أكد وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور حمد العدواني ان تصاميم المساجد في الأبحاث العلمية بين الماضي والحاضر والعصرنة امر يدعو الى التأمل والتفكر في قدسية هذه الأماكن ومكانتها العظيمة في نفوس المسلمين.
جاء ذلك في كلمة القاها نيابة عن راعي المؤتمر العالمي لعمارة المساجد بنسخته الثالثة تحت شعار (المسجد.. مبنى عابر للثقافات) سمو الشيخ أحمد النواف الأحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء والذي تستضيفه كلية العمارة بجامعة الكويت بالشراكة مع جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد وجمعية المهندسين الكويتية ويستمر ثلاثة أيام.
وقال الوزير العدواني ان جلسات المؤتمر ستناقش حاضر تصاميم المساجد المحلية والعالمية وما سيطرأ عليها في المستقبل من تغييرات تناسب العصر ودورها الكبير المرتبط بماضي المجتمعات المسلمة وحاضرها.
وأضاف «لنا في هذا المقام ان نستذكر ما جبل عليه اهل الكويت من عناية واهتمام في عمارة المساجد بالكويت واصقاع العالم المختلفة راجين بذلك مرضاة الله» داعيا الله تعالى ان يديم نعمة الامن والامان في ظل سمو امير البلاد وسمو ولي عهده الآمين حفظهما الله جميعا.
واعرب عن سعادته البالغة في احتضان الكويت للمؤتمر بنسخته الثالثة ورعايتها له والحرص على نجاحه بتشريف كوكبة من العلماء والباحثين المهتمين في عمارة المساجد.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس أمناء الجائزة الأمير سلطان بن سلمان في كلمة مسجلة ان دولة الكويت بلد متقدم متحضر ورائد دائما لكل ما هو جديد في شتى المجالات الانسانية و«خاصة في مجال العمارة وفنونها». وأضاف بن سلمان ان عمارة المساجد في هذا العصر تعيش نقلة ومرحلة جديدة «ودائما ما نقول ان العناية في المساجد أهم من العناية في بيوتنا لانها بيوت الله تعالى» معربا عن سعادته بانعقاد مثل هذا المؤتمر المعني بالمساجد.
وأوضح ان المؤتمر ينعقد من اجل مناقشة المتغيرات التي تعيشها المجتمعات من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والتقنية والبيئة والطاقة إضافة الى المجتمع المحيط بالمسجد مع تنامي وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها.
وأكد ان هذا المؤتمر يجب الا يغفل الدور المناط بالمسجد وتأثيره في محيطه مشيرا الى ان المسجد في الماضي كان هو محور المكان الذي يقع فيه وكل شي حوله يدور في فلكه من جميع النواحي.
وأشار الى ضرورة إعادة أهمية وسط الحي او المجتمع السكاني الذي يتمحور حول المسجد في المجتمعات الإسلامية في الماضي وجعل هذا المكان اكثر حيوية ونشاطا ومكانا للالتقاء والتعارف والتواصل اليومي بين سكان الحي. وذكر ان في المملكة العربية السعودية برنامجا يعنى بترميم المساجد التاريخية وإعادة احيائها وتطويرها وفتحها للمرتادين لها وجعلها اكثر ملائمة وحيوية للعصر الحاضر مشيرا الى احتضان العالم الإسلامي للعديد من المساجد التاريخية الرائعة والفريدة من نوعها.
ومن جهته قال امين عام الجائزة مشاري النعيم في كلمته ان الجائزة تحاول ان تغير المدار الفكري السائد عن المسجد وخلق مدار فكري جديد وصناعة ثقافة فكرية جديدة عن عمارة المساجد.
وأضاف النعيم ان تحكيم الجائزة يتبع أسلوبا صارما في عملية اختيار المشاريع الفائزة من بين اكثر من 250 مشروعا من حول العالم قبل مدة لا تقل عن سنة ونصف من الإعلان مع زيارة اعضاء لجنة التحكيم المساجد المشاركة وكتابة تقارير تفصيلية عنها. وأوضح ان لجنة الجائزة في دورتها الحالية تضم 15 محكما من مختلف دول العالم من ذوي العلم والخبرة المتخصصة في مجال العمارة وقاموا بزيارة 22 مشروعا قبل حفل اعلان الفائزين الذي سيكون في شهر مارس المقبل بالرياض.
واعرب عن شكره لدولة الكويت في احتضانها ورعايتها متمثلة في كلية العمارة بجامعة الكويت واهتمامها وحرصها الكبير على إنجاح هذا المؤتمر والجهات العديدة المشاركة في المعرض المصاحب.
ومن جانبه قال رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الدكتور محمد العجمي في تصريح صحافي انه وعلى مدى 3 أيام يجتمع نخبة من المعماريين والباحثين المتخصصين في عمارة وفنون المساجد من كل بلدان العالم ويستعرضون أهمية البحث العلمي في تطوير عمارة المساجد في هذا المؤتمر الذي يعد منبرا عالميا يجمع رواد العمارة والفنون الإسلامية.
وأضاف الدكتور العجمي انه تقام تحت مظلة المؤتمر العديد من الفعاليات المصاحبة له منها تحكيم جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد والتي تخضع لتحكيم وتقييم مجموعة من المحكمين والمقيمين من عدد من بلدان العالم.
وأشار الى أن المؤتمر هذا العام يعقد تحت عنوان المسجد مبنى عابر للثقافات ويشتمل على العديد من ورش العمل والجلسات العلمية التي ستناقش نحو 42 ورقة علمية بمشاركة فريق من المعماريين العالميين والفنانين الإسلاميين العالميين والباحثين والأكاديميين.
وذكرانه يصاحب المؤتمر افتتاح معرض مخصص لعمارة المساجد يشارك به العديد من الجهات وعددها 11 جهة ستعرض فيها تصاميم للمساجد المختلفة التي فازت في الدورات السابقة للجائزة.