أكد رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق، أن الشعوب الإسلامية تتطلع إلى بناء مستقبل مشرق وغدٍ أفضل للأمة الإسلامية التي أعزها الله بالإسلام، وجعلها خير الأمم وأنفع الناس للناس، داعياً «إلى العمل بخطى حثيثة إلى جانب قادتنا وحكوماتنا على خدمة قضايا هذه الأمة العظيمة، وحماية حقوقها، ورعاية مصالحها».
وقال المعتوق في افتتاح أعمال الاجتماع الثامن والستين لهيئة رئاسة المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة والذي عقد في الكويت، «يسود العالم وفي القلب منه الدول العربية والإسلامية نزاعات وكوارث مناخية شديدة الوطأة والحدة، دفعت بأكثر من 100 مليون شخص إلى الفرار من بلادهم بحثًا عن ملاذ آمن، ومن المتوقع أن يستمر هذا العدد في الازدياد في ظل غياب أي بوادر لتراجع الصراعات وتوقف حالات الاضطهاد».
وأضاف: نحمد الله سبحانه وتعالى أن هيأ الأسباب، وانحسر وباء كورونا، وانعقد هذا الاجتماع الذي تأجل لأكثر من مرة، وهو الأمر الذي يلقي على كاهلنا مزيدًا من المسؤولية في تفعيل دور المجلس العالمي للدعوة والإغاثة، وتعظيم جهود المنظمات الأعضاء للعمل على تخفيف معاناة ملايين النازحين العرب والمسلمين.
وأكد أهمية الدور الذي يضطلع به المجلس بوصفه المؤسسة العالمية الوحيدة التي تضم عدداً كبيراً من المنظمات والهيئات الخيرية والإسلامية، وإذا نظرنا في ميادين العمل الواسعة التي تنتظر جهود هذا المجلس، علينا ألا نتوانى في العمل جاهدين على تطويره، وتحسين أدائه، وتفعيل لجانه، وتنمية قدراته الفكرية والفنية، بما يواكب تحديات العصر.
وقال «باسم المنظمات والهيئات الإسلامية والخيرية نعبّر عن بالغ اعتزاز الأمة الاسلامية بالدور الرائد للأزهر الشريف وشيخه الدكتور أحمد الطيب، في العمل على تلبية طموحات الشعوب الاسلامية، وتحقيق آمالها في التضامن ووحدة الصف وجمع الكلمة، وحشد الطاقات البشرية والمادية وراء قضاياها المصيرية، وإرساء قواعد التنسيق والتعاون والتكامل في مختلف المجالات، وخاصة في مجال التنسيق الرسمي والأهلي للعمل الاسلامي والخيري».
بدوره، أكد ممثل رئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة ووكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني، «أن مُشاركةَ الأزهرِ الشَّريفِ في الاجتماعِ السَّنويِّ للهيئةِ التَّأسيسيَّةِ للمجلسِ الإسلاميِّ العالميِّ للدَّعوةِ والإغاثةِ تأتي تَمشِّيًّا معَ دَورِ الأزهرِ الشَّريفِ ورِسالةِ مِصرَ السَّاميةِ الَّتي لا تدَّخِرُ جُهدًا في مُساندةِ الضُّعفاءِ والمحتاجين في كلِّ شبرٍ من أرجاءِ المعمورةِ».
وأشار الضويني إلى أن «إِغَاثَةَ المَلْهُوف وَالمَظْلُوم وَتَقْدِيمَ العَوْنِ لِكُلِّ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ هُوَ سُلُوكٌ إِسْلَامِيٌّ أَصِيلٌ، وَخُلُقٌ رَفِيعٌ تَقْتَضِيهِ حُقُوقُ الأُخُوَّةِ الإِيمَانِيَّةِ،كما أنه مِن أعظمِ الواجباتِ الَّتي أوجبَها اللهُ على خلقِه لخلقِه، بغضِّ النَّظرِ عن الدِّينِ والجنسِ واللَّونِ، وذَلِكَ في إِطارِ التَّكافلِ الإنسانيِّ الشَّاملِ الَّذي نادى به الإسلامُ».
الحاجة ماسة للإغاثة الإنسانية
أوضح الضويني أن هناك حاجة ماسة للإغاثة الإنسانية في الواقع المعاصر، نظراً لما يشهدُه هذا الواقعُ المؤلمُ من حروبٍ غيرِ مبرَّرةٍ، ومجاعاتٍ مدمِّرةٍ، وغيرِ ذلك من كوارثَ وأوبئةٍ، غيرَ أنَّ الخَطيرَ في ذَلكَ أنْ تَنحرفَ مُنظَّماتُ الإغاثةِ عَن أَهدافِها السَّاميةِ في التَّخفيفِ مِن آثارِ الظُّروفِ غير الاعتياديَّةِ الَّتي يمرُّ بها النَّاسُ، ويكونَ لها أهدافٌ أخرى دينيَّةٌ أو سياسيَّةٌ أو حزبيَّةٌ تعمِّقُ من آثارِ هذه الظُّروفِ بدل التَّخفيفِ منها.