بعد مرور نحو شهرين على إطلاق ما تسميه «عملية عسكرية خاصة» وما يصفه الغرب بـ «الاجتياح» و«الغزو»، سيطرت روسيا أمس على مدينة ماريوبول الاستراتيجية في جنوب شرقي أوكرانيا، باستثناء مصنع كبير يتحصّن فيه نحو 2000 مقاتل ونحو ألف مدني، بحسب التقديرات.
ويعد هذا أول «إنجاز» من وجهة نظر روسيا، بعدما تكبّدت قواتها خسائر فادحة في الأيام والأسابيع الأولى للهجوم العسكري، خصوصاً في محيط العاصمة كييف، قبل أن تنكفئ إلى الشرق والجنوب للسيطرة على كامل منطقة دونباس، ومن ثم التمدد نحو أوديسا في الجنوب الغربي.
وبسيطرتها على ماريوبول ومحيطها، حوّلت روسيا عملياً بحر أزوف إلى «بحر داخلي»، لأنها باتت تسيطر عليه بالكامل، فهو يطل على الشواطئ الأوكرانية (التي باتت في قبضة روسيا) من شماله، وعلى روسيا من جهة الشرق، وشبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو منذ 2014، من الغرب.
وهذا البحر يتفرع من البحر الأسود في جزئه الشمالي، ويتصل به عن طريق مضيق كيرتش، علماً أن أوكرانيا لا تطل إلّا عليه وعلى بحر آخر هو البحر الأسود.
وبعدما باتت معزولة عن «أزوف»، قد تصبح أوكرانيا معزولة عن البحر الثاني (الأسود) في حال استطاعت روسيا الوصول إلى أوديسا، في الجنوب الغربي، وهو هدف يرى مراقبون أنه أساسي بالنسبة إليها.
وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسيطرة قواته على ماريوبول، واصفاً إيّاها بـ «الخطوة الناجحة»، وأمر بمحاصرة آخر المقاومين الأوكرانيين في المدينة بدلاً من استهدافهم بهجوم نهائي.
وقال: «حاصروا كلّ هذه المنطقة بحيث لا تمرّ فيها ذبابة واحدة».
من جهة أخرى، كشفت مسؤولة أوكرانية أن مشارح منطقة كييف باتت تضمّ أكثر من ألف جثّة لمدنيين، في حين تتّهم كييف الروس بارتكاب «مجزرة» في حقّ مئات المدنيين خلال احتلالهم المنطقة في مارس الماضي.
وفي تصريحات لوكالة «فرانس برس» من مدينة بوروديانكا في شمال غربي كييف، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيشينا إن «1020 جثّة ليست سوى لمدنيين هي في مشارح منطقة كييف».