أكد رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن خالد صالح الصباح أن الجيش الكويتي هو السيف الرادع ضد التهديدات الداخلية والخارجية، وتحدث في لقاء مع مجلة UNIPATH التابعة للقيادة المركزية الوسطى الأميركية عن رؤيته نحو الأمن و مجال تطويره في البلاد.
نص الحوار فيما يلي:
“أقسمت منذ توليتي ضابطاً في الجيش الكويتي على أن أكون وفياً لدولة الكويت وأن أحمي علمها وأحفظ استقلالها وسلامة أراضيها، فبفضل الله ورعايته والقيادة الحكيمة لسيدي حضر صاحب السمو أمير البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسيدي سمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما، سنردع ببسالة كل ما يهدد أمن بلادنا واستقرارها، فالكويت دولة داعمة للسلام تحترم أعراف المجتمع الدولي، وتسعى جاهدة للنهوض بالقانون والنظام الدوليين للحفاظ على السلام والرخاء في شتى بقاع الأرض، ومساهمتنا مستمرة، إيماناً منا بمبادئ المجتمع الدولي، وإدراكاً منا أنَّ العالم مآله إلى الفوضى بدون نظام دولي يحكمه”.
العيد رئيساً لصندوق التكافل الاجتماعي للعاملين بـ «التربية» و«التعليم العالي»
منذ ساعتين
العبيد: فتح باب لجان «التمريض» أمام الكويتيين وغير الكويتيين
منذ ساعتين
يونيباث: ما الأهداف التي حرصت على تحقيقها خلال عامك الأول في منصب رئيس الأركان العامة للجيش؟
الفريق خالد: كان العام الأول في هذا المنصب مليء بالتحديات على إثر تفشِّي جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19)، إذ غيَّرت نمط حياتنا وطريقة تسيير الأمور التي اعتدنا عليها، فالجيش الكويتي هو السيف الرادع ضد التهديدات الداخلية والخارجية، لذلك علينا الحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية القتالية، ونحن في الجيش الكويتي نحافظ على مستوى عالٍ جداً من الجاهزية القتالية للوصول إلى أهدافنا وعلاوة على ذلك، يعتبر تسليح الجيش الكويتي أولوية دائمة، علماً بأنَّ الاستثمار في التسليح ليس إلَّا ركناً واحد من أركان المعادلة، حيث أنّ صقل مهارات منتسبي الجيش الكويتي وبناء قدراتهم في كافة المجالات هي على نفس القدر من الأهمية ولهذا السبب أعتقد أنَّ التدريب والتمارين هي من أهم الركائز الأساسية والحيوية بالنسبة لنا للحفاظ على جاهزية الجيش الكويتي على الدوام.
وأخيراً، كانت توجيهات مجلس الوزراء الكويتي الموقر المتعلقة بترشيد الإنفاق مليئة بالتحديات، إذ كان علينا العمل بناءً على تلك التوجيهات دون التأثير على تطوير جاهزية الجيش الكويتي واستمرارها، ودأبنا على تفادي العقبات والعمل على تحقيق أهدافنا العسكرية، ومن الإجراءات التي طبقها الجيش الكويتي هي تقليل عدد الملحقين العسكريين في الخارج من خمسة ضباط إلى ضابطين في بعض الحالات، وهذه المرونة تتوافق مع رؤيتنا المستقبلية.
يونيباث: كيف يتعاون الجيش الكويتي مع الأجهزة الأمنية الكويتية الأخرى؟
الفريق خالد: الجيش الكويتي الباسل هو رأس الحربة في محاور منظومة الدفاع والأمن الكويتية إلى جانب وزارة الداخلية والحرس الوطني وقوة الإطفاء العام، ولا غنى لأي فريق عن التعاون المشترك والاجتهاد والتفاني في العمل لتحقيق أهدافه المشتركة، ولهذا السبب نعمل معاً بروح الفريق الواحد برفقة زملائنا في مختلف القطاعات الحكومية لردع أي تهديد يحاول زعزعة أمننا واستقرارنا، فضلاً عن العمل كفريق واحد لتحديد التحديات الأمنية التي نواجهها والتصدي لها معاً.
يونيباث: ما مدى أهمية الشراكات الدولية، لا سيما مع الجيش الأمريكي؟
الفريق خالد: تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أقوى حليف لنا على مدار الـ 32 عاماً الماضية، وقد بذلت جهوداً كبيرة للمساهمة في أمن الكويت، وأتوجه لهم بخالص الشكر على ما قدموه، ولا سيما القيادة المركزية الأمريكية التي تعد شريكنا المباشر في المنطقة. ونشارك في عدة تمارين عسكرية على مختلف المستويات مع القيادة، ومثال على ذلك تمرين «حسم العقبان» الذي استضافه الجيش الكويتي في عامي 2015 و2017، بالإضافة إلى تمرين «حسم العقبان» 2022 الذي استضافته الولايات المتحدة الأمريكية بمساهمات كبيرة من الجيش الكويتي، بالإضافة إلى التعاون مع القيادة المركزية الأمريكية في برامج تبادل الخبراء المتخصصين، لما لها من فوائد جمة على كلا الجيشين وتعود على كلا الجانبين بالعلم والمعرفة في عدة مجالات، لضمان استخدامنا مفردات وصورة معركة موحدة في مجال العمليات، كما أن الجيش الكويتي والقيادة المركزية الأمريكية عازمان من خلال التنسيق فيما بينهما على القضاء على التنظيمات المتطرفة في المنطقة وهو هدف راسخ يتبناه الجانبين.
يونيباث: كيف يساهم الجيش الكويتي في قوات الأمن الخاصة بدول مجلس التعاون الخليجي؟
الفريق خالد: يساهم الجيش الكويتي مساهمة مباشرة في جميع القوات العسكرية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ نتشارك في التدريبات والتمارين المشتركة والقوات الموحدة لتنفيذ العمليات، وهي جزء لا يتجزأ من القيادة العسكرية الموحدة، التي تعتبر مؤخراً الذراع العسكري للمجلس. حيث يتم التعاون مع حلفائنا في دول المجلس للحفاظ على أمن المنطقة، كما تشارك القوات المسلحة في الجيش الكويتي متمثلة بالقوة البرية والقوة الجوية والقوة البحرية وسلاح الدفاع الجوي باستمرار في التمارين المتبادلة مع جيوش دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى وجود مراكز عمليات خليجية مشتركة تعمل على مدار الساعة.
يونيباث: ما هو منهج الكويت لمنع التنظيمات المتطرفة العنيفة ودحرها؟
الفريق خالد: تتعاون عدة وزارات في الحكومة لمحاربة الأفكار المتطرفة والقضاء عليها، إذ ترعى وزارة التربية برامج في المدارس لمحاربة هذه الأفكار، وترعى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ندوات لإظهار المعنى الحقيقي لدين الإسلام الحنيف، وتقدم أيضاً مراكز متخصصة بشأن ندوات لتثقيف أصحاب تلك وإعادة تأهيلهم لتسهيل عودتهم إلى المجتمع، وفيما يتعلق بالجيش الكويتي، فنحن جاهزون على الدوام عند استدعائنا من خلال تبادل المعلومات الحيوية مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة والعمل بروح الفريق الواحد من أجل مكافحة هذه الآفة التي تفتك في المجتمعات، ألا وهو دحر هذه الأفكار المتطرفة سريعة الانتشار في أرجاء العالم، كما نطلق برامج تثقيفية تجريها فرق متنقلة من الضباط وضباط الصف والأفراد عبر زيارة الوحدات لمنع نشر التطرف والتجنيد على أيدي التنظيمات المتطرفة، وعلاوة على ذلك يعمل الجيش الكويتي باعتباره جزء من التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب على الحفاظ على الأخلاقيات التي يحث عليها ديننا الحنيف من خلال دعم قادة التحالف لدحر الإرهاب.
يونيباث: كيف يتكيف الجيش الكويتي مع التغيرات التي طرأت على طريقة خوض الحروب على مدار القرن المنصرم؟
الفريق خالد: لقد شهدت الحروب تطورات متسارعة وتغيرات، بدايةً من نظام المعارك التقليدية النظامية )جيش نظامي مقابل جيش نظامي) ،مروراً بالحروب الغير نظامية التي تقاتل فيها الجيوش ضد الجماعات المسلحة والعصابات والميليشيات عن طريق المواجهات المسلحة المباشرة، وصولاً إلى الحروب السيبرانية في الوقت الراهن، حيث بات بالإمكان قيام الحروب وخوضها دون إطلاق رصاصة واحدة، حتى أصبحت الحرب السيبرانية قضية حاسمة للجيش اليوم، والجيش الكويتي مسلح بأحدث التقنيات في هذا المجال، ونحرص على العمل بالتعاون مع مختلف القطاعات داخل حكومة دولة الكويت مع مؤسسات الدولة وبمساندة حلفائنا في المنطقة للنهوض بقدراتنا وردع أي تهديد، كما أننا أنشأنا مديرية الحرب السيبرانية، وهذا سيجعلنا على أهبة الاستعداد لحماية المنظومة الخاصة بالجيش الكويتي من الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تهرب من المواجهة المباشرة مع القوات المسلحة وتلجأ إلى العمليات والهجمات السيبرانية الإرهابية المدبرة ضد الحكومات والدول.
يونيباث: ما الدور الذي لعبه الجيش الكويتي خلال جائحة كورونا وكيف عدَّل تدريباته وتمارينه؟
الفريق خالد: لعب الجيش الكويتي دوراً محورياً في مكافحة انتشار فايروس كورونا في دولة الكويت، فقد كان من القطاعات الحكومية التي قدمت الدعم المباشر لوزارة الصحة وزارة الداخلية والوزارات المعنية الأخرى، حيث سخر الجيش الكويتي كامل قدرته في العديد من المجالات، ومن أبرزها استخدام طائرات الشحن التابعة للقوة الجوية الكويتية لإجلاء المواطنين العالقين في أجزاء مختلفة من العالم وإعادتهم إلى دولة الكويت، ونقل كميات كبيرة من اللوازم الطبية والوقاية واللقاحات، وقد قام الجيش الكويتي بإنشاء وحدات مجهزة للحجر الصحي الطبي ومستشفيات ميدانية، بالإضافة إلى الدعم الأمني في عزل بعض المناطق الموبوءة في ذلك الوقت للتصدي لانتشار الفيروس، وفتح مستشفى جابر الأحمد للقوات المسلحة أبوابه لاستقبال المصابين لتقليل الضغط على المراكز الصحية.
وخلال انتشار الجائحة لم يتم إيقاف دورات الجيش الكويتي المنعقدة بل تم استئنافها عن طريق البيئة الافتراضية لاستكمالها عن طريق التعليم عن بعد، وهذا ما شجعنا إلى عقد دورات تدريبية جديدة بدون توقف، والتي أثبتنا خلالها أننا قادرون على الحفاظ على الجاهزية القصوى في ظل التكيف مع الجائحة.
يونيباث: كيف سيساهم الجيش الكويتي في رؤية الكويت 2035؟
الفريق خالد: للقوات المسلحة الكويتية دور حيوي لتنفيذ توجيهات سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما بتحويل الكويت إلى مركز إقليمي مالي وتجاري وثقافي بحلول عام 2035، ويتمثل الدور الأساسي للجيش الكويتي في حماية دولة الكويت وسيادتها وشعبها من التهديدات والتحديات، وهذه مهمة منوطة بكل من يعيش على أرض الكويت، ولا نألو جهداً في صون الوطن والحفاظ على استقراره والتعاون مع شركائنا حتى يتسنى لهم العمل في بيئة آمنة ومزدهرة تماشياً مع رؤية الكويت 2035 التي آمن بها الأمير الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.