من الواجب أن تطبق القانون… والأوجب كيف تجعل من تطبيقه قدوة يحتذى بها.
مخالفة مرورية صحيحة، حُررت في «يوم المعلم» بحق أحد المعلمين… لكن اللافت أن من سددها ضابط في موقع قيادي.
لماذا؟ لأنه شعر من موقعه الإنساني، قبل الوظيفي، بأن التقدير واجب، تحديداً عندما يكون «المخالف» أحد قدامى المعلمين في المنطقة.
البادرة التي قام بها مدير نجدة الجهراء العقيد خالد العجمي بدفع مخالفة ممنوع الوقوف بحق نواف سودي الظفيري، المعلم في مدرسة عروة بن الزبير، تعد الأولى من نوعها، وتعبّر عن موقف إنساني وبطولي.
تفاصيل الواقعة، كشفها الظفيري، قائلاً: «تفاجأت أثناء خروجي من المدرسة، في اليوم الذي صادف يوم المعلم العالمي، بوجود مخالفة مرورية (ممنوع الوقوف)، وضعها رجل الأمن على الزجاج الأمامي لسيارتي، ما دفعني للتوجه له وتوجيه عتب خاص كونه لا توجد مواقف تتسع للمعلمين الذين يبلغ عددهم 200، والطلبة الذين يأتي معظمهم إلى المدرسة بمركباتهم الخاصة، علماً أن العدد الإجمالي للطلبة يبلغ 1500».
وأضاف الظفيري «أبلغت العسكري بأنني فعلاً مخالف، والمخالفة التي حررت بحقي سليمة، ولكن كنت أتمنى أن يتم تكريمنا في يوم المعلم بوردة، وليس بمخالفة، الأمر الذي استدعى الاتصال بمدير نجدة الجهراء وتوجيه العتب له مكرراً له ما قلته لرجل الأمن، وأن لا ذنب لنا بما يحصل، فوجدته يطلب مني أن أرسل له المخالفة».
وأردف الظفيري «تفاجأت لاحقاً بكتاب موجه لي من قبل العقيد العجمي، يوضح فيه أنه قام بتسديد مبلغ المخالفة عني، واعتبار قيمتها كثمن باقة ورد يقدمها لي في يوم المعلم تكريماً للدور الريادي الذي أقوم به وغيري من المعلمين في خدمة المجتمع».
ولم يُخفِ الظفيري صدمته من الموقف الذي وصفه بـ«الأخلاقي والإنساني»، وتعامل العقيد العجمي «بروح الإنسانية وروح القانون من خلال دفع المخالفة والتي تعتبر قيمتها 5 دنانير، ولكن قيمتها في نفسي أنا وجميع المعلمين موقف يشكر عليه، وهذا إن دل على شيء، فعلى أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، ونتمنى من جميع الجهات المعنية والمسؤولين أن يحذوا حذوه».
وختم الظفيري تصريحه بالقول «عتبنا على وزارة التربية ونواب مجلس الأمة، إذ إن آخر اهتمامهم معاناة وقضايا المعلمين، والتي من المفترض أن توضع ضمن أولوياتهم»، لافتاً إلى أنه سيقوم بالتوجه الأسبوع المقبل مع عدد من المعلمين لرد التحية إلى مدير نجدة الجهراء «وسنقوم بتكريمه على هذه البادرة الجميلة التي كان لها أثر جميل في نفوسنا».