وسط أجواء من البهجة والود والتآخي، أقامت كنيسة مار مرقس للأقباط الأرثوذكس مساء أول من أمس قداس عيد القيامة المجيد، بحضور عدد كبير من أبناء الكنيسة ولفيف من الضيوف من مختلف الطوائف وأعضاء السلك الديبلوماسي للتهنئة بالعيد، فيما استقبلت المهنئين أمس على فترتين في الصباح والمساء.
وفي كلمته التي ألقاها خلال قداس العيد، أعرب راعي كاتدرائية مـــار مرقـــس للأقبـــاط الأرثوذكس القمص بيجول الأنبا بيشوي عن تمنياته للكويت بالرخاء والازدهار ولقادتها وحكومتها وشعبها الطيب بالخير والسلام، مقدماً التهاني بشهر رمضان المبارك وبقرب حلول عيد الفطر السعيد، لافتاً إلى أن تزامن الأصوام والأعياد يذكرنا بالمشترك بين الأديان.
وقدم القمص بيجول الشكر للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمشاعره الطيبة وحرصه الدائم على توجيه كلمة للأقباط داخل مصر وخارجها في مناسبات الأعياد، مثنياً على المسيرة التنموية التي تمر بها مصر والإرادة الوطنية التي تمضي نحو بناء عصر جديد من النهضة.
وأعرب القمص بيجول عن شكره الوافر والكبير لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، واصفا سموه بأنه «رجل الحكمة والتسامح والسلام والتنمية».
وقدم بيجول الشكر والتحية إلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الذي وصفه بأنه «رجل دولة من طراز رفيع يتمتع بالجدية والحزم وحسن القيادة».
وفي عظته بالمناسبة التي كان موضوعها «كيف تكون الحياة بعد القيامة؟»، قال القمص بيجول إن «هناك قيامة للإنسان بعد الموت، وإن هناك حياة بعد هذه القيامة، وبالتالي فإن حياتنا لا تنتهي بالموت، إنما تبدأ بالموت»، لافتاً إلى أن «الحياة الخالدة ستكون مكافأة لمن عاش على الأرض، حافظاً على نفسه من شهوات العالم، وحافظا لقلبه من الأحقاد، متمسكاً بالله وبالتعاليم الدينية والقيم النبيلة».
بدورها، ألقت نائب السفير المصري المستشارة نادين مراد كلمة نيابة عن السفير المصري لدى الكويت أسامة شلتوت، قالت فيها «يشرفني بداية أن أنقل لكم نص برقية تهنئة السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي إلى المواطنين المصريين الأقباط بالخارج بمناسبة عيد القيامة المجيد، وهذا نصها: الأخوة والأخوات أبناء مصر الأقباط بالخارج، يسرني أن أبعث اليكم بأصدق التهاني القلبية وأطيب التمنيات بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد، داعياً الله العلي القدير أن يجعله عيداً مباركاً سعيداً، وأن يعيده عليكم بكل الخير والبركات.
أتمنى لكم دوام التوفيق، ولمصرنا العزيزة وشعبها المزيد من التقدم والرقي والازدهار».
وأضافت «أنه لمن دواعي سروري أن نلتقي بهذه المناسبة المباركة بعد سنتين من الانقطاع بسبب جائحة كورونا، كما يصادف هذا العام تزامن الصوم الكبير مع صيام شهررمضان المعظم لتعم الاحتفالات بالصوم جميع أبناء الوطن وتحل الأعياد في تواريخ متقاربة، فاليوم نحتفل بعيد القيامة المجيد ثم بعد أيام قليلة بعيد الفطر المبارك وبينهما نحتفل بشم النسيم بالتوازي مع عيد تحرير سيناء في 25 أبريل، فتختلط الأعياد الدينية مع الأعياد الوطنية والقومية في مشهد تلاحمي يبعث علينا السعادة والأمل».
وتابعت «على الرغم مما يشهده العالم من تداعيات الحروب والتوترات السياسية، إلا أن مصر ماضية في خطة التنمية الشاملة وبناء الجمهورية الجديدة، كما استمرت وتيرة المشروعات القومية الكبرى للنهوض بمصر في كافة المجالات فمنذ أيام قليلة تفقد السيد رئيس الجمهورية منطقة توشكى بجنوب الوادي بمحافظة أسوان ليشهد بدء موسم حصاد القمح وذلك في إطار جهود الدولة لإنشاء مجتمعات زراعية متكاملة تعزز الأمن الغذائي وزيادة الصادرات فضلًا عن توفير الآلاف من فرص العمل في إطار نهضة تنموية شاملة».
وقالت «يطيب لي بهذه المناسبة، أن أعبر عن اعتزازنا بأبناء الجالية المصرية على أرض الكويت الشقيقة لدورهم المتميز في تحقيق التنمية بدولة الكويت في مختلف المجالات، وكذا نشيد بالحس الوطني العالي الذي يتمتعون به وارتباطهم بقضايا وهموم الوطن. ونشيد في هذا الصدد بالدور المهم الذي تلعبه الكنيسة المصرية في الكويت باعتبارها شريكاً أساسياً في كل جهد يُبذل من أجل مصلحة الوطن ورفعة شأنه».
واختتمت بالقول «إنني إذ أكرر تهنئتي لكم بعيد القيامة المجيد وسعادتي بمشاركتكم هذا الاحتفال المبارك، فإنني أتوجه باسمكم جميعا بكل الشكر والتقدير لدولة الكويت الشقيقة ولسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح وحكومة الكويت وشعبها الأصيل لما يقدمونه من اهتمام ورعاية دائمين لأبناء الجالية المصرية بما يَعكس متانة العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبي وحكومتي البلدين الشقيقين».
«كاريزما» القمص بيجول
على مدار أكثر من ساعة ونصف الساعة، لم يتوقف راعي كاتدرائية مـــار مرقـــس للأقبـــاط الأرثوذكس القمص بيجول الأنبا بيشوي عن تفقد المهنئين ورد تحيتهم بأحسن منها، فلم يكل عن عناق هذا والسؤال عن ذاك وشكر المهنئين كل باسمه وصفته.
ولم يقتصر اهتمام القمص بيجول بالأحياء بل تعدى ذلك لمن رحلوا عنا، فلم ينسَ في كلمته أن يدعو بالرحمة للشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح التي كانت تحرص دائماً على حضور كل مناسابات الكنيسة الأرثوذكسية.