لليوم الثاني على التوالي تحوّلت المصارف في لبنان هدفاً قديماً – جديداً لمودعين غاضبين يسعون لتحرير ودائعهم المحتجزة (بالدولار) منذ بدء الانهيار الشامل وانكشاف فجوة مالية هائلة بأكثر من 72 مليار دولار.
وبعد «الجمعة الأسود» في 16 سبتمبر الماضي الذي شهد «انتفاضة» مودعين بالجملة اقتحموا 8 مصارف وما تبعها من إضراب لمدة أسبوع كامل للبنوك، بدا اليوم مفتوحاً على مشهدية مماثلة مع توالي الدخول بالقوة إلى أكثر من مصرف.
وقد سُجّل صباحاً إقدامُ المؤهل أول في الجيش المتقاعد علي الساحلي على اقتحام بنك BLC في شتورة البقاع شاهراً مسدّساً حربيّاً، ومطالباً بوديعته البالغة نحو 24 ألف دولار.
وفيما أفادت تقارير إعلامية أن الساحلي طالب المصرف مرات عدة بتحويل مبلغ 4300 دولار لابنه في أوكرانيا الذي تم فصله من الجامعة بسبب عدم تسديد القسط بالإضافة الى طرده من مسكنه، ذكرت قناة «الجديد» «أن فرع البنك عرض على المودع تحويل مبلغ الـ 4300 دولار لابنه، لكنه رفض وأصرّ على أخذ وديعته كاملة».
وفي حين ذُكر لاحقاً أنه تم توقيف الساحلي، أعلنت «جمعية المودعين اللبنانيين» أن المودع علي حسن حدرج اقتحم بنك بيبلوس في صور.
وفي موازاة ذلك، اقتحم عدد من موظفي شركة كهرباء قاديشا مصرف FNB في طرابلس احتجاجاً على قرار المصرف حسم 3 في المئة من رواتب ومستحقات الموظفين، وفقًا لروايتهم.
وإذ توقفت كل المعاملات داخل المصرف، ذكر تلفزيون «ال بي سي آي» أن عملية تفاوض تجري بين إدارة البنك ووفد من نقابة موظفي قاديشا.
وأعلن الموظفون أن المصرف لم يسلمهم رواتبهم حتى اللحظة ويريد أن يحسم 3 في المئة منها ومن المستحقات الأخرى، أي ما يعادل 500 ألف ليرة لبنانية.
وأكدوا أنهم لن يسمحوا بذلك وسيبقون داخل المصرف إلى أن تتراجع إدارته عن قرارها الجائر.