المنامة – كونا – شدد وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، على ضرورة أن تتحد دول العالم أجمع اليوم أكثر من أي يوم سبق، لمواجهة تحديات أسواق الطاقة مع اشتداد الصراعات العالمية، وركود اقتصادي عالمي في الأفق، وحاجة الشعوب للأساسيات المعيشية، فضلاً عن تداعيات التغير المناخي العابر للحدود.
وشارك الشيخ سالم الصباح في جلسة (المتغيرات الجيوسياسية للطاقة) التي عقدت ضمن فعاليات حوار المنامة 2022 أمس، وألقى كلمة خلال المنتدى أكد خلالها على أهمية التعاون الدولي المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وذكر «أن الكويت تقع في قلب منطقة حيوية غنية بالموارد وشهدت نصيبها العادل من عدم الاستقرار في هذه المنطقة المضطربة»، مضيفاً أن «دولة الكويت تقوم بدورها ووفق مبادئها وثوابتها، في حماية الاستقرار السياسي وصون أمن الطاقة وإمداداتها في المنطقة والعالم».
وشدد على أهمية وقف التصعيد والحوار لمواجهة التحديات الجسام التي تشهدها دول العالم، جراء عدم الاستقرار السياسي، مشيداً بالتطورات الإيجابية التي شهدها العالم عقب القمة الأميركية الصينية الأخيرة، دعما للاستقرار العالمي.
أمن الطاقة
وقال «نحتاج أيضاً إلى النظر في عاملين أساسيين يؤديان إلى تفاقم توقعات أمن الطاقة: الأول الاستعداد لمواجهة أي احتمالية لركود اقتصادي واتخاذ إجراءات جماعية من قبل الدول المنتجة للنفط والدول المستهلكة في هذا الإطار، ووضع تصور لما ستتحمله أسواق النفط في عام 2023 واتخاذ قرارات حيالها»، مؤكداً أن «قرارات من هذا النوع ليست سياسية بل وجودية».
وأضاف أن الثاني«ضمان تدفق سلاسل إمداد الطاقة، والحاجة إلى زيادة الاستثمار في عمليات التنقيب والاستخراج والتصدير النفطي وتطوير مصافي النفط ومصانع التكرير وحماية الدول المنتجة والمستهلكة لضمان أمن الطاقة وإمداداتها».
تغير المناخ
ونوه إلى أنه «لا يمكن للمرء أن يتجاهل الآثار الخطيرة على المناخ، حيث يشكل تغير المناخ تهديداً وجودياً وتحدياً ليس فقط مستقبلياً، بل نعيش تبعاته في تاريخنا المعاصر، وعلى جميع دول العالم تكريس جهودها المشتركة للتصدي لتبعاته فهو تهديد عابر للحدود يهدد مصير الأجيال القادمة».
وشدد على أهمية الالتزام باتفاقية باريس للمناخ وكل القرارات الصادرة عن القمم والمؤتمرات للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ مستعرضاً جهود دولة الكويت في هذا الإطار والخطوات الكبيرة التي اتخذتها للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاعي النفط والغاز ومساعيها لتحقيق أهدافها بحلول عام 2050 بهذا الملف والوصول إلى الحياد الكامل للكربون بحلول عام 2060.
ركود في الأفق
وذكر أن «مواجهة تغير المناخ والأمن والازدهار عوامل مترابطة، ولا يمكننا ببساطة التركيز على الجانب المناخي دون النظر إلى كل من أمن الطاقة وعناصر الازدهار الاقتصادي لهذه المقاييس المتوازنة بدقة، وأن عدم استقرار أسواق الطاقة له آثار على الاقتصاد العالمي، وتبعات هذا الأمر تعد تهديداً مباشراً على الدول والشعوب والتحديات الجيوستراتيجية المترتبة على ذلك».
وقال «بينما تستعد أسواق الطاقة لما هو آت، مع اشتداد الصراعات وركود عالمي يلوح في الأفق،خصوصاً مع دخول فصل الشتاء وحاجة الشعوب للأساسيات المعيشية المهددة، علينا كدول العالم أجمع أن نتحد اليوم أكثر من أي يوم سبق التاريخ».
يذكر أن حوار المنامة يُعقد بشكل سنوي في مملكة البحرين بمشاركة العديد من دول المنطقة والعالم بتنظيم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لتبادل الرؤى ووجهات النظر حيال التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية على الساحتين الإقليمية والدولية.