلة، وان رئيس مجلس الأمة الكويتي سيكون له دور بارز في هذا الاتجاه».
وفي موازاة ذلك، كان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب يعلن في تصريح تلفزيوني رداً على سؤال حول موعد تلقي بيروت الجواب على الورقة اللبنانية رداً على المبادرة الكويتية أن «الورقة الكويتية مبادرة وليست قراراً من الأمم المتحدة… مبادرة كريمة من دولة الكويت ووزير خارجيتها، الكويت التي تكنّ المحبة والاحترام الهائل للبنان، ونحن نقدّر هذا الشيء. وما من مشكلة إذا أخذت الأمور وقتها بعض الشيء. المهم ألّا تكون العلاقات مع دول الخليج في طور التأزم أو الانهيار. العلاقات اليوم طبيعية».
ونفى بوحبيب ما يشاع عن أي اهتزاز لمكانة لبنان في جامعة الدول العربية، مضيفاً «إنني حضرت الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في الكويت وسمعت تأييداً للبنان وللمبادرة الكويتية. وسأشارك في اجتماع آخر في القاهرة في 8 و9 مارس ستنتقل خلاله رئاسة مجلس وزراء الخارجية العرب من الكويت إلى لبنان».