قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، إن «يوم 6 أكتوبر الذي حققت مصر فيه معجزة العبور، كان يوماً مقدراً له أن يظل خالداً ليس فقط في وجدان مصر وشعبها وإنما في ضمير الأمة العربية بأسرها وشعوب العالم المحبة للسلام»، مؤكداً أن «مصر لم تحارب فقط دفاعاً عن أرضها، وإنما من أجل تحقيق السلام».
وأضاف السيسي، خلال الندوة التثقيفية الـ36 للقوت المسلحة ولمناسبة الذكرى الـ49 لنصر أكتوبر، إن «الحرب، كان لها رجال سخّرهم الله سبحانه وتعالى، لاتخاذ القرارات المصيرية التي غيرت خريطة التوازنات الإقليمية والدولية».
ووجه الرئيس المصري «التحية إلى روح الشهيد البطل الرئيس السادات بطل الحرب والسلام».
وقال «كرئيس مصر أوجه تحية يملؤها الإجلال والاحترام إلى كل من ساهم في صنع أعظم أيام مصر في تاريخها الحديث، وتحية يملؤها الفخر والاعتزاز للقوات المسلحة، المؤسسة الوطنية التي أتشرف بأن أكون مـن أبنائها، وهي رمز البسالة والإقدام والصمود والتحدي وحصن هذا البلد الأمين وحامي مقدرات شعبها العظيم، وستظل العلاقة الفريدة بين الشعب والجيش بإذن الله أمراً مقدساً وضامناً أبدياً، لأمن هذا الوطن واستقراره وتحية من أعماق القلب إلى أرواح الشهداء أبطالنا الذين منحونا حياتهم ذاتها كي يحيا الوطن».
وأشار إلى أن «الدولة توقفت لمدة 15عاماً منذ 1967 وحتى 1982»، مشيراً إلى «السعي لتغيير حياة الناس إلى الأفضل، بعيداً عن ألاعيب السياسة، خصوصاً أن البلد توقف 15 عاماً، ودفع ثمناً كبيراً».
وتابع أن «الأزمة الاقتصادية العالمية التي يئن من وطأتها كل فرد على هذا الكوكب، تعد نموذجاً على ما نراه ونعيشه ونحياه… ونحاول قدر استطاعتنا تجاوزها بالجهد الصادق والعمل المخلص من أجل وطننا الغالي».
وأكد أنه «في ظل هذه الأحداث وتلك الظروف مازالت هناك قوى شر تضمر بداخلها كل معاني الحقد والكراهـية، فراحت تبث سمومها في شرايين الوطن من خلال نشر الأكاذيب والافتراءات والضلالات بهدف إفقاد المواطن الثقة واغتيال معنوياته، ولكنني على يقين بأن الإنسان المصري صانع الحضارة أكبر وأقوى من تلك المساعي المضللة الكاذبة، وأن لديه قدرة فطرية أن يميز بقلبه السليم وعقله الواعي ما بين الغث والثمين والهدم والبناء».
وأضاف الرئيس المصري «يا أبناء شعب مصر العظيم، فلتكتبوا لأنفسكم تاريخاً جديداً من المجد، لتعلوا به إلى المكانة الرفيعة، التي تليق باسم مصر الخالد، ولتمضوا في تأسيس الجمهورية الجديدة، وبناء المستقبل والواقع الجديد، الذي نطمح جميعاً إليه، ونعمل من أجله مخلصين النية لله والوطن والشعب».
ورحب السيسي على هامش الندوة، بـ«أبطال معركة أبوعطوة في الإسماعيلية خلال حرب أكتوبر 1973»، ووجه لهم مع قيادات الجيش، تحية عسكرية، حيث أطلق الإسرائيليون على تلك المعركة «فيتنام مصر»، نظراً لضراوة المعارك وتشابهها مع ما كان يقاسيه الأميركيون خلال حرب فيتنام.
وتلقى الرئيس المصري، برقيات تهنئة من كبار المسؤولين بذكرى انتصار أكتوبر، ومن بينهم وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول محمد زكي.
وأهدت وزارة الداخلية «القوات المسلحة»، أغنية بعنوان «فداكي يا مصر»، لمناسبة الاحتفالات، لافتة إلى أن «المصريين يستعيدون في أذهانهم أجواء النصر والعزيمة ويعيدون أمجاد الفخر والعزة في حرب أكتوبر».
إلى ذلك، صدق السيسي، على ترقية قائد القوات البحرية اللواء بحري أركان حرب أشرف إبراهيم عطوة، وقائد القوات الجوية اللواء طيار أركان حرب محمود فؤاد محمد عبدالجواد، إلى رتبة «فريق».
كما أصدر السيسي «قراراً جمهورياً»، بتجديد ندب 7 قضاة بدرجة «رؤساء استئناف»، في لجنة تنظيم إجراءات التحفظ والحصر والإدارة والتصرف في أموال الجماعات الإرهابية والإرهابيين.
دينياً، قال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، إن «التلاقي الثقافي يفيد إفادة كبيرة في عملية بناء الوعي، ويؤكد أهمية حق الوطن، وأن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان».
وأضاف في دورة أكاديمية الأوقاف الدولية من أعضاء اتحاد الإذاعات الإسلامية، أول من أمس، «أن رسالة ومهمة كل من الإمام والإعلامي، هي بناء الوعي الرشيد، فإذا كانت التكنولوجيا تتسارع بصورة مستمرة وسريعة فلا بد أن يواكبها تطور على المستوى الثقافي والمعرفي لدى الإمام والإعلامي».
بدورها، أعلنت دار الإفتاء في منشور عبر صفحة «الإرهاب تحت المجهر» التي أطلقتها، أمس،«أن ما تفعله التنظيمات الإرهابية من إجبار المواطنين على دفع إتاوة تحت مسمى الجزية، جريمة منظمة وسرقة لأموال الناس بالباطل، لأن الدولة في شكلها الحديث تقوم على مبادئ المواطنة وسيادة القانون والعقد الاجتماعي، فلم تعد تفرق بين مسلم وغير مسلم».
قضائياً، قضت الدائرة الثالثة إرهاب في محكمة جنايات القاهرة، بتأجيل محاكمة 57 متهماً، في قضية «إعادة هيكل اللجان النوعية للإخوان»، إلى 22 أكتوبر للاطلاع.