توصلت دراسة إلى أن البطانيات الوازنة التي تحظى بشعبية متزايدة هي أكثر من مجرد بدعة صحية جديدة.
فهذه البطانيات التي تتراوح تكلفتها من 20 دولارا إلى 700 دولار تعزز إنتاج هرمون النوم المسؤول عن النوم العميق المريح.
ووجد باحثون سويديون أن مستويات الميلاتونين كانت أعلى بمقدار الثلث في الليل مما عند أولئك الذين استخدموا بطانية عادية.
ووصلت مبيعات البطانيات الوازنة إلى ما يقدر بنحو 600 مليون دولار في عام 2021، بعد الحصول على تقييمات رائعة من المتخصصين في النوم والمشاهير مثل كورتني كارداشيان.
ويفرز الدماغ الميلاتونين بشكل طبيعي كل ليلة لتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية.
ويقال إن البطانيات الثقيلة تضع الجهاز العصبي في وضع “استراحة”، ما يقلل من بعض أعراض القلق، مثل تسارع ضربات القلب أو التنفس.
فعندما تشعر بالتوتر، فإن قلبك ينبض بسرعة كبيرة، ما يعيق إنتاج الميلاتونين.
ويأتي نجاح البطانيات الوازنة وسط مخاوف بين الخبراء من أن مكملات الميلاتونين ذات الشعبية تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف في وقت لاحق من الحياة.
وراقب الباحثون في جامعة أوبسالا في السويد 26 مشاركا لمدة ليلتين.
في الليلة الأولى، نام المشاركون تحت بطانية ثقيلة. وفي الليلة الثانية، استخدموا ملاءة سرير عادية.
وتمت مطابقة البطانيات المستخدمة في الدراسة، المنشورة في مجلة أبحاث النوم، للمشاركين حسب وزنهم.
فكانت البطانيات الوازنة 12.2% من وزن الجسم الإجمالي للشخص، بينما كانت الملاءات العادية 2.2%.
وذهب المشاركون للنوم في حوالي الساعة 10 مساء وتم جمع عينة من اللعاب كل 20 دقيقة حتى الساعة 11 مساء.
وأظهرت النتائج أنه بحلول نهاية الساعة، ينتج عن النوم تحت بطانية ثقيلة مستويات أعلى بنسبة 32% من الميلاتونين.
وتفرز الغدة الصنوبرية في الدماغ الهرمون بشكل طبيعي. إنه رد فعل طبيعي لبيئة مظلمة ويؤدي إلى النعاس، ويخبر الدماغ أن الوقت قد حان للذهاب إلى الفراش قريبا.
وأوضحت الدكتورة تريسي ماركس، عالمة النفس من أتلانتا، بولاية جورجيا، والتي لم تكن جزءا من البحث، أن البطانيات الثقيلة معروفة منذ فترة طويلة بأنها معززات النوم الهادئ – ولكن ليس من خلال زيادة إنتاج الميلاتونين.
وقالت إن البطانيات تنشط العصب المبهم لدى الشخص – أطول عصب في الجسم يمتد من المعدة إلى الجمجمة. وينشط ضغط اللمس العميق، كما تصفه، الجهاز العصبي السمبتاوي في الجسم.
ويساعد هذا النظام على “إبطاء” نشاط الجسم، ويقلل من إنتاج الكورتيزول ويزيد من إفراز السيروتونين.
وقالت ماركس: “عندما تشعر بثقل البطانية، أو يتم الإمساك بها بإحكام، فإنها تحفز إنتاج السيروتونين والدوبامين في الدماغ”.
وقارنت شعور البطانية المثقلة بإبطاء تنفس الشخص أو رش الماء على وجهه لتهدئته. قالت: “[أنت] تتلاعب بجهازك العصبي لتهدئتك”.
ومن المرجح أن ينام الشخص الهادئ والأقل قلقا – وهو ما يُعتقد أنه السبب في أن البطانيات الثقيلة تساعد في محاربة الأرق ومشاكل النوم الأخرى.
وتقدم الدراسة السويدية نظرية جديدة. وفي حين أظهرت البطانيات قدرة على علاج القلق في الدراسات – فقد تؤثر أيضا على الغدة الصنوبرية أيضا.
وقالت ماركس إن تنشيط العصب المبهم لن يؤثر على إفراز الميلاتونين من الغدة الصنوبرية. وهذا يعني أن هناك آلية أخرى في اللعب تجعل الشخص يعاني من مستويات أعلى من الميلاتونين أثناء التغطيه ببطانية ثقيلة.
ولم يحدد الباحثون السويديون آلية في الدراسة أيضا.
وأصبحت البطانيات الوازنة اتجاها صحيا شائعا في السنوات الأخيرة، ولكن على عكس العديد من العناصر والمكملات الأخرى التي يدفعها المؤثرون والمشاهير – فهي مدعومة من قبل الأطباء أيضا.
وقالت ماركس إنها توصي مرضى القلق باستخدام هذه البطانيات للمساعدة في تخفيف الأعراض والحصول على نوم أكثر راحة.