كونا – أكد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أن «التعاون والتكامل ركيزتا تحقيق النمو، والتقدم والتشاور مفتاح التوصل إلى حلول»، مشيداً بالخبرات الممتدة لعقود من الزمن لغرف التجارة والصناعة في بلداننا العربية.
وأشار سموه إلى أن الغرف «تسعى إلى إنعاش القطاع الخاص في ظروف صعبة وتحديات جسام»، مشدداً على أن «تعافي الاقتصاد العربي يتطلب رؤى حديثة وخططاً واضحة للارتقاء بأداء القطاع الخاص».
ولفت سموه إلى ضرورة التواصل الإيجابي وتبادل المعلومات والمؤشرات الاقتصادية بين غرف التجارة والصناعة الخليجية والعربية وبين الجهات الحكومية، مؤكداً أهمية «تعزيز مفهوم خدمة المجتمع والأفراد وتنمية اقتصاداتنا لتعود الفائدة على الشعوب من خلال توفير الفرص الوظيفية».
وتطرق سموه إلى «دور الإعلام الخاص في نشر الثقافة والقيم من خلال تقديم صور حقيقية عما يدور في الدول ومجتمعاتها»، محذراً من التأثير السلبي على المجتمعات بسبب الانجراف وراء تغيير حقائق ونشر إشاعات لمآرب ومكاسب خاصة.
جاء ذلك خلال استقبال سمو ولي العهد، في قصر بيان صباح أمس، رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت محمد جاسم الصقر، ورؤساء الغرف التجارية الخليجية والعربية المشاركة في الدورة (59) لمجلس اتحاد الغرف الخليجية والدورة الـ(133) لمجلس اتحاد الغرف العربية والمنعقدين في دولة الكويت.
وفي ما يلي نص الكلمة التي ألقاها سمو ولي العهد:
«بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين،
السيد/ محمد جاسم الصقر رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت،
السادة/ رؤساء وممثلي غرف التجارة والصناعة في الدول العربية،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في بداية لقائنا بكم اليوم، يسرنا أن ننقل لكم جميعاً تحيات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، مرحبين بالإخوة رؤساء وممثلي غرف التجارة والصناعة في الدول العربية الشقيقة ببلدهم الثاني دولة الكويت.
الإخوة الأفاضل،
إن قيادات الدول العربية في ظل ما يحيط ببلداننا من ظروف وتحديات تعمل جاهدة من أجل تحقيق مصالح الأوطان وصالح شعوبها، وتعي تماماً أن التعاون والتكامل ركيزتا تحقيق النمو والتقدم، وأن التشاور مفتاح التوصل إلى حلول نسعى جميعاً لدعمها.
كما أننا ندرك الأدوار الهامة والحيوية التي تقوم بها غرف التجارة والصناعة في بلداننا العربية وسعيها الدائم – من خلال خبرات ممتدة لعدة عقود من الزمن – إلى إنعاش القطاع الخاص في ظروف صعبة وتحديات جسام باتت معظم دول العالم تعاني من تداعياتها وتسعى لمعالجتها، لا سيما أزمة جائحة كورونا والوضع الاقتصادي الذي يعاني منه كثير من البلدان في الفترة الأخيرة.
الإخوة الأفاضل،
ونحن إذ نؤكد دور القطاع الخاص الحيوي في مسيرة اقتصاد دولنا العربية، ودور غرف التجارة والصناعة بها في مساندته وترسيخ التعاون المشترك لدفع عجلة التنمية الاقتصادية العربية، فإننا نعوّل عليكم جميعاً من خلال سعيكم الدؤوب وجهودكم المقدرة في الحرص على الأخذ بيد الاقتصاد العربي نحو التعافي والنهوض به، من خلال رؤى حديثة وخطط واضحة للارتقاء بأداء القطاع الخاص، ونوصيكم بالتواصل الإيجابي وتبادل المعلومات والمؤشرات الاقتصادية بينكم كغرف تجارة وصناعة والجهات الحكومية ذات الصلة في بلداننا.
وإيماناً منا بأن الاقتصاد هو عصب الحياة، وله دور مهم في تحقيق نماء الشعوب وتطورها، فعليكم تعزيز مفهوم خدمة المجتمع والأفراد، فكما يحتاج القطاع الخاص للاهتمام به، فإن دوركم كبير في أن تعود الفائدة على الشعوب من خلال تنمية اقتصاد دولنا العربية وتوفير الفرص الوظيفية لشعوبها.
كما نود أن نتطرق – ونحن نتحدث عن القطاع الخاص – إلى الإعلام الخاص ودوره في نشر الثقافة والقيم من خلال تقديم صور حقيقية عما يدور في الدول ومجتمعاتها، دون الانجراف وراء تغيير حقائق ونشر إشاعات لمآرب ومكاسب خاصة، ما يؤثر سلباً على المجتمعات دولاً وأفراداً.
الإخوة الأفاضل،
نكرّر ترحيبنا بكم في بلدكم الثاني دولة الكويت، متمنين لكم إقامة طيبة بين إخوانكم في غرفة تجارة وصناعة الكويت، داعين الله تعالى أن ينفع بكم وبجهودكم البلاد والعباد، وأن يعينكم لتحقيق ما تتطلعون إليه من تقدم وازدهار لبلداننا العربية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
حضر اللقاء وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، ووكيل الديوان الأميري ومدير مكتب حضرة صاحب السمو أمير البلاد، أحمد فهد الفهد، ومدير مكتب سمو ولي العهد، الفريق متقاعد جمال محمد الذياب.