كويت تايمز: لم يدر في خلد مروّج مخدرات إيراني ولو للحظة أنه يسير في طريق نهايته، عندما طرق باب رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ليطلب منهم المساعدة في انتشال كمية من الحشيش من قاع البحر!
فلم يتردد رجال الأمن في تقديم المساعدة فحملوا الإيراني على طراد، وأحسنوا تمثيل مشاهد المسرحية حتى نهايتها التي وضعت الإيراني ومساعده «البدون» خلف القضبان، كما كشفت فصولها عن ضلوع شخص ثالث في عمليات التهريب وهو الرأس المدبر غير كويتي يقبع في السجن المركزي بتهمة التجارة في المخدرات.
المشهد الأول بدأ باستعانة أحد المروجين (إيراني) بنوخذة وطلب منه معاونته في الوصول إلى إحداثيات موقع في منتصف البحر عبر مسنة الفحيحيل، وأبلغه بأنه يريد انتشال كمية من المخدرات مخزنة في قاع البحر وصلت من عصابة من أبناء جلدته، وعرض عليه مبلغاً مغرياً مقابل ذلك، ولأن النوخذة الذي تلقى تلك المعلومات، لا يسلك هذا الطريق فقد رفض في بادئ الأمر وأبلغ أحد ضباط المباحث بالعرض الذي قدم له، ليبدأ رسم سيناريو خطة الفخ الذي جر عصابة تجار الحشيش وأوقعهم فيه.
رجال المباحث وفي ضوء ما وصلهم من معلومات اتفقوا مع النوخذة على أن يقنع الإيراني مروج الحشيش بأنه فكّر في العرض وقبله ويترك البقية عليهم، وبالفعل عاد إلى الإيراني وأقنعه بأنه طمع في العرض المقدم ومع تحديد موعد انتشال المخدرات من قاع البحر انطلقت رحلة البحث عن المخدرات على متن الطراد، يقوده النوخذة ويرافقه ضابط مباحث تقمص دور مساعده من دون علم الإيراني بصفته الوظيفية، أو بأن الطراد تابع لرجال المكافحة، ووسط وصلة من التمثيل واستدراج الهدف وصل الطراد إلى الإحداثية المقصودة فعثر كل منهم على ما يريد، حيث كانت كمية المخدرات مخزنة في براميل تم إغراقها في قاع البحر فوقها قطعة «فلّين» كعلامة دالة على مكانها.
وبعد تعاون الثلاثة على انتشال الحشيش الذي تجاوز وزنه الـ52 كيلوغراماً من القاع جاء فصل المسرحية الأخير، وكشف ضابط المباحث عن هويته وقام بضبط مروج المخدرات الإيراني الذي صعقه المقلب وبعد العودة إلى اليابسة كان معاون الإيراني وهو شاب غير كويتي ينتظره في مواقف المسنة لاستقباله ونقل كمية الحشيش، إلا أنه فوجئ بطوق أمني من قبل المباحثيين، وتمكنوا من ضبطه وضمّه مع رفيقه وإحالتهما إلى مبنى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات مع المضبوطات.
وعُلم من مصدر أمني أنه «بعد التحقيق الأولي اعترف المضبوطان بأنهما مجرد مروجين صغيرين ينتشلان المخدرات من قاع البحر ويروجانها، أما الـ big boss فهو غير كويتي نزيل في السجن المركزي يدير عمليات التهريب من وراء القضبان ويوجههما إلى انتشالها وترويجها، وعلى ضوء تلك الأحداث والمعلومات أحيل المتهمان والكمية المضبوطة إلى وكيل النائب العام طلال الفرج، لتبدأ رحلة الإيعاز إلى الجهات المختصة بالتحقيق مع نزيل المركزي».