لجأ آلاف من المهندسين الهنود العاملين في الكويت، إلى حكومة بلادهم، مطالبين إياها بمساعدتهم في الحصول على شهادة عدم الممانعة من جمعية المهندسين الكويتية، وهي الشهادة الإلزامية في حال كان المهندس متخرجاً من كلية أو معهد ليس معتمداً من جانب المجلس الوطني الهندي للاعتماد (NBA)، قبل أن يفقدوا وظائفهم.
ووفقاً لمنتدى المهندسين الهنود في الكويت، فإن نحو 12 ألف مهندس هندي ممن يعملون في الكويت، يواجهون حالياً مشكلة في الحصول على شهادة عدم الممانعة، وفي غضون شهر واحد رفضت جمعية المهندسين الكويتية 800 طلب للحصول على تلك الشهادة، وذلك لأن مقدمي الطلبات تخرجوا من كليات هندسة خلال سنوات ما قبل إنشاء المجلس الوطني الهندي للاعتماد (NBA).
ونقلت صحيفة «ذا هندو» عن أحد المهندسين الذين رفضت جمعية المهندسين الكويتية طلباتهم، قوله: «أعمل مهندساً في الكويت منذ 20 سنة. كنت قد حصلت على شهادتي في العام 1993 من كلية هندسة هندية، كانت مندرجة آنذاك تحت المجلس الهندي للتربية التقنية (AICTE) ولم يكن هناك وجود آنذاك للمجلس الوطني للاعتماد، وهو المجلس الذي أنشئ في العام 2005. والآن، جعلت جمعية المهندسين الكويتية اعتماد المجلس الوطني إلزامياً. وقد رفضت الجمعية طلبي للحصول على شهادة عدم ممانعة، ورغم أن لدي إقامة سارية لمدة 3 سنوات مقبلة، لكن لن يمكننا العمل في الكويت من دون الحصول على شهادة عدم الممانعة. هناك آلاف المهندسين الهنود في الكويت يواجهون مشكلة شهادة عدم الممانعة وقد يخسرون وظائفهم».
وكانت هذه المشكلة قد بدأت في العام 2018 مع عملية إعادة اعتماد شهادات الهندسة من خلال مقابلات شهادات عدم الممانعة. ولاحقاً – في العام 2020 – بدأت الكويت اعتماد شهادات الهندسة مرة أخرى بعد إعادة ختمها من جانب وزارة الخارجية الكويتية. وفي بداية العام الجاري، بدأت الكويت عملية إعادة اعتماد شهادات الهندسة من خلال طرف ثالث.
وأخيراً، وضعت جمعية المهندسين الكويتية متطلباتها الجديدة الخاصة بالمهندسين الهنود، مع شرط الحصول على اعتماد المجلس الوطني الهندي للاعتماد (NBA) لسنوات دراسة الهندسة الأربع. وعلاوة على ذلك، فإن الجمعية تشترط الآن الحصول على أن تشتمل شهادات الهندسة على كورس دراسي كامل.
وناشد المهندسون الهنود حكومة بلادهم أن تقنع نظيرتها الكويتية، بأن أي شهادة هندسة ممنوحة من جانب كليات وجامعات الهندسة ومعتمدة من جانب المجلس الهندي للتربية التقنية (AICTE) لا تحتاج إلى تصديق من جانب المجلس الوطني للاعتماد (NBA). كما طالبوا وزارة التعليم ووزارة الشؤون الخارجية في بلادهم بالتواصل مع نظيرتيهما الكويتيتين، لتوضيح جوانب المنظومة التعليمية الهندية وهيئاتها التنظيمية.
المشكلة منذ 3 سنوات
يؤكد منتسبو منتدى المهندسين الهنود العاملين في الكويت، وفق ما نقلته الصحيفة الهندية، أنهم أثاروا هذه القضية مراراً وتكراراً لدى سفارة الهند في الكويت، لكن مسؤولي السفارة غير قادرين على إيجاد حل لها. كما أنهم أرسلوا كتاباً إلى الحكومة الهندية يلتمسون فيه تدخلها لإيجاد حل. ويقول أحد أعضاء المنتدى: «المهندسون الهنود العاملون في الكويت يواجهون تلك المعضلة منذ 3 سنوات على وجه التحديد. لقد تغيرت الوقائع بشكل حاد وأصبحت ظروف المعيشة عبئاً على كواهلنا. ومعظم كبار المهندسين أصبحوا غير قادرين على تجديد إقاماتهم. وقد أدى هذا إلى خلق اضطراب اجتماعي ومالي ونفسي على كواهل المهندسين وأفراد أسرهم».
مُزيّفون… وحقيقيون
نقلت الصحيفة عن أحد المهندسين المُهدّدين قوله: «المهندسون الهنود العاملون في الكويت يواجهون صعوبات كبيرة لمجرد أن عدداً قليلاً من الأشخاص قدموا شهادات هندسة مزيفة أو وثائق مزورة للحصول على شهادات عدم الممانعة. وصحيح أنه من حق حكومة الكويت أن تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لمعاقبة هؤلاء في حال ثبوت إدانتهم، لكن في الوقت نفسه لا ينبغي معاملة المهندسين الحقيقيين بالمعاملة ذاتها».
وضع الأسر على المحك
يقول مهندس آخر: «معظم المهندسين الهنود الذين لديهم أسر في الكويت انتهت مدد تصاريح إقاماتهم منذ الجائحة، ويعيشون حالياً على تمديدات موقتة، وحال انعدام اليقين هذه تخلق الكثير من التوتر والاضطراب في حياة المهندسين. وقد خسر مهندسون كثيرون وظائفهم وتصاريح إقاماتهم في الكويت، وسيفقد آلاف آخرون وظائفهم بسبب عدم قدرتهم على الحصول على شهادات عدم ممانعة من جمعية المهندسين الكويتية. وإذا لم تتخذ الحكومة الهندية إجراء، فإن هذا الحال سيضع أسر المهندسين على المحك».