اتّشحت بلدة عرسال اللبنانية (البقاع الشمالي) بالسواد في وداع 8 من أبنائها، بينها 7 من عائلة واحدة، قضوا في مجزرة مرورية هزّت «بلاد الأرز» يوم السبت.
ولفّ زنار من الحزن الكبير والغضب عرسال التي أقامت الأحد مراسم تشييع شاركتْ فيها حشود تقاطرت للوقوف مع مصاب البلدة التي فُجعت بحادث السير الذي وقع بين شاحنة محمّلة بأكثر من 40 طناً من الحجارة (من مقالع البلدة) وسيارة بيك آب كانت تقلّ يوسف الفليطي وعائلته المؤلفة من زوجته وأولادهما الأربعة (أصغرهم بعمر 8 سنوات، وأكبرهم شابّة بعمر الـ21 عاماً) وصهر العائلة.
وفي التفاصيل كما أوردها موقع «النهار» الالكتروني أنه، خلال صعود العائلة نحو المنطقة الجردية للبلدة وفي طريق العودة، اصطدمت بها الشاحنة التي كان يقودها ديب غدادة الذي فَقَدَ السيطرة على الشاحنة التي استمرّت بسحب البيك أب إلى أسفل البلدة لمسافة طويلة.
ثم ارتطمت الآليتان بعدد من السيارات قبل أن تستقر الشاحنة في جدران أحد المنازل وتحترق بعدما حوّلت سيارة يوسف حطاماً. وأدى الحادث إلى مقتل العائلة على الفور وجرْح 5 أشخاص آخَرين في مسرح الارتطام الأخير حيث تضرر أيضاً عدد من المنازل.
وفيما تم إخراج عائلة الفليطي بصعوبة من قبل الأهالي وعناصر من الصليب الأحمر والدفاع المدني بعد الاستعانة بمعدات هيدروليكية، أصيب سائق الشاحنة بحروق خطرة نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات بيروت للمعالجة قبل أن يُعلن أنه فارق الحياة.
وإذ نقل موقع «لبنان 24» أن عدد الذي قضوا في الحادث هو 9 كون إحدى الضحايا كانت حاملاً في شهرها التاسع، أكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ «سكاي نيوز عربية» أنّ «الحادث وقع عصر السبت في طريق داخلية بين المنازل، والمعروف أنه في مثل هذا الوقت من النهار تكتظ هذه الطريق بأهالي البلدة العائدين من قطاف ثمار البساتين».
وأضاف: «فَقَدَ سائق الشاحنة السيطرة عليها وكانت محملة بكمية كبيرة من الصخور التي يأتون بها من أعالي الجرد العرسالي من منطقة تعرف بالمقلع»، وتابع: «لقد أدى الحادث إلى تضرر عدد من السيارات.. الوضع مأسوي جداً في عرسال».