سيكون منتخب السعودية مطالباً بخوض «مباراة العمر» بمواجهة نظيره الأرجنتيني ونجمه ليونيل ميسي، الذي يؤدي الرقصة الأخيرة مع الـ «تانغو» على ملعب «لوسيل»، اليوم، ضمن المجموعة الثالثة من مونديال قطر، التي تشهد صراعاً متكافئاً بين بولندا والمكسيك على استاد «974».
في المباراة الأولى، يأمل «الأخضر» تحقيق نتيجة إيجابية أمام العملاق الأميركي الجنوبي.
وينعم المنتخب السعودي، الذي يضم 12 لاعباً من الهلال بطل آسيا، بالاستقرار الفني منذ تولي المدرب الفرنسي هيرفيه رونار تدريبه في يوليو العام 2019، حيث نجح في قيادته الى النهائيات للمرة السادسة في تاريخه.
ويحلم «الأخضر» في تكرار حلم التأهل الى ثُمن النهائي، كما فعل في باكورة مشاركاته في مونديال الولايات المتحدة العام 1994، عندما سجّل له نجمه سعيد العويران هدف الفوز التاريخي والرائع في مرمى بلجيكا، قبل أن يخسر من السويد 1-3.
ويملك رونار خبرة كبيرة في البطولات القارية والعالمية، بعدما قاد زامبيا الى أول لقب في كأس أفريقيا العام 2012، ثم نجح في تحقيق الإنجاز ذاته مع ساحل العاج بعدها بثلاث سنوات، ليصبح أول مدرب ينال هذا الشرف مع منتخبين مختلفين في البطولة القارية، كما قاد المغرب في مونديال روسيا 2018.
ورأى رونار، الذي يعوّل على سلمان الفرج وسالم الدوسري، بأنه «لتقديم عروض رائعة في بطولة كبرى، عليك أن تكون قوياً جداً على المستوى الجماعي».
وعن مواجهة ميسي، قال: «سيكون الأمر رائعاً! عندما تقرّر أن تصبح مدرباً، فأنت ترغب في مواجهة أفضل الخصوم».
وعما إذا كانت السعودية ستلعب تحت الضغوط في أقرب مونديال تشارك فيه من حيث المسافة، قال: «لا. لقد استقبلَنا سمو ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان).
بارك لنا التأهل إلى كأس العالم، مؤكداً أن لا ضغوطات مفروضة على اللاعبين وأنه علينا فقط إظهار صورة جميلة عن كرة القدم السعودية. أراها خطوة ذكية. هو تواصل مثالي وواقعي. لكن هذا لا يعني بأننا سنتساهل في أداء مهمتنا».
في المقابل، اعتبر لاعب الوسط هتان باهبري أن مفتاح تحقيق نتيجة إيجابية ضد الأرجنتين هو تكاتف المجموعة وبذل أقصى الجهود.
وقال: «لقد أوقعتنا القرعة في مجموعة صعبة للغاية وسنواجه منتخب الأرجنتين العريق، الذي يضم أسماء رنانة في بداية المشوار».
في المقابل، يريد ميسي، الحائز على الكرة الذهبية 7 مرات، اقتناص اللقب في المشاركة الأخيرة له في المونديال، بحسب ما صرّح في أكتوبر الماضي، لتتويج مسيرة مظفّرة فاز خلالها بجميع الألقاب الممكنة مع برشلونة الإسباني ثم باريس سان جرمان الفرنسي، كما توّج مع بلاده بـ «كوبا أميركا» العام 2021 ليقودها إلى أوّل لقب قاري منذ 1993.
ويشارك ميسي (35 عاماً) في المونديال الخامس له وكانت أبرز نتيجة له حلوله وصيفاً في نسخة البرازيل العام 2014.
وقال «البرغوث»، الذي يتألق في «سان جرمان» هذا الموسم، لموقع الاتحاد الأميركي الجنوبي للعبة: «نحن متحمّسون جداً. لدينا مجموعة جيدة جداً ومتلهفة للغاية. لكننا نفكر بالسير خطوة خطوة. نعلم بأن مجموعات كأس العالم ليست سهلة».
ويملك المدرب ليونيل سكالوني تشكيلة متجانسة وصلبة تعتمد، بالإضافة الى ميسي، على المخضرم أنخل دي ماريا والمهاجم لاوتارو مارتينيز، فضلاً عن ثنائي قلب الدفاع كريستيان روميرو وليساندرو مارتينيز.
وعلى استاد «974»، تتواجه بولندا وهدافها المخضرم روبرت ليفاندوفسكي مع المكسيك.
وفي مشاركته التاسعة، أبرزها في 1974 و1982، يعوّل «بيالو تشيرفوني» (أبيض وأحمر) على المهاجم الجديد لبرشلونة الإسباني وأحد صانعي أمجاد بايرن ميونيخ الألماني في العقد الأخير.
ويرغب ليفاندوفسكي (34 عاماً) تعويض مشاركة محبطة في 2018، عندما تذيل منتخب بلاده مجموعته في دور المجموعات وأخفق في تسجيل أي هدف.
وقال «ليفا»، أفضل هداف في تاريخ بولندا (76 في 134 مباراة دولية): «طبعاً أفكر في كأس العالم الأخيرة. سأقوم بكل شيء لتحقيق حلم التسجيل في المونديال».
ومن جهته، عبّر المدرب تشيسلاف ميخنييفيتش عن رغبة «الاحتفاظ بالكرة أطول وقت ممكن، بناء جمل سريعة بعد الاستحواذ والتمرير بسرعة لتخفيف ضغط الخصم»، معتبراً أنّ تنظيم خط الوسط يُشكّل «المعضلة الأساسية» بالنسبة إليه.
ورغم الصمود في المستوى الأول من دوري الأمم الأوروبية، تلقت بولندا 3 هزائم، بينها واحدة ثقيلة ضد بلجيكا 1-6.
أما المكسيك المشاركة للمرة الـ17، أبرزها في 1970 و1986 على أرضها عندما بلغت ربع النهائي، فيأمل مدربها الأرجنتيني خيراردو «تاتا» مارتينو أن يكون مهاجم ولفرهامبتون الإنكليزي، راوول خيمينيز قادراً على المشاركة.
ولم يلعب خيمينيز (31 عاماً) مع «إل تري» منذ أغسطس الماضي لإصابة في الفخذ، وذلك بعد بداية موسم متعثّرة بإصابة أخرى بركبته.