من المعروف أن للحمل والولادة آثاراً عميقة، وطويلة الأمد في كثير من الأحيان، على فسيولوجيا الدماغ ومزاجه وسلوكه.
وتعد حالات الصحة العقلية للأم من أكثر مضاعفات الحمل والولادة شيوعا. ومن بين نحو 3.5 مليون ولادة كل عام في الولايات المتحدة، ستتأثر نحو 20% من الأمهات بحالات توعك الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق.
وإذا تُركت دون علاج، يمكن أن يكون لهذه الأمراض آثار سلبية طويلة المدى على الآباء والرضع والأسر والمجتمع.
بدأ البحث في التغيرات الدماغية المرتبطة بتجارب الأمهات في الحمل، في الكشف عن الآليات العصبية الكامنة وراء التغيرات التكيفية والأمراض العقلية في الفترة المحيطة بالولادة.
ووجدت النتائج الجديدة التي تم تقديمها في Neuroscience 2022، وهو الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب وأكبر مصدر في العالم للأخبار المستجدة حول علوم وصحة الدماغ، أن القابلية أو المرونة لاكتئاب ما بعد الولادة في نماذج القوارض، ترتبط بالتغيرات في علامات المناعة العصبية والهرمونات، التي يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات حيوية للمخاطر أو أهداف علاجية محتملة لهذه الحالة، وفقا لجاناس جيفورد، من جامعة ديلاوير.
وتقول الدكتورة إيان إس. مايز، من كلية الطب في إيكان في مستشفى ماونت سيناي، إن العوامل التي تنظم التعبير الجيني في شبكات التعلم والتذكر قد تتوسط في التأثيرات الطويلة المدى لتجربة الأم في أدمغة الفئران.
وقد تكون تأثيرات الألوبريجنانولون (مثبط ذاتي للستيروئيدات العصبية) الطويلة الأمد المضاد للاكتئاب في اكتئاب ما بعد الولادة ناجمة عن التأثير على تنسيق النشاط عبر مناطق الدماغ المتورطة في الحالة المزاجية، بحسب جيمي ماجواير، من كلية الطب بجامعة تافتس.
وتوضح جودي باولوسكي، عالمة الأعصاب والمعالجة النفسية التي تدرس كيف تغير الأمومة الدماغ قائلة: “تتطرق نتائج علم الأعصاب المقدمة اليوم إلى جوانب مختلفة من الانتقال إلى الأمومة على مستويات متعددة من البحث وفي مناطق متنوعة من الدماغ. وتوفر هذه التحقيقات في دماغ الأم رؤى مهمة في علم أعصاب الأبوة والأمومة، ولها آثار على استهداف الأمراض العقلية في الفترة المحيطة بالولادة وعلاجها”.