اكتئاب ما بعد الزواج.. لماذا تصاب به النساء أكثر من الرجال؟

تضع ليلة الزفاف نقطة بين مرحلتين ذواتي تأثير كبير على حياة الأزواج؛ إذ يسبقها خطط ومعارك ويليها، بالنسبة لبعض الأزواج، فراغ كبير قد يقود إلى “اكتئاب ما بعد الزواج”.

فما اكتئاب ما بعد الزواج؟ ولماذا تصاب به النساء أكثر من الرجال؟ وما أفضل الطرق للتخلص منه؟

ما اكتئاب ما بعد الزواج؟
هو حالة صحية عقلية تصاحب فترة ما بعد الزواج وتتضمن أعراضا، مثل اليأس، والشعور بانعدام القيمة، ونقص الحافز، وصعوبة التركيز، والتفكير السلبي، والحزن، والخمول، وصعوبة الاستمتاع بالأنشطة المعتادة.

وحسب موقع “سايك سنترال” (PsychCentral)، من المعتاد ألا تدوم الكآبة بعد الزواج أكثر من أسبوعين عادة، وتميل الأعراض إلى الشفاء تدريجيا من تلقاء نفسها، لكن في بعض الحالات قد يستمر الوضع لفترة أطول. خاصة أن الزواج الجديد يتضمن عدة تغييرات، ويمثل مرحلة حياة جديدة في الحياة، مما يؤثر على الحالة المزاجية، لكن يمكن التعامل معه.

أكثر شيوعا بين النساء
اكتئاب ما بعد الزواج أكثر شيوعا عند النساء، رغم أنه يصيب الرجال أيضا لكن بدرجات أقل.

وتتعدد أسباب اكتئاب ما بعد الزواج لدى المرأة وتكون واضحة، حتى أن السنة الأولى للزواج توصف بأنها من أصعب فترات التكيف، ومن تلك الأسباب وفقا لموقع “إديفا” (Idiva):

انتهاء التخطيط والاهتمام والإثارة التي تصاحب تحضيرات الزفاف، فيصبح الاكتئاب رد فعل عاطفيا على الانسحاب الذي تمر به بعد النشوة الشديدة من الاهتمام الكامل المنصب عليها.
الانتقال من الاستقلال إلى التبعية. تفقد الكثير من النساء السيطرة على قراراتهن وخياراتهن. ففي بعض الحالات، تكون للزوج وأسرته سيطرة أكبر على المرأة، خاصة عند الزواج في بيت عائلة، وما يتضمنه ذلك من مسؤوليات جديدة وكبيرة تجعل بعض النساء تنزلق ببطء إلى حالة من الاكتئاب مقترنة بالقلق.
الشعور بالذنب لعدم القدرة على الموازنة بين المنزل والحياة المهنية إذا كانت المرأة عاملة.
في بداية الزواج، تشعر معظم النساء العاملات أنه لا يمكنهن الحفاظ على توازن جيد بين واجباتهن المنزلية الجديدة والتزاماتهن المهنية. وعادة، يؤدي هذا الشعور بالذنب المزدوج إلى فقدان الإيمان بقدرتهن على أداء هذه المهام اليومية.

ويمكن أن تشتد هذه الحالة عندما يظهر الأطفال في الصورة؛ إذ تشكل مجرد محاولة التخطيط للعمل ورعاية الأطفال والمهام المنزلية ضغطا كبيرا على الصحة العقلية للمرأة. وتميل المشاعر العميقة بالذنب واليأس والتشاؤم إلى أن تكون أكثر الأعراض شيوعا، التي قد تشير إلى اكتئاب ما بعد الزواج.

انفصال المرأة عن بيت والديها وتحملها مسؤولية كبيرة؛ فعندما تنتقل المرأة إلى بيت الزوجية قد يكون قلق الانفصال الناتج عن مغادرة منزلها عميقا. وفي الأشهر التي تلي الزفاف، قد تعاني المرأة من نقص في الدعم من زوجها سواء عاطفيا أو في الأعمال المنزلية. وفي بعض الأحيان، قد يتغير سلوك الزوج تجاه زوجته بعد الزفاف وقد ترى جانبا جديدا تماما منه مختلفا عن تصوراتها لحياتهما بعد الزواج، وقد يثير ذلك إحباطها ويأسها ويؤدي إلى الاكتئاب.

الأعراض
يؤدي تغير نمط الحياة ومواجهة مسؤوليات جديدة والتراجع بعد ذروة الإثارة المتمثلة في تحضيرات الزفاف إلى عدد من الأعراض المبكرة التي تشير إلى انزلاق المرأة في حالة من اكتئاب، ومنها:

اليأس، يمكن أن تكون مشاعر الإحساس بعدم القيمة وحتى كراهية الذات من أولى العلامات الشائعة للاكتئاب.
اللامبالاة، فقدان الاهتمام أو الدافع المتعلق بالأنشطة التي اعتادت على الاستمتاع بها.
التعب ومشاكل النوم.
الإفراط في النوم أو نوبات الأرق أو الاستيقاظ عدة مرات خلال النوم قد تكون علامات مبكرة للاكتئاب.
القلق. يمكن أن يحدث جنبا إلى جنب نوبة اكتئاب. ومن علامات القلق العصبية والشعور بالتوتر وتغيرات في الشهية والوزن.
كل تلك الأعراض إذا لم تلاحظ في البداية، فقد تؤدي إلى الإصابة بنوبات اكتئاب تعاني منها المرأة وتكون أعراضها أقوى، حسب “المعهد الوطني للصحة العقلية” (NIMH).

الحزن المستمر والقلق.
النظرة المتشائمة.
الشعور بالذنب أو بانعدام القيمة أو بالعجز.
صعوبة التركيز والتذكر واتخاذ القرارات.
أفكار الموت أو الانتحار.
أفكار إيذاء النفس.
وإلى جانب الأعراض النفسية للاكتئاب، هناك أعراض جسدية يجب البحث عنها:

التعب وانخفاض الطاقة.
التحرك أو التحدث ببطء.
تغير في الشهية أو الوزن.
صداع.
مشاكل في الجهاز الهضمي.

نصائح للتعامل مع الأزمة
هناك بعض النصائح للتعامل خلال الفترة الأولى في الزواج، للتخفيف من آثار الاكتئاب وحتى يمر بسلام، ومن هذه النصائح ما يلي:

الدعم الأسري، فافتقار المرأة للدعم الأسري يزيد من الضغط النفسي والجسدي، فيجب على أسرة الزوجة الاطمئنان عليها من وقت لآخر ودعمها بكل الأشكال.
إلى جانب الزوج، يجب أن يكون أهل زوجها منفتحين، أيضا، لإظهار حبهم ودعمهم حتى تشعر الفتاة بأنها جزء من أسرتهم، حسب “أونلي ماي هيلث” (Onlymyhealth).
على المرأة محاولة تحليل وفهم مشاعرها، وعدم القفز إلى الاستنتاجات فورا، والتأكد من أن تلك الفترة مرحلة انتقالية سوف تمر.
اصنعي صندوقا للامتنان، طبقا لمقالة في “واشنطن بوست” (Washington post)، عندما تمرين بالاكتئاب، فمن السهل جدا أن تشعري بالضياع، وللتغلب على ذلك يجب أن تكون لديك جرعات كافية من الملاحظات الإيجابية المدونة التي يمكنك سحبها من الصندوق لتشعري بالراحة عند قرائتها.
تحدثي مع زوجك. من المهم جدا أن تتحدثي مع زوجك وتشاركيه ما تشعرين به، فستشعرين بعدها بخفة شديدة وتتخطين تلك المرحلة الحرجة.
امنحي نفسك فرصة للبكاء. خلال تغيير كبير في الحياة، تكون مشاعر عدم اليقين والحزن طبيعية، فوفقا لموقع “فوكاس أون ذا فاميلي” (Focus on the family)، اعطي نفسك المساحة الكافية للتعبير عما تمرين به ولا بأس في البكاء سواء كان بمفردك أو مع زوجك.
ضعا الأهداف معا. شاركي زوجك في وضع أهداف حياتكما معا سواء على المدى القصير أو الطويل، بدءا من الأعمال المنزلية والعمل والأطفال والتعاطي مع عائلتكما الكبيرة.

المصدر : مواقع إلكترونية

شاهد أيضاً

في أي عمر ينبغي أن تعطي طفلك هاتفه الأول؟

على مدى العقدين الماضيين، جعلت الثورة التكنولوجية الوصول إلى الإنترنت أمرا سهلا للغاية. وأدى تطوره …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.