كشفت مراجعة رئيسية أن التمرين المنتظم قد يقلل من خطر الإصابة بـ “كوفيد”.
ومن المعروف منذ فترة طويلة أن النشاط البدني يقلل من فرصة الإصابة بأمراض خطيرة عن طريق تقوية جهاز المناعة.
لكن، الباحثين يعتقدون الآن أن الحفاظ على اللياقة يمكن أن يساعد في درء العدوى تماما بعد تحليل أكثر من اثنتي عشرة دراسة دولية.
ووجدوا أن 150 دقيقة أو أكثر من التمارين المعتدلة، مثل المشي السريع أو الرقص، قللت من خطر الإصابة بعدوى “كوفيد” بنسبة 11%.
ولوحظ نفس التأثير الوقائي لدى الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية القوية لأكثر من 75 دقيقة في الأسبوع، بما في ذلك الجري والسباحة أو الرياضات مثل كرة القدم والرجبي.
وكان الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام أقل عرضة بنسبة تصل إلى 43% للوفاة أو الإصابة بمرض خطير من الفيروس مقارنة بأقرانهم.
وقال الباحثون إن النتائج يمكن أن تساعد في توجيه “استراتيجية الصحة العامة”، والتي من شأنها أن تشمل التشجيع على ممارسة المزيد من التمارين المنتظمة.
ويعتقدون أن التمرين بانتظام يساعد الجسم على محاربة العدوى قبل أن تخترق الجسم عن طريق زيادة عدد خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة.
وتشير الأرقام إلى أن الوباء أدى إلى طفرة في عدد الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل عام.
وتوصي NHS الأشخاص بالحصول على 75 دقيقة من النشاط المعتدل أو 150 دقيقة من التمارين القوية في الأسبوع ليعيشوا حياة صحية.
وبحثت الدراسة التي نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، في 16 دراسة أجريت في كوريا الجنوبية وإيران وكندا والمملكة المتحدة وإسبانيا والبرازيل وفلسطين وجنوب إفريقيا والسويد.
وتعود الدراسات من نوفمبر 2019 إلى مارس 2022، وتشمل حالات “كوفيد” ذات القبضة العالية في ووهان، الصين، حتى متحور “أوميكرون”.
وتم تضمين الدراسات التي استخدمت اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل فقط وكان لديها بيانات تمارين. وفي المجموع، شارك أكثر من 1.8 مليون مشارك في البحث.
وقال الباحثون إن معظم الدراسات التي تم التحكم فيها لعوامل أخرى، مثل التدخين أو السمنة، يمكن أن تؤثر على عدوى “كوفيد”، على الرغم من أن “تعديل المتغيرات المشتركة لبعض الدراسات الفردية لم يكن كافيا”.
وبشكل عام، أظهرت الدراسات أن ممارسة الرياضة بانتظام تقلل من خطر الإصابة بالعدوى بنسبة 11% والمرض الخطير – الذي يُعرف بالحاجة إلى العناية المركزة أو جهاز التنفس الصناعي – بنسبة 34%.
وقال الباحثون بقيادة ياسمين عزتفار، ممرضة في جامعة فالنسيا، إن النتائج أظهرت مدى فعالية التمارين الرياضية في الحماية من “كوفيد”.
وقال الباحثون في الورقة البحثية: “يبدو أن النشاط البدني المنتظم مرتبط بانخفاض احتمالية حدوث نتائج سلبية لـ “كوفيد””.
وتسلط النتائج الضوء على الآثار الوقائية للانخراط في نشاط بدني كاف كاستراتيجية للصحة العامة، مع فوائد محتملة لتقليل خطر الإصابة بفيروس كورونا الشديد.
وقالوا إن التمرين يمكن أن يساعد في تقليل فرصة الإصابة بفيروس “كوفيد” الحاد عن طريق تقليل فرصة الإصابة بمرض السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم.
وتم ربط جميع الحالات الثلاث بالتفاعل بقوة أكبر مع الفيروس.
ولا يُعرف الكثير عن سبب تقييد ممارسة الرياضة لفرص الإصابة بالفيروس فعليا، لكن الخبراء أشاروا إلى أنها قد تساعد في زيادة دفاع الجسم المناعي.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن التمارين الرياضية تساعد الجسم على إنتاج المزيد من الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء، والتي تعتبر حيوية في استجابة الجسم للعدوى.
ويقلل النشاط البدني أيضا من إفراز هرمون التوتر الكورتيزول، والذي يمكن أن يقلل من عدد خلايا الدم البيضاء التي تقاوم الأمراض والتي ينتجها الجسم.