أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال زيارة مفاجئة لكييف، أمس، دعمه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي طلب «رداً عالمياً شديداً» بعد القصف الذي طاول محطة في كراماتورسك، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، في حين أعلن عمدة بلدة قريبة من كييف، العثور على عشرات الجثث من سكانها، بعد انسحاب القوات الروسية منها. وذكر عمدة بلدة ماكاريف، فاديم توكار: «وجدنا 132مدنياً قتلوا برصاص القوات الروسية».
وتقع ماكاريف على بعد 48 كيلومتراً غرب كييف، ولا تبعد سوى 28 كيلومتراً عن بوتشا، التي عثر على جثث المئات من سكانها بعد انسحاب القوات الروسية منها.
وقال زيلينسكي في رسالة مصورة متحدثاً عن الهجوم الصاروخي الذي أسفر الجمعة عن سقوط 52 قتيلاً بينهم خمسة أطفال «هذه جريمة حرب أخرى ترتكبها روسيا سيحاسب عليها كل شخص ضالع فيها».
وأكد أمس، خلال مؤتمر صحافي مع المستشار النمسوي كارل نهامر، الذي زار كييف وبوتشا «نحن مستعدون للقتال وفي الوقت نفسه نبحث عن طرق ديبلوماسية لوقف هذه الحرب. في الوقت الحالي، نحن نبحث بالتوازي إجراء حوار».
وفي واشنطن، اتّهم الرئيس الأميركي جو بايدن، موسكو، بارتكاب «فظاعة مروعة». إلا أن موسكو نفت مسؤوليتها عنها، مؤكدة أنها لا تملك نوع الصواريخ المستخدمة.
وسقط الصاروخ في وقت تجمع الراغبون بالمغادرة منذ أيام بالمئات للهرب من دونباس التي باتت الهدف الرئيسي للجيش الروسي.
عند مدخل المحطة، بقايا صاروخ كتب عليها عبارة «من أجل أطفالنا». وهي عبارة غالباً ما يستخدمها الانفصاليون الموالون لروسيا، في إشارة إلى الأطفال الذين قتلوا منذ حرب دونباس الأولى التي بدأت في العام 2014.
وبعدما سحبت قواتها من منطقة كييف وشمال أوكرانيا، جعلت روسيا من الهيمنة على كامل منطقة دونباس التي يسيطر على أجزاء منها انفصاليون موالون لموسكو منذ 2014، أولوية لها.
ويريد الرئيس فلاديمير بوتين تحقيق هذا الهدف قبل العرض العسكري لمناسبة التاسع من مايو في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهو أهم عيد وطني في روسيا، على ما يفيد مراقبون.
في هذا السياق، أفاد مسؤولون غربيون بأن موسكو أعادت تنظيم قيادة عملياتها، وعينت قائداً جديداً لقواتها في أوكرانيا، يتمتع بخبرة واسعة في العمليات القتالية في سورية.
فقد كُلّف الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، بمهمة تحسين التنسيق بين الوحدات الروسية.
وقال المسؤولون إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الروس غيروا تكتيكاتهم، لكنهم يتوقعون هجمات جديدة في جنوب أوكرانيا وشرقها «عاجلاً أم آجلاً».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها دمرت مستودع ذخيرة في قاعدة ميرهورود الجوية في وسط شرقي أوكرانيا.
وأضافت أن قواتها دمرت أيضاً مستودع ذخيرة ضخما بالقرب من مدينة نوفوموسكوفسك في منطقة دنيبرو (وسط شرق).
وأعلنت وزارة تدمير، 650 طائرة ومروحية أوكرانية، وأكثر من ألفي دبابة وعربة مدرعة، منذ 24 فبراير الماضي.
في المقابل، اعترف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الخميس، بأن روسيا تكبدت «خسائر كبيرة».
وفي كييف، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين، الجمعة، أن روسيا مهددة بـ «التفكك» بسبب العقوبات التي تُفرض عليها، في حين أن لأوكرانيا «مستقبلاً أوروبياً».
وقالت خلال مؤتمر صحافي، «ستغرق روسيا في التفكك الاقتصادي والمالي والتكنولوجي، في حين تسير أوكرانيا نحو مستقبل أوروبي».