«المنيرة» أدخلت «العتمة» إلى ذوي فالح بيّن العجمي، رحمه الله وابنه سويد.
«المنيرة» للدنيا بإشراقتها… الشمس، لهيبها وحرارتها، كانت كافية للفتك بابن الكويت فالح وصغيره سويد في صحراء المملكة العربية السعودية عندما «غرّزت» سيارتهما وسطها، ولم تسعفهما الحياة الدنيا للبقاء على قيدها، بعد أن قضيا إجهاداً وعطشاً يوم الأحد الماضي، واحتضنهما ثرى الكويت عصر يوم الثلاثاء في مقبرة صبحان.
بيّن، نجل فالح العجمي، روى ما حلّ بوالده وشقيقه الصغير في وادي العجمان بمنطقة البر جنوب هجرة مغطي الأحد الماضي، فقال إن «إرادة الله سبحانه أن يموت والدي وأخي الصغير بعد تعرض مركبتهما للطمس في رمال صحراء وادي العجمان حيث ترجلا من السيارة وتوجها سيراً على الأقدام إلى جهة قد تكون قريبة منهما، لأن المرحوم خبير في الصحراء ومن يسكنها لأنه كان دليلاً لأصدقائه في الصحراء، ومع ارتفاع الحرارة وعدم وجود من يسعفهما، وكبر سن والدي الذي يبلغ 82 من العمر ويعاني من السكر والخوف على ابنه الصغير ذي الثمانية أعوام، عوامل أدت إلى وفاتهما».
وأشار العجمي إلى أن «القصة بدأت بذهاب أبي وشقيقي، لزيارة أسرته في السعودية، وهو يمتلك هناك منزلاً، فضلاً عن بعض الحلال، وللأسف اصطحب معه في رحلته الأخيرة شقيقي الصغير، وعلقت سيارته في الرمال في منطقة مراعي الأغنام وهو موقع صحراوي يبعد 25 كيلومتراً عن منطقة هجرة مغطي، التي تتبع لمحافظة النعيرية».
وأضاف «أن أحد الأقارب قام بالاتصال بالصدفة بالمرحوم فأخبره بأن سيارته (مغرزة) ويحاول إخراجها وكان بنفسية جيدة ومعنوياته عالية ولم يطلب مساعدة، خصوصاً أن المركبة جديدة والمؤونة كافية. وبعد انقطاع الاتصال به وسط الصحراء، لم يتمكن أحد من التواصل معه، وهنا بدأ القلق وحالة الاستنفار في البحث عنه»، لافتاً إلى أنه «تم العثور على السيارة في تمام الرابعة عصراً في اليوم ذاته، بعدما تمكن مواطنون من تحديد مكانها. وبعد المغرب، تم العثور على جثتي أبي وشقيقي، وكان الوالد قد توفي قبل شقيقي الصغير لكبر سنه وتعرضه لأشعة الشمس التي لم يتحملها جسده. أما شقيقي، فقد مات عطشاً».
وأردف العجمي «والدي لديه حلال في تلك المنطقة ويعرف طرقها ولديه خبرة في طرق الصحراء واحتياجاتها، ولكن قدّر الله وما شاء فعل»، ناصحاً من لديهم حلال سواء في المملكة أو في الكويت ألا يخرجوا في هذه الظروف إلا للضرورة القصوى واختيار الوقت المناسب بالإضافة إلى ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة مثل وسيلة التواصل ومصباح الإنارة والمؤونة الكافية، خصوصاً من الماء، مع ضرورة إبلاغ المقربين بساعة الخروج والوجهة حتى يساعد رجال الأمن في الوصول له في حال فقدانه . برقيات عزاء ثمّن العجمي تعاطف أهل الكويت معه وبرقيات العزاء والاتصالات التي هلّت عليه «وأولى تلك البرقيات من سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد حفظهما الله، ورئيس مجلس الأمة وسمو رئيس مجلس الوزراء»، مقدماً الشكر إلى «سفير دولة الكويت في المملكة وطاقم السفارة وأمير المنطقة الشرقية على تعاونهم وتسهيل أمر فقيدينا وعودة جثمانهما لأرض الوطن داعياً المولى عز وجل أن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين جميعاً».