قتل إسرائيلي وأصيب نحو 22 بجروح، أمس، في أول تفجيرين تشهدهما مدينة القدس المحتلة منذ العام 2016، بينما تراوحت الاتهامات بين «خلية مقدسية تمولها حركة حماس في تركيا»، و»عناصر تنتمي إلى تنظيم داعش أو تريد الانضمام إليه أو مقربة منه».
وكشفت التحقيقات حول العملية المزدوجة في محطة الحافلات في رامات شلومو، بين شعفاط والشيخ جراح شمال القدس، أن شخصاً واحداً وضع العبوتين في موقفين قريبين للحافلات، وقام بتفجيرهما عبر جهاز تحكم عن بعد أو عبر هاتف نقال.
واحتوت العبوات على كمية متوسطة من المتفجرات، بالإضافة إلى المسامير والكرات المعدنية الصغيرة، والتي زادت من قوتها وتسببت بالعدد الكبير من الإصابات. ونقلت القناة 12 عن مصدر أمني، أنّ «التفجيرين يختلفان عن موجة العمليات الأخيرة، حيث يلاحظ وجود بصمات تنظيمية».
ووفقاً للمصدر، وقعت العملية من دون إنذارات مسبقة ومحددة عن عملية بهذا النسق.
وتابعت القناة، أن العبوات تم تفجيرها في ساعة الذروة الساعة السابعة والنصف صباحاً، مشيرة إلى أنها العملية الأولى من هذا النوع منذ أعوام طويلة، كما تذكر بـ «انتفاضة الأقصى».
ويخشى محللون أن تؤسس «العملية المزدوجة»، لمرحلة جديدة من العمل الفلسطيني عنوانها عودة «العمليات التفجيرية».
وبينما قطع رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال آفيف كوخافي، زيارته للولايات المتحدة، قال وزير الأمن الداخلي عومير بار ليف، إن ما حدث «هجوم مركب معقد»، ويبدو أنه من تنفيذ جماعة «منظّمة جيداً».
ونقلت وسائل إعلام عن جهات أمنية رفيعة المستوى «أن خلية مقدسية تمولها حماس في تركيا مسؤولة عن الهجوم المزدوج».
وأوضحت أن العبوات المستخدمة تشبه تلك التي كانت تستخدم في «أعمال إجرامية» بأوساط عرب إسرائيل.
وبحسب المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، فإن «التفجيرين يبدوان كعمل نفذته خلية مدرّبة نسبياً».
وأضاف أن رئيس حزب «عوتسما يهوديت» إيتمار بن غفير، المرشح لتولي منصب وزير الأمن الداخلي في حكومة رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، أطلق تصريحات في موقع أحد التفجيرين وطالب بتنفيذ اغتيالات، مثلما اعتاد في الماضي على إطلاق التصريحات المنفلتة. «لكن بن غفير اكتشف للمرة الأولى في حياته أن عليه أن يزود إجابات وليس اتهامات فقط. والحلول التي اقترحها كانت مستعملة».
كذلك دعا عضو الكنيست تسفيكا فوغل، من «عوتسما يهوديت» أيضاً، وهو ضابط في الاحتياط برتبة كولونيل، إلى «قصف الفلسطينيين بالطائرات والصواريخ والمدافع والدبابات».
ووصف المحلل العسكري في صحيفة «يسرائيل هيوم» يوآف ليمور، التفجير المزدوج بأنه «العملية الأخطر التي وقعت داخل إسرائيل منذ الانتفاضة الثانية (سبتمبر 2000 – فبراير 2005)، ولا تنبع خطورتها فقط بسبب عدد المصابين الكبير وعودة الخوف إلى شوارع القدس، وإنما من القدرة على صنع عبوات ناسفة ناجعة وإدخالها إلى داخل الخط الأخضر وتفجيرها في أماكن مزدحمة».
بدوره، استبعد المحلل العسكري في موقع «واينت» رون بن يشاي، أن «حماس» كانت تعلم مسبقاً بالتفجيرين.
واعتبر أن «في الإمكان ترجيح من قد تكون لديه مصلحة ومن يتميز بنمط العملية القاتلة، وثمة إمكانية أن هذه عملية نفذها عناصر تنتمي إلى تنظيم داعش أو تريد الانضمام إليه أو مقربة منه».
وأضاف «يبدو أن منفذي التفجيرين هم أفراد خلية منظمة وخططت لهما جيداً».
وأشار بن يشاي إلى أن «حماس والجهاد الإسلامي توجهان عملياتهما في الأعوام الأخيرة نحو قوات الأمن أو عناصر الأمن بالأساس. والعبوات الناسفة التي فُجرت عن بعد تُميز عناصر داعش الذين عملوا في أوروبا وهنا أيضاً. وربما أنهم بحثوا أيضاً عن استهداف مكان يتجمع فيه يهود متدينون، الأمر الذي قد يلمح إلى الطبيعة الدينية الإسلامية للمنفذين».
من جانبه، تحدث سفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل ديمتري تزانتشيف عن «هجمات إرهابية» تركت لديه «شعوراً بالصدمة»، مشدداً على أن «الإرهاب غير مبرر».
وندد البيت الأبيض بـ «الأعمال الإرهابية» في القدس، وعرض «كل أشكال المساعدة الملائمة» على إسرائيل للتحقيق في الهجوم.
في المقابل، رحبت «حماس» بالتفجيرين. وقال الناطق باسم الحركة عبداللطيف القانوع في بيان «نبارك لشعبنا الفلسطيني وأهلنا في القدس المحتلة العملية البطولية النوعية في موقف الباصات».
واعتبرت فصائل فلسطينية أن العملية تأتي «كرد فعل طبيعي على تصاعد عمليات القمع والإجرام بحق الشعب الفلسطيني».