أعلنت موسكو أن واشنطن وحلف “الناتو” وشركاءهما انتقلوا إلى المرحلة الأخيرة من تدبير فبركات تهدف لاتهام روسيا باستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية في أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن “البيانات التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية اليوم، تثبت بوضوح أن واشنطن وحلف الناتو وشركاءهما انتقلوا إلى المرحلة الأخيرة من العمل على فبركات في أوكرانيا تهدف لإقناع المجتمع الدولي باستخدام روسيا أسلحة كيميائية وبيولوجية”.
وأضافت أن الدوافع وراء هذا السلوك واضحة، “حيث تم الكشف للعالم عن التفاصيل المروعة للتعاون غير القانوني بين الولايات المتحدة والسلطات الأوكرانية الحالية في مجال صنع الأسلحة البيولوجية” في أوكرانيا.
وأشارت إلى أن واشنطن بدأت بالاستعداد مسبقا، لأنها كانت متأكدة من حتمية الكشف عن هذه الأنشطة الإجرامية.
وتابعت أنه “عندما تم تقديم الأدلة، لم يستطع الأمريكيون الاستمرار في الإنكار، حيث أكدت فيكتوريا نولاند وجود مختبر أمريكي في أوكرانيا، خلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي”.
وأشارت إلى أن واشنطن بدأت بالاستعداد لعمل رهيب قد يكون ضحاياه من العسكريين الروس والسكان المدنيين في أوكرانيا.
ولفتت إلى أن التحضير لهذه الفبركات بدأ الإعداد له في نهاية مارس الماضي، فيما بدأ البيت الأبيض بتهيئة الرأي العام، حيث نشرت مجلة “فورين أفيرز” مقالا عن قدرات روسيا في مجال الأسلحة البيولوجية والكيميائية تحت عنوان “الاستعداد لما لا يمكن تصوره في أوكرانيا”.
وأكدت أن هذا الأمر منطقي، انطلاقا من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حول رد الفعل الأمريكي الحتمي على “استخدام روسيا للأسلحة البيولوجية”.
وتابعت: “بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن المحققين، الذين يتبعون الغرب طبعا، وهم عبارة عن منظمات ستكون مهمتها التحقيق في ملابسات استخدام الأسلحة البيولوجية”.
وأضافت: “سأذكر اثنتين منها فقط “وهي مجموعة العمل الفنية الدولية للطب الشرعي الكيميائي” التي برزت خلال الفبركات في سوريا، و”المنظمة الهولندية للبحث العلمي التطبيقي” المتخصصة في السموم من نوع نوفيتشوك”.
وأكدت أن “المنظمتين أثبتتا اجتهادهما في التعامل مع أسيادهما الأمريكيين”.
ولفتت إلى أن واشنطن تعمل أيضا مع المنظمات الدولية، خاصة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهم يتوقعون إخراج “السيناريو السوري” مع استبعاد روسيا لاحقا من المنظمة.
وتابعت أن “الأمريكيين وشركاءهم في أوروبا يتجاهلون حقيقة أن روسيا تخلت عن الأسلحة الكيميائية بالكامل منذ حوالي 5 سنوات (منذ 27 سبتمبر 2017)، وتم التحقق من ذلك من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.
ولفتت إلى كييف تخطط، بمساعدة متخصصين في الناتو لتنفيذ الخطة الأمريكية، والتي تتمثل بزرع أسلحة كيميائية في مواقع القوات الروسية في أوكرانيا.
وأكدت أن هذه المحاولة جرت قبل يومين عندما أسقطت طائرة أوكرانية بدون طيار أمبولات (عبوات تستخدم لحفظ المواد الكيميائية) على موقع للقوات الروسية.
وأشارت إلى أن المخطط كان حدوث تفاعل كيميائي عند تدمير هذه العبوات يتسبب في انفجار وحريق مع إطلاق مواد سامة.
وأوضحت أن هناك أدلة على أن أوكرانيا اشترت حوالي 50 طائرة بدون طيار يمكنها رش مواد كيماوية وبيولوجية في الهواء.
واعتبرت أن الخطة الأمريكية الأصلية كانت ممارسة ضغط اقتصادي على روسيا لتعيد النظر بالكامل في مصالحها الأمنية المشروعة، لكن ذلك لم ينجح.
وختمت: “الآن تتجه هذه الدول إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل، أو في الواقع إلى الألعاب خلف “الخط الأحمر”، وإذا حدث هذا فإن الضحايا لا يمكن إحصاؤهم، وستكون أرواحهم في أعناق الاستراتيجيين الأمريكيين في مكاتب البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون، وأعناق دمى كييف”.