استعادت القوات الأوكرانية، خلال خمسة أيام، أراضيَ أكثر من تلك التي احتلتها القوات الروسية، منذ أبريل الماضي، بينما أعلن قائد الجيش فاليري زالوغني، أن جنوده استعادوا مناطق يتجاوز مجموع مساحتها ثلاثة آلاف كيلومتر مربّع منذ بدء الهجوم المضاد مطلع سبتمبر الجاري.
وكتب زالوغني على «تلغرام»، صباح أمس، «هناك 50 كيلومتراً تفصلنا عن حدود الدولة (مع روسيا)».
وأفاد الجيش الأوكراني في تعميم في شأن الوضع الميداني أمس الذي يصادف مرور 200 يوم على بدء الغزو، أن «تحرير المستوطنات جارٍ في منطقتي كوبيانسك وإيزيوم التابعتين لمنطقة خاركيف».
ويُعد الموقعان مركزين لوجستيين مهمين تعتمد روسيا عليهما في إيصال الإمدادات إلى مواقعها على الجبهة شرقاً.
ولفت مراقبون عسكريون إلى أن استعادة أوكرانيا لهما سيسدد ضربة موجعة لطموحات موسكو العسكرية في خاركيف.
وشوهدت صناديق ذخيرة ومعدات عسكرية مهجورة متناثرة في مناطق غادرتها القوات الروسية.
وأشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالتقدم السريع في إقليم خاركيف (شمال شرق)، باعتباره إنجازاً محتملاً في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر.
وقال ليل السبت، «أعتقد أن هذا الشتاء هو نقطة تحول، ويُمكن أن يؤدي إلى إنهاء احتلال أوكرانيا بسرعة. نرى كيف يفر المحتلون في بعض الاتجاهات.
إذا كنا أقوى قليلاً بالأسلحة، فسننهي الاحتلال بشكل أسرع».
ويعد الانسحاب من مدينة إيزيوم (الزبيب)، أسوأ هزيمة للقوات الروسية منذ طردها من كييف في مارس الماضي.
وإذا تمكنت أوكرانيا من الحفاظ على المكاسب التي حققتها على الأرض، فسيشكل ذلك ضربة كبرى لروسيا التي تؤكد أجهزة الاستخبارات الغربية انها تكبّدت خسائر فادحة.
كما سيُشكّل ذلك دفعة كبرى لأوكرانيا التي تحرص على إظهار استحقاقها للدعم من الدول الغربية التي تمدها بالأسلحة.
واستغل وزير الخارجية دميترو كوليبا هذا الزخم لمناشدة الحلفاء الغربيين إرسال مزيد من الأسلحة المتطورة.
وقال «الأسلحة، الأسلحة، الأسلحة كانت على أجندتنا منذ الربيع. أنا ممتن للشركاء الذين استجابوا لدعوتنا: نجاحات أوكرانيا في ساحة المعركة مشتركة بيننا».
في المقابل، ذكرت «وكالة تاس للأنباء»، السبت، أن وزارة الدفاع الروسية أمرت القوات بمغادرة محيط المنطقة وتعزيز العمليات في مناطق أخرى في دونيتسك.
وأضافت أن رئيس الإدارة الروسية في خاركيف أبلغ السكان بأن عليهم إخلاء المنطقة والفرار إلى روسيا «لإنقاذ الأرواح».
ووصف شهود وجود اختناقات مرورية لسيارات مع مغادرة السكان لمناطق تسيطر عليها روسيا.
وفي واشنطن، أفاد معهد «دراسات الحرب» في تحليله حول الوضع أمس، أن «تحرير إيزيوم سيكون أهم إنجاز عسكري أوكراني منذ الفوز في معركة كييف في مارس الماضي».
وقال خبراء أميركيون، إن «تقدم روسيا المخطط له في دونباس من الشمال، فشل».
وذكر المعهد«سيؤدي تطويق ناجح للقوات الروسية الفارة من مدينة إيزيوم، إلى تدمير أو اعتقال عدد كبير من القوات الروسية وتفاقم مشاكل القوة البشرية والروح المعنوية الروسية».
في الأثناء، أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لنظيره الروسي فلاديمير بوتين أن «الاحتلال الروسي هو سبب المخاطر» التي تهدد محطة زابوريجيا النووية، وطلب منه سحب «الأسلحة الثقيلة والخفيفة» من موقعها.
واعلن الكرملين في وقت سابق أن بوتين حذر ماكرون في اتصال هاتفي من «عواقب كارثية» قد تنتج من «الهجمات الأوكرانية المنتظمة» على المحطة المذكورة، الأكبر في أوروبا والتي تحتلها القوات الروسية.
وذكرت الوكالة النووية الأوكرانية الرسمية، أمس، بأن المفاعل السادس والأخير في المحطة أُغلق وتم وقف عمل الوحدة على البارد.