أكدت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشير عمق العلاقات الثنائية بين بلادها والكويت والتي شبهتها بصفاء سماء الكويت.
وأشارت لو فليشير في مؤتمر صحافي عقدته أمس في مقر اقامتها قبيل الاحتفال باليوم الوطني لبلادها بحضور نائب وزير الخارجية مجدي الظفيري وحشد من السفراء والشخصيات البارزة، الى تطور العلاقات بين البلدين في شتى المجالات كالتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة.
وثمنت الخط الدائم للديبلوماسية الكويتية وتأكيدها الدائم على الحوار والتفاوض والبحث عن الحلول وقد برز ذلك العام الماضي في قمة العلا وكذلك في العمل هذا العام مع لبنان، معربة عن شكر بلادها للكويت وخاصة وزير الخارجية على مشاركتها النشطة في حل هذه الأزمة الديبلوماسية مع الدول العربية الأخرى. ولفتت أن الحكومة الفرنسية قدرت عالياً سرعة ووضوح المواقف التي اتخذتها السلطات الكويتية في المحافل الدولية.
واشارت إلى الحوار الإستراتيجي بين فرنسا والكويت والذي يغطي خمسة قطاعات ذات أولوية (الدفاع؛ الأمن والشؤون القنصلية؛ الاقتصاد؛ الصحة؛ الثقافة والفرنكوفونية)، مع اجتماعات سنوية على المستوى الوزراء، كما تم استئناف الزيارات رفيعة المستوى، مثل زيارة وزير الخارجية لو دريان نهاية مارس.
ولفتت الى زيارة وزير خارجية بلادها للكويت حيث اجرى خلالها محادثات مكثفة مع سمو ولي العهد الشيخ مشعل ووزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر، حيث حيث تم التأكيد على تقارب وجهات نظر البلدين في شأن العديد من القضايا الدولية، ولا سيما الأزمات في منطقة الشرق الأوسط. وشددت على استمرار المحادثات الثنائية بين الكويت وفرنسا حول الأزمات الأخرى خاصة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة الصراع في سورية والوضع في فلسطين بما في ذلك مقتل شيرين أبو عقله مؤخرًا، مشددة على انه لا يوجد بديل لحل الدولتين. لكلا الجانبين للتمتع أخيرا بالسلام.
وقالت إن الكويت وفرنسا تتمتعان بعلاقات اقتصادية قوية للغاية، مبينة ان التجارة والاستثمار جانبان أساسيان من جوانب علاقتنا الثنائية العالمية، لافتة الى ان فرنسا هي المورد الأوروبي الثالث للكويت حيث تمتد صادراتنا على نطاق واسع جدًا، من الطائرات إلى العطور، ومن الآلات والإمدادات الكهربائية إلى الشوكولاتة، ومن الأدوية واللقاحات إلى الموضة. واضافت ان فرنسا تعد مستثمرا مباشرًا مهما في الكويت حيث أن أكثر من ربع الشركات الأجنبية المستفيدة من هيئة تشجيع الاستثمار المباشر هي شركات فرنسية، لافتة الى ان اجمالي حجم الاستثمارات الكويتية من الاستثمار الأجنبي المباشر في فرنسا يتجاوز 400 مليون يورو، كما كانت الكويت مستثمرًا مهمًا في فرنسا، كوجهة رئيسية للاستثمار في الأسهم والدخل الثابت في منطقة اليورو.
وشددت على أن الكويت شريك مهم للغاية لفرنسا ونحن نقدر هذه العلاقة الثابتة بشكل كبير و فيما يتعلق بالسياسة الاقتصادية، تشترك فرنسا والكويت في نفس الأولويات فيما يتعلق بالتعددية والارتباط العميق بالتجارة الحرة.
وتطرقت بالحديث عن التعاون في مجال الدفاع والامن، مشيرة الى ان فرنسا والكويت تشتركان في علاقة دفاعية طويلة الأمد تم تعزيزها بعد تحرير الكويت، قطعت هذه العلاقة خطوة إلى الأمام بتوقيع اتفاقية التعاون الدفاعي لعام 1992 بين فرنسا والكويت.
واشارت الى ان التدريب العسكري يعد أيضا جزءا مهما من التعاون الفرنسي الكويتي، حيث منذ توقيع اتفاقيات التعاون الدفاعي، قامت فرنسا بتدريب 500 فرد عسكري كويتي فقط بما في ذلك ضباط من جميع الخدمات الثلاث وحتى الطيارين، بعضهم الآن عقيد أو عميد.
ولفتت إلى أن جودة الشراكة الدفاعية الفرنسية الكويتية تتجلى أيضا في عقود المشتريات العسكرية الموقعة للحصول على معدات عسكرية فرنسية حيث تم تسليم 298 مركبة من طراز SHERPA إلى القوات المسلحة الكويتية و12 إلى الحرس الوطني، إضافة إلى 26 من أصل طلبية من 30 طائرة هليكوبتر من طراز CARACAL تم توفيرها بالفعل للقوات المسلحة والحرس الوطني.