بوتين: موسكو ستسلم بيلاروسيا صواريخ قادرة على حمل شحنات نووية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، خلال استقباله رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو أن موسكو ستسلم مينسك «في الاشهر المقبلة» صواريخ قادرة على حمل شحنات نووية، وذلك في ذروة التوتر بين البلدين والغرب على خلفية الحرب في اوكرانيا.

وقال بوتين في مستهل لقائه لوكاشينكو في سان بطرسبورغ، «في الاشهر المقبلة، سنزود بيلاروس منظومات صواريخ تكتيكية طراز اسكندر-إم تستطيع استخدام صواريخ بالستية أو عابرة للقارات بنسختيها التقليدية والنووية».

في سياق متصل، اتّهمت كييف موسكو، أمس، بأنها تريد «جرّ» مينسك، إلى الحرب، بعدما أُطلقت صواريخ من أراضي بيلاروسيا المجاورة على بلدة أوكرانية، مع دخول أكبر صراع بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، شهره الخامس، في حين اقتحمت القوات الروسية والموالية لها، ليسيتشانسك، المدينة المجاورة لسيفيرودونيتسك الاستراتيجية في شرق أوكرانيا، التي سقطت بالكامل بين أيدي الروس.
وقال ممثل للانفصاليين الموالين لروسيا اللفتنانت كولونيل أندري ماروتشكو عبر «تلغرام»، إن عناصر «الميليشيا الشعبية لجمهورية لوغانسك الشعبية والجيش الروسي دخلوا إلى مدينة ليسيتشانسك… وتدور معارك شوارع فيها حالياً».

وتلقى الجيش الأوكراني، الجمعة، أوامر بالانسحاب من مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية، وهي خطوة حاسمة بالنسبة لموسكو التي تريد احتلال كامل منطقة دونباس الصناعية التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على أجزاء منها منذ 2014 وتريد موسكو السيطرة عليها بالكامل.

وقال رئيس بلدية سيفيرودونيتسك أولكسندر ستريوك، أمس، إن القوات الروسية احتلت بالكامل المدينة الاستراتيجية.

وأضاف «المدينة الآن تحت الاحتلال الروسي بالكامل. إنهم يحاولون إقامة نظامهم الخاص، وفي حدود علمي قاموا بتعيين قادة بشكل ما».

ولا تكف أوكرانيا عن المطالبة بمزيد من الأسلحة الثقيلة من حلفائها لمواجهة القوة الضاربة الروسية، خصوصاً في منطقة دونباس الصناعية.

وقال القائد العام للقوات الأوكرانية فاليري زالوجني، إنه شدّد في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي الجنرال مارك ميلي «على ضرورة تحقيق التكافؤ في القوة النارية مع العدو»، مؤكداً أن ذلك «سيسمح لنا بتثبيت الوضع في منطقة لوغانسك التي تتعرّض لأكبر تهديد».

ويرى خبراء أن عمليات القصف المكثفة، أدت إلى إخضاع الجنود الأوكرانيين، لكن من دون أن تحدث بالضرورة تغييراً جذرياً للوضع على الأرض.

وقال مسؤول عسكري فرنسي، طالبا عدم كشف هويته، إن «الوحدات الأوكرانية منهكة وتكبّدت خسائر فادحة وبعضها تم تحييده بالكامل».

وأكد الباحث في جامعة تارتو الإستونية إيفان كليشز لـ «فرانس برس»، أن «الرؤية الشاملة – حرب بطيئة لمواقع محصنة – لم تتغير».

وأضاف أن «الانسحاب كان مقرّراً من قبل على الأرجح ويمكن اعتباره تكتيكياً»، مشيرا إلى أن المقاومة سمحت لكييف بتعزيز جبهاتها الخلفية.

ورأى مسؤول في البنتاغون، طالباً عدم كشف هويته، أن القوات الأوكرانية «تنفذ انسحابا مهنيا وتكتيكيا من أجل تعزيز مواقع ستكون أكثر قدرة على الدفاع عنها».

من جانبه، أعلن الجيش الأوكراني، أن 20 صاروخاً أُطلقت من أراضي بيلاروسيا، ومن الجو استهدفت قرية ديسنا في منطقة تشيرنيهيف الحدودية (شمال) فجر أمس، من دون سقوط ضحايا.

وسبق ان نفّذت ضربات من بيلاروسيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير الماضي.

وأكدت موسكو، من جانبها، أنها قتلت «ما يصل إلى 80 من المرتزقة البولنديين» في قصف استهدف شرق أوكرانيا، ودُمرت 20 مركبة قتالية مصفّحة و8 قاذفات صواريخ متعددة غراد في ضربات عالية الدقة على مصنع زينك ميغاتيكس في كونستانتينوفكا«في منطقة دونيتسك، على ما ذكرت وزارة الدفاع في بيان، أمس.

والتوترات على اشدها بين روسيا وبولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تزود أوكرانيا بالسلاح».

مساء الجمعة، أكد عمدة سمولينسك الروسية إزالة العلم البولندي من نصب ضحايا مجزرة كاتين التي جرت عام 1940 وشهدت مقتل نحو 25 ألف بولندي بأمر من ستالين.

في الجنوب، أكدت الدفاع الروسية في بيانها، مقتل«أكثر من 300 عسكري أوكراني ومرتزقة أجانب، وتدمير 35 سلاحا ثقيلا خلال يوم واحد في ميكولايف».

وفي كيغالي، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، إنه يخشى أن تواجه أوكرانيا ضغوطا للموافقة على اتفاق سلام مع روسيا لا يصب في مصلحتها، بسبب التداعيات الاقتصادية للحرب في أوروبا.

وأضاف لمحطات إذاعية في العاصمة الرواندية كيغالي، أثناء مشاركته في قمة مجموعة دول الكومنولث«تقول دول كثيرة إن هذه حرب أوروبية غير ضرورية… وبالتالي فإن الضغط سيزداد لتشجيع، وربما إجبار، الأوكرانيين على (قبول) سلام سيئ».

وأشار إلى أن عواقب نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شق طريقه في أوكرانيا ستكون خطرة على الأمن العالمي و«كارثة اقتصادية طويلة الأمد».

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، ان تغيرات كبيرة تجري في القيادة العليا للجيش الروسي منذ مطلع يونيو الجاري، لافتة إلى أن«من المرجح أن موسكو أطاحت جنرالات عدة من أدوار قيادية بعمليات رئيسية في أوكرانيا».

وأوردت تغريدات على«تويتر»، أن التغييرات«شملت قائد القوات المحمولة جوا الجنرال أندريه سيرديوكوف، وقائد القوات الجنوبية الجنرال ألكسندر دفورنيكوف».

يذكر أنه في أبريل الماضي، تولى دفورنيكوف مهمة قيادة القوات الروسية في أوكرانيا.

كما نوّهت الوزارة في تغريداتها، إلى أن«من المرجح أن تنقل قيادة القوات الجنوبية إلى الكولونيل سيرغي سوروفيكين، حيث تواصل تلك القوات أداء دور مركزي في الهجوم على دونباس».

شاهد أيضاً

البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”

رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.