توصلت دراسة جديدة إلى أن السمنة لدى الأطفال يمكن أن تؤدي إلى تغيرات هيكلية في الدماغ ما يؤثر على الصحة الإدراكية.
واكتشف الباحثون أن ارتفاع الوزن ومؤشر كتلة الجسم لدى الأطفال يمكن أن يؤثر على المناطق الرئيسية في اتصال الدماغ. وحذروا من أن هذا قد يؤثر على مدى الانتباه والقدرة على التوفيق بين مهام متعددة.
وحلل الفريق، من كلية الطب بجامعة ييل في ولاية كونيتيكت، بيانات تصوير الدماغ لـ 5169 طفلا تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات.
ونظروا على وجه التحديد في الاتصال بين المناطق العصبية وكمية المادة البيضاء الموجودة، وهو أمر مهم للتواصل بين مناطق مختلفة من الدماغ.
ثم تمت مقارنة ذلك بمؤشر كتلة الجسم للأطفال وفقا لـ z-scores، وهو مقياس للوزن تم تعديله وفقا لعمر الطفل وجنسه.
وتوصلت الدراسة إلى أن ذلك يأتي بعد أن وجدت دراسة أن تناول الوجبات السريعة يمكن أن يسبب آلاما أو يجعل الناس أكثر حساسية للألم – حتى لو كانوا أصحاء ونحيفين.
وكشفت نتائج الدراسة الأخيرة أن هناك تغيرات هيكلية في أدمغة الأطفال الذين لديهم وزن أعلى ومؤشر أعلى لكتلة الجسم، و”ضعف كبير” في المادة البيضاء.
وكانت بعض المناطق الأكثر تضررا للمادة البيضاء في الجسم الثفني (أكبر بنية للمادة البيضاء في الدماغ )، وهو حزمة كبيرة تضم أكثر من 200 مليون من الألياف العصبية، التي تربط جانبي الدماغ.
ولاحظ العلماء أيضا ترققا في الطبقة الخارجية للدماغ، ارتبط بضعف الوظيفة التنفيذية، على سبيل المثال القدرة على التخطيط وتركيز الانتباه والتذكر والتوفيق بين المهام المتعددة.
وقالت الباحثة سيمون كالتنهاوزر إن من المعروف أن السمنة مرتبطة بضعف صحة الدماغ لدى البالغين، لكن الدراسات السابقة على الأطفال غالبا ما ركزت على مجموعات صغيرة أو جوانب فردية من وظائف الدماغ.
وأضافت: “من المدهش أن هذه التغييرات كانت واضحة في وقت مبكر خلال الطفولة. ولا ترتبط زيادة مؤشر كتلة الجسم والوزن بعواقب الصحة البدنية فحسب، بل ترتبط أيضا بصحة الدماغ. وأظهرت دراستنا أن ارتفاع الوزن ودرجات قياس مؤشر كتلة الجسم عند الأطفال في سن التاسعة والعاشرة كان مرتبطا بالتغيرات في الهياكل الكبيرة والبنى الدقيقة والاتصال الوظيفي الذي أدى إلى تدهور صحة الدماغ”.
وقال كبير المؤلفين سام بيابفاش، الأستاذ المساعد في علم الأشعة والتصوير الطبي الحيوي، إن نتائج الدراسة تقدم تفسيرا مهما لبحوث أخرى تظهر أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الأطفال مرتبط بضعف الأداء الإدراكي والأداء المدرسي.