أكد السفير الإسباني لدى البلاد ميغيل مورو أغيلار، أن الكويت، البلد الذي خرج من غزو 1990 الصادم، أصبح أحد أقوى المدافعين عن القانون الدولي والقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع.
وأضاف أغيلار في كلمته خلال الاحتفال بذكرى العيد الوطني الإسباني، بحضور نائب وزير الخارجية السفير مجدي الظفيري، أن بلاده تتمتع بتعاون ممتاز مع الكويت في المحافل الدولية، والذي يؤكد على تلك القيم المشتركة العزيزة بين البلدين.
وذكر أن الزيارات التي قام بها وزيرا خارجية البلدين في أبريل ومايو 2021 على التوالي، أو المشاورات السياسية على مستوى نائب الوزير في يونيو الماضي في مدريد، ليست سوى بعض السمات الديبلوماسية الأحدث، كاشفاً عن أن انعقاد لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين قريباً في مدريد، ستسهل بالتأكيد التقدم في هذا المجال.
وأشار إلى إعادة الربط الجوي الأخير بين العاصمتين، بعد ما يقرب من أربعين عاماً، بفضل اتفاق الخطوط الجوية الكويتية مع الخطوط الجوية الإسبانية، لافتاً إلى أن بلاده ستعمل، بصفتها مركزاً دولياً وجسراً استراتيجياً لأميركا اللاتينية، على تسهيل حصول الكويتيين على عدد كبير من الاتصالات والفرص الجديدة للأعمال التي سيتم استكشافها وجعلها فعالة من الآن فصاعداً.
وتابع أن الكويت بدورها، بمطارها العالمي الجديد الرائع قيد الإنشاء حالياً، ستقدم أيضاً العديد من الخيارات للمسافرين من إسبانيا وأميركا اللاتينية، للسفر إلى آسيا أو أفريقيا أو الشرق الأوسط.
وعن المناسبة، أكد أن إسبانيا واحدة من أقدم الدول القومية في العالم، مع أكثر من خمسة قرون من الوجود المشترك المثمر الطويل الأمد، بين جميع الشعوب والمناطق التي تثري بلدنا وثقافتنا.
وأضاف «نحتفل أيضاً بذكرى روابطنا التاريخية العميقة مع البلدان الأميركية الإسبانية، وهي مجموعة من الدول غنية ثقافياً ونابضة بالحياة على جانبي المحيط الأطلسي»، لافتاً إلى ان إسبانيا كانت رائدة في العولمة، والتي بدأت في القرن السادس عشر.
500 عام على أول طواف عالمي موثق
قال السفير الإسباني «نحتفل هذا العام بالتحديد، بمرور 500 عام على أول طواف عالمي موثق، وهي مغامرة مذهلة بدأت في جنوب إسبانيا، في 20 سبتمبر 1519، واستمرت لمدة 3 سنوات.
لقد كانت رحلة محفوفة بالمخاطر ومغامرة، عبر المياه غير المقيدة آنذاك، ومنذ ذلك الحين، أصبحت جميع القارات، ولأول مرة، متصلة، ما أتاح لنا الفرصة للتفكير في المصطلحات الكوكبية العالمية، حيث عملت إسبانيا كجسر مستمر لمزيد من المعلومات، أكثر من 30 عاما بين أوروبا وأميركا وآسيا».
عرض «فلامنكو»
قال السفير الاسباني ان أستاذ الغيتار الإسباني سالفي، وراقصة الفلامنكو يايزا، حضرا بدعوة من سفارة إسبانيا للحضور إلى الكويت، وقدما فقرة خلال الحفل أمتعت الجمهور، وستقدم غداً، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة عرض فلامنكو على مسرح عبدالحسين عبد الرضا في السالمية.
العدوان الروسي وضع البشرية على المحك
اعتبر السفير الإسباني ان العدوان الروسي غير المبرر ضد أوكرانيا، وضع البشرية بأسرها على المحك، ما أدى إلى مستوى غير مسبوق من الاضطرابات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن «الإسبان يتمتعون بمنظور واضح للغاية في هذا الصدد، ومن بين أولئك الذين يعتقدون أنه لا يمكننا العودة إلى نموذج ما قبل الأمم المتحدة العالمي، والذي يتجاهل كل التقدم المهم الذي حققه الكثيرون بجهد كبير ومعاناة».