رأى وزير الصحة الأسبق الدكتور محمد الجارالله أنه لا يمكن تحقيق مستقبل مشرق للعلوم الطبية، وبصفة خاصة في مجالات الصحة العامة، من دون تحقيق تقدم ملموس في الصحة الرقمية، كما أثبتت ذلك الأبحاث العلمية المبنية على البراهين الطبية، موضحاً أن الصحة الرقمية أصبحت واقعاً ملموساً في المجتمعات الغربية.
وأكد الدكتور الجارالله، في تصريح صحافي، خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر العالمي للصحة الرقمية الذي أقامته جامعة الاسكندرية، أن الصحة الرقمية والإلكترونية والذكاء الاصطناعي أمور باتت تتصدر الساحة الدولية بسبب أهميتها القصوى في تحقيق جميع الأهداف الـ 17 للتنمية العالمية المستدامة SDGs بحلول عام 2030، وبصفة خاصة تحقيق الاهداف الصحية منها، لافتاً إلى أن الصحة الرقمية ضرورة حتمية لتطوير الخدمات الطبية في الكويت، داعياً إلى ضرورة إسراع الخطى في الكويت بهذا الشأن لتعزيز صحة المواطنين وتحقيق الأهداف التنموية الصحية العالمية بحلول 2030.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي والطب الرقمي هما تطور طبيعي يتضمن استخدام الطب عن بُعد، والصحة عن بُعد، واتساعه ليشمل استخدام إنترنت الاشياء والذكاء الاصطناعي في بوتقة واحدة لكل هؤلاء معاً، لتقديم خدمات صحية متطورة تشمل برامج تمكن الآلات والادوات الطبية من محاكاة الفهم البشري في التشخيص والعلاج والعمليات الجراحية، وفي جوانب تعزيز الصحة.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي الصحي مطبق بالفعل ويستخدم منذ فترات طويلة في أوروبا وأميركا حيث تستخدم انترنت الأشياء والصحة الرقمية في التشخيص المبكر والأدق والأسرع قبل تطور الحالة المرضية، وكذلك في وصف العلاج وإجراء العمليات الجراحية بالروبوت، كما توجد برامج متطورة في كل فروع الطب مثل الاشعة والمختبرات والجراحة والجلدية والمناظير وطب الاسرة والطب الوقائي والصحة العامة لتحسين جودة الحياة وتقليل التكلفة الإجمالية للرعاية الصحية.
وأشار الى أن تحقيق التقدم والتطور المنشود في الصحة الرقمية يتطلب التزاماً سياسياً قوياً، بما يتضمنه من تخصيص الميزانيات الكافية، وتطوير السياسات الوطنية الصحية، وإجراء خطط تنفيذية لها بمؤشرات واضحة للتنفيذ والتقييم، فضلاً عن وجود الإدارة الإستراتيجية والحوكمة الرشيدة للنهوض بالصحة الرقمية وتطوير البنية التحتية الرقمية.