اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن “الصراع بين الأديان السماوية هو سبب تآكل الأديان وانتشار الإلحاد في المجتمعات”، مقترحا إجراء حوار فكري بين الأديان بهدف تقريب الآراء.
وخلال لقائه مع “قادة الأديان السماوية”، في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار رئيسي إلى أن “نقطة الاشتراك بين جميع أتباع الديانات السماوية هي عبادة الله”.
وأضاف الرئيس الإيراني: “نعتبر الاهتمام بالله بين الأديان السماوية کمبدأ مشترك أساسا للتفكير المشترك والتآزر والتعاون من أجل المستقبل”، معتبرا أن “جميع المؤمنين بالديانات السماوية متفقون على حقيقة أن المجتمع من دون الله والإيمان بالمبدأ والقيامة يتسبب في ضلال البشرية ويشكل عقبة في طريق نموها وازدهارها”.
ولفت رئيسي إلى “الحربين العالميتين الدمويتين التي شهدها العالم، و70 عاما من قمع الشعب الفلسطيني كجزء من أمثلة نبذ الإيمان بالله في مجال إدارة المجتمع”.
ورأى الرئيس الإيراني أن “وحدة الأديان السماوية لا تعني تخلي أتباع الديانات المختلفة عن دينهم، بل الهدف منها هو التأكيد على القواسم المشتركة خاصة عبادة الله وتنحية الخلافات جانبا”، مشيرا إلى أن “أساس الظلم والعدوان في الدنيا هو الغطرسة والانانية، وأن عبادة الله والاهتمام بالشرائع السماوية یشکلان الحل الأمثل في مواجهة الغطرسة والغرور والرغبة في السيطرة على الآخرين”.
كما وصف رئيسي “التوحيد والعدالة بأنهما ركيزتان تؤكدهما وتقبلهما جميع الأديان السماوية”، متابعا: “إن نشر القيم المعنوية بين المجتمعات مسؤولية على عاتق زعماء الأديان السماوية، وينبغي منع أي صراع بين الأديان السماوية بدقة وجدية”.
وتابع رئيسي: “إن تنظيم “داعش” ارتكب جرائم فظيعة باسم الله وعلى علمه مكتوب “بسم الله ورسول الله”، وهو ما لايقبله أي شخص متدين وحر”، مشددا على “ضرورة اهتمام زعماء وأتباع الديانات السماوية بقضية العدالة ومواجهة الظلم في العالم”.
وأردف: “إن الصراع بين الأديان السماوية هو سبب تآكل الأديان وانتشار الإلحاد في المجتمعات”.
كما اقترح رئيسي “إجراء حوار فكري بين الأديان بهدف تقريب آراء أتباع الديانات المختلفة، بدلا من الاشتباك ومحاولة القضاء على الأديان الأخرى”، مؤكدا “استعداد الجمهورية الإسلامية الايرانية لاستضافة لقاء للحوار بين الأديان السماوية”.
واستطرد: “كما أقترح الاستمرار في عقد مثل هذه اللقاءات كفرصة للتفكير والتآزر لحل المشاكل وعوامل تعقید الحياة البشرية المعاصرة”.
وكان 13 من زعماء الاديان المختلفة قد ألقوا كلماتهم، وشرحوا وجهات نظرهم وعبروا عن آرائهم في مساهل هذا اللقاء.