كشفت السلطات السورية، اليوم الأربعاء، في مدينة الرستن في وسط البلاد، عن لوحة فسيفساء نادرة تعود إلى القرن الرابع الميلادي، تجسّد «مشهداً من ساحة حرب».
وقال مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف، همّام سعد، لوكالة «فرانس برس»، إن اللوحة التي يتجاوز عمرها 1600 عام «ليست الأقدم بين اللوحات السورية، لكنها الأكثر اكتمالاً والأندر»، مضيفاً «ليس لدينا لوحة مشابهة».
وأوضح أنّ «الجزء المكتشف حتى الآن بطول عشرين متراً وعرض ستة أمتار»، لافتاً إلى أنّ ثمة أجزاء أخرى من اللوحة لم يكشف النقاب عنها بعد.
ويظهر في اللوحة جنود يحملون أسلحة ودروعاً، وهم في وضعية قتال كما لو أنهم في ساحة حرب. وتضم كذلك كتابات باليونانية.
وشرح سعد أن «اللوحة عبارة عن مشهد نادر، تبدو فيه بوضوح تفاصيل قطع الفسيفساء، وأسماء ملوك اليونان الذين شاركوا في حرب طروادة».
وهذه اللوحة التاسعة التي يتم الكشف عنها في مدينة الرستن الواقعة في ريف حمص الشمالي.
وتزيّن الفسيفساء العديد من مواقع الآثار السورية، كالجامع الأموي في دمشق ومتحف معرة النعمان في إدلب (شمال غرب) وأرضيات وجداريات مختلفة في مدينة تدمر الأثرية (وسط).
وأتت أكثر من 11 سنة من النزاع على مواقع أثرية مهمة، أبرزها مدينة تدمر الأثرية التي نسف تنظيم «داعش» قوس النصر فيها، إضافة للدمار والحريق الواسع الذي أطاح معظم الأسواق القديمة في حلب، أما في حمص، فقد احترقت كنيسة أم الزنار الأثرية، وتضرّر جامع خالد بن الوليد وسط المدينة، كما تعرضت لوحات فسيفساء في الرستن للسرقة. وأتاحت الفوضى التي غرقت فيها سورية في ذروة الحرب تهريب قطع أثرية يمكن نقلها، كالعملات المعدنية والتماثيل وقطع فسيفساء، إلى أنحاء العالم مع انتعاش سوق سوداء للآثار.