مع مرور الوقت، تتقدم تريليونات الخلايا في الجسم في العمر وتتلف، لذلك تتكاثر خلايا الجسم باستمرار، ما يخلق بدائل خاصة لها.
وأثار هذا النشاط الخلوي المستمر فكرة شائعة تقول: كل سبع سنوات أو نحو ذلك، تكون الخلايا منتجة للغاية لدرجة أن الجسم يستبدل كل جزء من نفسه – من رموشك إلى المريء.
وبعبارة أخرى، بعد نحو سبع سنوات من التكاثر الخلوي، تصبح هناك مجموعة جديدة تماما من الخلايا، من الداخل والخارج.
وفي الواقع، يقع استبدال خلايا معينة في بعض الأجهزة والأنظمة في الجسم تماما في غضون أشهر، ولكن تبقى خلايا أخرى كما كانت منذ يوم ولادتك.
وقال أولاف بيرغمان، الباحث الرئيسي في قسم الخلية والبيولوجيا الجزيئية في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، في السويد، في رسالة بالبريد الإلكتروني: “يتم استبدال معظم الجلد والأمعاء بسرعة كبيرة، على الأرجح في غضون أشهر”.
وأفاد بيرغمان وزملاؤه في 15 يونيو في مجلة Cell Systems أن الخلايا في الكبد تتجدد بوتيرة أبطأ إلى حد ما.
وحلل الباحثون، خلال الدراسة، أنسجة الكبد باستخدام التأريخ بالكربون المشع، ووجدوا أن معظم خلايا الكبد يتم استبدالها في غضون ثلاث سنوات.
ومع ذلك، فإن الخلايا في الأعضاء والأنظمة الأخرى تكون أبطأ في التكاثر وتتأخر عن فترة السبع سنوات الفاصلة.
على سبيل المثال، يقول بيرغمان: “يتجدد قلب الإنسان بمعدل منخفض إلى حد ما، حيث يتم تبادل 40% فقط من جميع الخلايا العضلية للقلب (الخلايا المسؤولة عن تقلص القوة في القلب) طوال الحياة”.
وفي غضون ذلك، تحتاج الخلايا الهيكلية إلى نحو 10 سنوات لتكرار الهيكل العظمي بالكامل، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وفي الدماغ، يمكن أن يكون تجديد الخلايا أكثر راحة. وكشف العلماء عن أدلة تظهر أن بعض الخلايا العصبية في الحُصين تتجدد، ولكن بمعدل 1.75% سنويا، وفقا لدراسة أجريت عام 2013 في الخلية.
كما تتجدد بعض أنواع الخلايا العصبية داخل المخطط ، وفقا لدراسة أجريت عام 2014 في الخلية.
وأوضح بيرغمان أن أنواعا أخرى من الخلايا العصبية تبقى مع شخص ما طوال حياته. وقال إنه حتى مجموعات الخلايا المتميزة التي يمكن أن تتجدد لا يتم استبدالها بالكامل، ولكن جزئيا فقط على مدى العمر.
ولكن هذا يثير سؤالا آخر: إذا كانت أجزاء منا، مثل الجلد والأمعاء والكبد، تتجدد كل بضع سنوات، فلماذا لا نبقى صغارا إلى الأبد؟
وشرح بيرغمان أنه بغض النظر عن مدى “شباب” بشرتنا وأمعائنا وكبدنا، فإننا نشعر بأننا أكبر سنا بمرور السنين بسبب عصرنا البيولوجي. وحتى لو كانت خلايا الشخص صغيرة نسبيا، فإن عمرها البيولوجي يعكس كيفية استجابة الجسم لمرور الوقت.
وقال بيرغمان إنه مع تجديد الأعضاء لخلاياها، فإن الأعضاء لا تزال تتقدم في العمر بسبب التغيرات في الخلايا المتكاثرة، مثل الطفرات.
وعندما تتكاثر الخلايا، ينقسم الحمض النووي وينسخ باستمرار، وبمرور الوقت، يتم ارتكاب الأخطاء. وبالتالي يمكن أن تتراكم الطفرات وتؤثر على حياة الخلية أو التعبير عن جينات معينة. لذا، حتى لو كانت الخلايا في أجزاء من أجسامنا جديدة نسبيا، فإن حمضنا النووي المتقادم والمنسوخ كثيرا يجعلنا نشعر بثقل كل تلك السنوات التي مرت.