تنجم معظم حالات نقص الحديد عن عدم كفاية تناول الحديد، ولكن يمكن أن يلعب النزيف الداخلي وانتباذ بطانة الرحم والوراثة دورا أيضا.
وكقاعدة عامة، يجب التأكيد على الفواكه والمكسرات التي تحتوي على مادة non-haeme (مركبات الحديد المكونة في الجزء غير البروتيني من الهيموجلوبين) في النظام الغذائي. ومع ذلك، تم ربط بعض الأطعمة النباتية بتطور نقص الحديد الحاد. وتمكنت إحدى النساء من كبح النقص عن طريق الاستغناء عن الزبيب الأزرق.
ونشرت المجلة الأمريكية للطب تقريرا عن حالة سيدة تبلغ من العمر 44 عاما تدهورت صحتها على الرغم من المحاولات المتعددة لتصحيح نقص الحديد لديها بالمكملات.
وقال الباحثون إن المريضة أحيلت إلى العيادة بسبب أعراض نقص الحديد.
وقبل عام من زيارتها، عولجت بالحديد الفموي (100 مل/يوم) بسبب فقر الدم الناجم عن نقص الحديد مع مستويات الهيموجلوبين التي تبلغ 7.0 غم/ديسيلتر.
ومع ذلك، فشلت الأعراض في الشفاء وأدت إلى زيارة لاحقة مع ظهور علامات أكثر وضوحا لفقر الدم.
وكتب أطباؤها: “عند الإحالة، أبلغت عن التعب والصداع وحرق اللسان وعدم تحمل الرياضة. بدت وكأنها في حالة تغذوية طبيعية. وكانت بشرتها شاحبة، وكشف فحص تجويف الفم عن التهاب اللسان الضموري. وكان معدل النبض وضغط الدم طبيعيين. وعندما سُئلت مريضتنا عن نمط طعامها، سردت كمية يومية من 100 إلى 150 غراما من الزبيب لأكثر من عامين. وكانت تشتهي الزبيب الحلو لأنها كانت تقوم بتدريبات التحمل المنتظمة. وبعد التوقف عن تناول الزبيب لمدة أسبوع، أظهر اختبار امتصاص الحديد الفموي باستخدام 225 ملغ من [الحديد] عدم وجود أي شذوذ”.
وبعد ثلاثة أسابيع من التوقف عن تناول الزبيب، شفيت المريضة تماما دون الحاجة إلى مكملات الحديد.
وسلط تقريرها الضوء على أن منتجات العنب مثل الزبيب تحتوي على تركيزات عالية من مركبات فينولية طبيعية معينة.
ومن المعروف أن أحد هذه المركبات، وهو التانين، يرتبط ببعض المعادن مثل الحديد ويتداخل مع امتصاصها.
وتشمل الأطعمة الأخرى المحتوية على التانين ما يلي:
– بذور البقوليات.
– عصير التفاح.
– كاكو.
– بازيلاء.
– قهوة.
– شاي.
– مكسرات.
وأشارت الأبحاث المبكرة المنشورة في Beta Biological Society، إلى أنه عند زيادة التانين الغذائي، لا ينبغي نظريا امتصاص الحديد الزائد.
وخلص معدو تقرير الحالة إلى “على حد علمنا، هذه هي الحالة السريرية الأولى التي تشير إلى أن الزبيب يقلل من امتصاص الحديد من الأطعمة. وعلى الرغم من أن ملاحظتنا تتضمن سببا نادرا لفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، إلا أن البوليفينول الطبيعي النشط بيولوجيا قد يقدم علاجا غذائيا مساعدا في المرضى الذين يعانون من داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي، والذين يعانون من زيادة الحديد بسبب معدل امتصاص الحديد المعوي المتسارع”.