توقفت حركة نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، بعدما علقت روسيا، السبت، الاتفاق في شأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية الحيويّة لإمدادات الغذاء في العالم، في قرار انتقدته بشدة كييف وواشنطن والاتحاد الأوروبي، ويفاقم خطر وقوع مجاعة.
وبررت موسكو تعليق مشاركتها بهجوم مكثّف بطائرات مسيّرة استهدف فجر السبت، سفناً عسكرية ومدنية تابعة لأسطولها في البحر الأسود المتمركز في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم.
وأعلنت أمس، أنها عثرت على حطام المسيّرات التي هاجمت أسطولها في سيفاستوبول، مشيرة إلى أنها استخدمت «منطقة آمنة» لتصدير الحبوب وطرحت احتمال أن تكون أُطلقت من «سفينة مدنية».
وذكرت وزارة الدفاع أن «مسيّرات بحرية كانت تتحرّك في المنطقة الآمنة التابعة لممر (تصدير) الحبوب»، مضيفة أنها «رفعت» جزءاً من حطام المسيّرات من البحر.
وتسبب الهجوم الذي وقع فجر السبت «بتسع طائرات مسيّرة وسبع مسيّرات بحرية»، «بأضرار طفيفة» لسفينة كاسحة للألغام.
وتابعت وزارة الدفاع أن عدداً من المسيرات المستخدمة يضم «وحدات ملاحية كندية الصنع».
وأشارت إلى إمكان أن تكون إحدى المسيّرات أطلقت من «على متن إحدى السفن المدنية التي تستأجرها كييف أو أسيادها في الغرب لتصدير المنتجات الزراعية من موانئ أوكرانيا».
في المقابل، أكد وزير البنى التحتية الأوكرانية أولكسندر كوبراكوف، أن تعليق العمل الاتفاق يجعل مغادرة الناقلات أمراً «مستحيلاً».
وكتب على «تويتر»، أمس، أن «ناقلة بضائع صب محمّلة بأربعين طناً من الحبوب كان يفترض أن تغادر الميناء الأوكراني اليوم (أمس). كانت هذه المواد الغذائية مخصصة للإثيوبيين الذين باتوا على حافة المجاعة. لكن نتيجة إغلاق روسيا ممر الحبوب، فإن التصدير أمر مستحيل».
وليل السبت، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن القرار الروسي يعطل حالياً تصدير أكثر من مليوني طن من الحبوب إلى نحو 7 ملايين إنسان في مختلف أنحاء العالم.
وقال إن «الجزائر ومصر واليمن وبنغلاديش وفيتنام… هذه الدول وغيرها قد تعاني من تفاقم أزمة الغذاء التي تثيرها روسيا عمداً».
وتساءل زيلينسكي «لماذا يمكن لحفنة من الناس في مكان ما داخل الكرملين أن يقرروا ما إذا كان سيكون هناك طعام على موائد الناس في مصر أو بنغلاديش»؟
وِشدد على ضرورة حصول «رد دولي صارم على مستوى الأمم المتحدة ولا سيما مجموعة العشرين».
من جانبه، أعلن مركز التنسيق المشترك المكلف الإشراف على تطبيق الاتفاق، أن أي حركة لسفن شحن تنقل الحبوب الأوكرانية لم تسجل في البحر الأسود أمس.
وتمكنت تسع سفن شحن السبت من استخدام الممر البحري في البحر الأسود «وثمة أكثر من عشر (سفن) أخرى» جاهزة لذلك في الاتجاهين.
من جانبه، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، قرار موسكو بأنه «مشين». وصرح لصحافيين «ليس هناك سبب ليفعلوا ذلك».
أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فقال «بتعليقها الاتفاق تستخدم روسيا مجدداً الغذاء سلاحاً في الحرب التي شنتها ما يخلف تداعيات مباشرة على الدول ذات الدخل المنخفض وعلى الأسعار العالمية للسلع الغذائية ويؤجج الأزمات الإنسانية وانعدام الأمن الغذائي الخطر أساسا».
بدوره، حضّ الاتحاد الأوروبي روسيا على «العودة عن قرارها» الذي «يعرض للخطر طريق التصدير الرئيسي للحبوب والأسمدة الذي نحتاج إليه للاستجابة للأزمة الغذائية العالمية التي سببتها الحرب في أوكرانيا»، بينما دعت الأمم المتحدة إلى الحفاظ على الاتفاق.
وسمح الاتفاق الذي أبرم في يوليو برعاية الأمم المتحدة وتركيا، بتصدير ملايين أطنان الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية منذ بدء النزاع في 24 فبراير الماضي. وتسبب هذا الحصار بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، مثيراً مخاوف من حدوث مجاعة.