بعث سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد رسالة إلى أعضاء مجلس الأمة، شدّد فيها سموه على «ضرورة تحمل النواب مسؤوليتهم الوطنية، في التعاطي بحكمة وتقدير عالٍ للوضع مع تلك التطورات، والتركيز على أهمية تحصين الكويت سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وهي تخوض غمار الفترة الحالية الحرجة».
ونقل الرسالة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، حيث تلاها على النواب في الجلسة الخاصة التي عقدها المجلس لمناقشة تداعيات الظروف العالمية الطارئة، وتأثيرات المواجهة العسكرية الراهنة بين روسيا وأوكرانيا. فبعد تحويل الجلسة إلى سرية، بناء على طلب الحكومة، التي أطلعت النواب على جهود مجلس الوزراء إزاء أزمة الحرب في أوكرانيا، عادت الجلسة إلى العلنية، وعندها نقل الغانم الرسالة «حرفياً» حيث قال: «تشرّفت أمس (أول من أمس) بلقاء حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، واستمعت الى توجيهاته السديدة ومرئياته إزاء العديد من الملفات الملحة على المستوى المحلي والخارجي، وكلفني سموه بنقل رسالة إلى أبنائه النواب، أنقل مفادها بأن سموه حفظه الله، يدعو أبناءه النواب الى وضع مصلحة الكويت العليا فوق كل اعتبار، خاصة في ظل الظروف الدولية بالغة الدقة، وعلى رأسها تطورات المواجهة العسكرية الراهنة بين روسيا الاتحادية واوكرانيا، والتي تلقي بظلالها على كل العالم، والكويت ليست بمنأى عن تأثيرات تلك المواجهة بالغة الخطورة».
وأضاف الغانم «كما يُشدّد سموه على ضرورة تحمل النواب مسؤوليتهم الوطنية، في التعاطي بحكمة وتقدير عالٍ للوضع مع تلك التطورات، والتركيزعلى اهمية تحصين الكويت سياسياً واقتصادياً وامنياً، وهي تخوض غمار الفترة الحالية الحرجة، وأهمية التركيز على أولويات تحصين الجبهة الداخلية وتقوية جاهزية البلاد لأيّ تطور، راجياً من أبنائه النواب تحاشي الصراعات الثانوية المبنية على المصالح الضيقة وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وتفادي استخدام الأدوات الدستورية في غير مكانها الصحيح وبشكل متعسّف لا يراعي الظروف توقيتاً ومواءمة، مهيباً سموه بأبنائه النواب التركيز على التعاون والتعاضد بين السلطتين حتى تمر البلاد من الأزمة العالمية الدقيقة بأمان وسلام. هذا ما تمناه سمو الأمير على أبنائه النواب، وكلّفني بنقل هذي الرساله حرفياً».
وفي تلخيصه لمجريات الجلسة السرية، قال الغانم إن سمو رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين، قاموا خلال الجلسة السرية، بشرح تفاصيل الاوضاع المتسارعة واستعدادات الحكومة للتعاطي مع كل الجوانب والتأثيرات من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية والبيئية، وخاصة في ما يتعلّق بالنفط والمخزون الغذائي والاغاثة، إضافة الى الاستعدادات الوقائية وخطط الطوارئ في شأن المواجهة بين روسيا واوكرانيا.
وأوضح أن الجلسة جاءت بناء على طلبين حكومي ونيابي لمناقشة تداعيات المواجهة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا. وذكر أنه تم تحويل الجلسة إلى سرية بناء على طلب مقدّم من الحكومة، وبعد ان نوقش الطلب تمت الموافقة عليه، مضيفاً ان الحكومة استمعت الى آراء النواب واقتراحاتهم في ما يتعلّق بتلك الاستعدادات والحاجة الماسة للجاهزية الكاملة لأيّ طارئ قد يطرأ بسبب المواجهة العسكرية المستمرة. وبيّن أن بعض الأعضاء قدموا عدداً من التوصيات الى الحكومة تتعلق بهذا الملف.
وفي كلمة له، بمستهل الجلسة قبل إخلاء القاعة، أعرب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، عن شكره لرئيس وأعضاء المجلس لتلبية طلب عقد الجلسة، مؤكداً حرص مجلس الوزراء على إطلاع المجلس على جهود مجلس الوزراء إزاء أزمة الحرب في أوكرانيا، وعرض كل الاحتمالات المتوقعة وكيفية التعامل معها والاستماع إلى وجهات النظر النيابية في هذا الشأن.
«welcome back»
بادر رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، عند دخوله للمجلس وقبل افتتاح الجلسة الخاصة، بتحية الإعلاميين بعد عودتهم إلى مقاعدهم في قاعة عبدالله السالم، وقال ممازحاً: «welcome back».
يذكر أن الاعلاميين انتقلوا إلى الصفوف العليا في فترة جائحة كورونا، لتغطية جلسات المجلس، قبل أن يعودوا إلى مواقعهم أمس.
جائحة ثم… حرب
قال سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، إنه «بعد أن بدأت الكويت والعالم يلتقط أنفاسه إثر جائحة استمرت سنتين، والتعامل مع آثارها الممتدة إلى كل القطاعات، اندلعت الحرب في أوكرانيا، ومجلس الوزراء منذ بداية التوتر والتصعيد بدأ يعقد اجتماعات استثنائية وعادية للمتابعة وتفعيل خطط الطوارئ».
3 فرق
أعلن وزير المالية عبدالوهاب الرشيد أن الوزارة شكّلت 3 فرق لمتابعة تطورات الأزمة الروسية – الأوكرانية، في وزارة المالية والهيئة العامة للاستثمار والإدارة العامة للجمارك، مشيراً إلى وجود فرق لإدارة المخاطر في ثلاث دول لمراقبة الوضع ودراسة الآثار المحتملة على الاستثمارات الخارجية.
وأضاف الرشيد، في الجلسة، «نتابع تطورات النزاع وآثاره المباشرة وغير المباشرة على الاقتصاد العالمي والمحلي وأخذ القرارات المناسبة التي تراعي المصالح العليا للبلاد»، لافتاً إلى أن الأزمة وتداعياتها الاقتصادية في تطور مستمر ومن المتوقع أن تستمر الأسواق بالتذبذب حتى وضوح الرؤية.