توصف السكتة الدماغية بأنها حالة طارئة “تهدد الحياة”، وتحدث بسبب انقطاع إمداد الدماغ بالدم.
وكما هو الحال مع غالبية الحالات الصحية، هناك بعض عوامل الخطر التي يمكن تعديلها لدرء خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، من التدخين إلى قلة التمارين، ومع ذلك، هناك أيضا عوامل خطر غير قابلة للتعديل. ولسوء الحظ، يضيف بحث جديد عنصرا آخر إلى هذه القائمة.
وحدد البحث عامل الخطر الجديد، والذي يؤثر على النساء اللائي مررن بانقطاع الطمث.
ويشير انقطاع الطمث إلى الوقت الذي تنخفض فيه مستويات الهرمونات وتنتهي فيه دورات الحيض. ويحدث هذا عادة بين سن 45 و55 عاما.
ورغم أن هذا التغيير طبيعي تماما، إلا أنه مرتبط بعدد لا يحصى من الأعراض غير المريحة، بما في ذلك ضباب الدماغ والهبات الساخنة.
والآن، وجد بحث نشر في مجلة Neurology، أن النساء اللواتي مررن بانقطاع الطمث قد يكون لديهن مؤشر حيوي في الدماغ يسمى فرط كثافة المادة البيضاء أكثر من النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث أو الرجال في نفس العمر، وهذا العامل قد يزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية.
ويوضح البحث أن “فرط كثافة المادة البيضاء هي آفات صغيرة تظهر في فحوصات الدماغ وتصبح أكثر شيوعا مع تقدم العمر أو مع ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط”.
وعلاوة على ذلك، ارتبطت هذه المؤشرات الحيوية في الدماغ بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ومرض ألزهايمر في بعض الدراسات.
وقالت مؤلفة البحث مونيك إم بي بريتيلر: “تزداد كثافة المادة البيضاء مع تقدم الدماغ في العمر، وبينما لا يعني ظهورها أن الشخص سيصاب بالخرف أو سكتة دماغية، إلا أن الكميات الكبيرة منها قد تزيد من خطر الإصابة. ودرس البحث الدور الذي قد يلعبه انقطاع الطمث على كميات هذه المؤشرات الحيوية في الدماغ. وتشير نتائجنا إلى أن فرط كثافة المادة البيضاء يتطور بشكل مختلف للرجال والنساء، حيث أن انقطاع الطمث أو العوامل التي تحدد متى يبدأ انقطاع الطمث، مثل التغيرات في عملية الشيخوخة، هي عوامل حاسمة”.
ونظرت الدراسة في بيانات 3410 مشاركا بمتوسط عمر 54 عاما، 58% منهم من النساء.
ومن بين أولئك المشاركات، مرت 59% بانقطاع الطمث.
وخضع جميع المشاركين إلى فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لحساب كمية فرط كثافة المادة البيضاء.
وبعد ضبط عوامل الخطر المتعلقة بالعمر والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر، لاحظ فريق البحث أن النساء بعد سن اليأس لديهن المزيد من هذه المؤشرات الحيوية في الدماغ.
وأوضح البحث: “في الأشخاص الذين يبلغون من العمر 45 عاما أو أكثر، كان لدى النساء بعد انقطاع الطمث متوسط حجم فرط كثافة المادة البيضاء الكلي 0.94 مل مقارنة بـ 0.72 مل للرجال”.
ومع ذلك، لم يكن لدى النساء والرجال في سن ما قبل انقطاع الطمث فرق في متوسط كمية فرط كثافة المادة البيضاء.
وبالإضافة إلى ذلك، لم يكن هناك فرق بين النساء بعد سن اليأس وما قبل انقطاع الطمث باستخدام العلاج الهرموني.
وأوضحت بريتلر أن هذه النتيجة تشير إلى أن العلاج بالهرمونات بعد انقطاع الطمث، قد لا يكون له تأثير وقائي على الدماغ.