الوكيل عربي، وصاحب الأموال قس أوروبي، ومسرح عملية النصب… بالكويت.
الوكيل بات وراء القضبان من جراء اعترافه بالاستيلاء على ما يقدر بالمليون ونصف المليون دينار كويتي بواسطة توكيل بنكي عُهد إليه به من القس الذي توفي قبل عام في بلده.
تفاصيل ما حدث، كانت البداية مع ورثة القس الذي كان دائم التردد على الكويت، الأمر الذي دفعهم إلى الاستعلام والتنقيب عما إذا كان يملك حسابات مصرفية فيها، حتى اهتدوا في مسعاهم إلى ذلك، وصدق حسهم.
وبعد متابعة حثيثة من ورثة القس، تبين لهم أنه يملك حساباً مصرفياً في أحد البنوك الكويتية، ما دفهم إلى الاستنجاد بالسلطات الكويتية المعنية لحفظ حقهم في حال كان يحوي أموالاً أم لا.
على ما تقدم، ومتابعة للرواية، تولت المباحث الجنائية دفة التحقيق، وتبين لها أن القس الأوروبي كان فعلاً دائم التردد على الكويت، ويعشقها أيضاً، وافتتح له حساباً بنكياً بموجب الإقامة التي حصل عليها في الكويت، وكانت له آخر زيارة لها قبل نحو عام ونصف العام، ومن ثم توفي بعد ذلك بستة أشهر نتيجة أمراض يعانيها.
وعكف المباحثيون على سبر أغوار المعلومات يمنة ويسرى، ومعرفة البنك الذي كان القس قد أودع أمواله به، وتبيّن لهم أنه تم في غضون العام المنصرم، سحب ما يقدّر بمليون ونصف المليون دينار كويتي.
وللوقوف على هوية «الساحب» للأموال، ومن خلال تحرياتهم، توصلوا إلى مقيم عربي في الكويت، كان القس أوكل إليه متابعة شؤونه المالية. وبموجب الوكالة، فإنه يحق له التصرف بالحساب.
وتبيّن – وفق الرواية – أن الوكيل راح يسحب الأموال على دفعات من حساب القس لئلا يفتح أعين البنك عليه، وتمكن من سحب ما يقارب المليون ونصف المليون دينار، مبقياً في الحساب على نحو مئتي ألف دينار تقريباً لإبعاد الشكوك.
المباحثيون، وقبل طرق باب «الوكيل» للتحقيق معه، جمعوا معلومات كافية ووافية دلت على الثراء المفاجئ خلال العام الماضي الذي ظهر عليه من خلال أرصدته البنكية وطريقة عيشه.
وبعد توثيق الأدلة، تم ضبط الوكيل العربي، ولدى التحقيق معه بما نسب إليه من تهم، أقر معترفاً بأنه استولى بالفعل على المبالغ الخاصة بالقس، التي كان اؤتمن عليها، وأقدم على ذلك بعدما علم بوفاته ولم يأخذ في الحسبان أن أقارب أو ورثة للقس سيتقدمون للمطالبة بتلك الأموال، مضيفاً أنه لم يكن يحلم بامتلاك هذه الثروة.
وعليه تمت إحالة المتهم إلى النيابة، التي أمرت بحجزه على ذمة التحقيق.