فيما رأى مدير عام الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمار الحسيني، أن المخاطر والتحديات السيبرانية التي تواجه الكويت، لن تتوقف في ظل التطور التكنولوجي المستمر، أعلنت وزارة الداخلية عن تلقيها 4 آلاف شكوى من جرائم إلكترونية خلال العام الجاري.
ولفت الحسيني، في تصريح على هامش مشاركته في مؤتمر الكويت الرابع لمكافحة الجرائم الإلكترونية، الذي ينظمه الجهاز، بالتعاون مع وزارة الداخلية أمس، إلى التعاون بين الجهات الحكومية المختلفة، متوقعاً مزيداً من التطور في مواجهة الأخطار السيبرانية، في ظل إنشاء المركز الوطني للأمن السيبراني.
ولفت إلى الأهمية الكبيرة للاستثمار بالأمن السيبراني بالشكل الصحيح، لمواجهة الأخطار، إضافة إلى تدريب الأفراد في ظل التحديات الكثيرة والمخاطر المستمرة.
جرائم «الهندسة الاجتماعية»
وفي كلمته بافتتاح المؤتمر، أكد الحسيني أن الجرائم الإلكترونية تستهدف إلحاق الضرر بالبنية التحتية الإلكترونية لكثير من الدول، عبر تعطيل الأنظمة الرقمية أو سرقة بيانات المؤسسات العامة والخاصة.
وأوضح أن الجرائم الإلكترونية أصبحت أحد عوامل استنزاف الموارد في العالم، عبر تعرض المؤسسات للجرائم الإلكترونية والاختراقات، ما يؤدي لتضررها وتعرضها لخسائر كبيرة، جراء تلف البيانات وتدميرها أو سرقة الملكية الفكرية والبيانات الشخصية والاختلاسات المالية.
وذكر أن الجرائم المتعلقة بـ«الهندسة الاجتماعية» وسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وقع ضحيتها أناس أبرياء، إما بسبب جهل أو قلة وعي بمخاطر وأبعاد الجرائم الإلكترونية على المجتمع والأفراد، مشيراً إلى أن بعض الإحصائيات الأجنبية تفيد بأن نحو 10 في المئة فقط ممن يقعون ضحية الجرائم الإلكترونية، يسجلون تلك الحوادث أو يصرحون بها.
حماية الخصوصية
من ناحيته، قال المقدم لدى وزارة الداخلية عمار الصراف في كلمته التي ألقاها نيابة عن مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، إن الإدارة تواجه تحدياً كبيراً في التوعية لحماية الخصوصية، لاسيما بعد اقتحام تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومنصات (الميتافيرس) لهذا المجال.
وأضاف الصراف أن بيانات الأشخاص أصبحت «مشاعا للجميع»، في ظل وجود شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدا أهمية أن يكون للمؤسسات المتخصصة وأولياء الأمور دور رئيس في التوعية بمخاطر الاختراقات الالكترونية وكيفية حماية الخصوصية.
وأشار إلى ضرورة استكمال وتحديث الإطار التشريعي والقانوني المناسب لأمن الفضاء السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، متمنياً أن يرى مركز الأمن السيبراني النور قريباً لتعزيز المنظومة الأمنية الإلكترونية في الكويت.
وفي تصريح على هامش المؤتمر، قال الصراف إن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في الجرائم الإلكترونية التي تلقتها الإدارة، خلال العام الجاري، حيث بلغ إجمالي الشكاوى المقيدة لدى الإدارة نحو 4 آلاف شكوى تتنوع في تصنيفها بين جرائم «ابتزاز، نصب واحتيال، مساس بالكرامة»، حيث جرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقها.
وحذّر من الهجمات الإلكترونية والوقوع في هجمات النصب والاحتيال والابتزاز وسرقة البيانات، مبيناً أهمية التوعية ومكافحة الجرائم الإلكترونية وتفعيل الدفاع والهجوم المضاد.
أضرار بـ 10 تريليونات دولار بحلول عام 2025
أفاد الحسيني بأن أضرار الجرائم الإلكترونية العالمية لعام 2021 قدرت بأكثر من 6 تريليونات دولار، ومن المتوقع أن تزيد على أكثر من 10 تريليونات دولار بحلول عام 2025، بحسب التقارير والدراسات المتخصصة في هذا الشأن، وهذا مؤشر خطير يدل على أن التهديدات والهجمات الإلكترونية أصبحت أكثر تطوراً وتحدث بوتيرة أكبر.
أكثر الشكاوى…المساس بالكرامة
أشار الصراف إلى أن أكبر عدد من الشكاوى المسجلة هي المساس بالكرامة، والتعدي على آخرين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث هناك تداخل وسوء فهم لحرية التعبير والنقد البناء، وبين الإساءة والاعتداء اللفظي والمساس بكرامة الاشخاص حتى وان كان باستخدام تعابير مصورة.
اختراق باستخدام برامج الفدية
لفت الصراف إلى أن «الداخلية» ضبطت أخيراًً أحد الأشخاص المتهمين في عمليات الاختراق باستخدام برامج الفدية، التي تنتشر بشكل كبير، والهدف منها إلحاق الضرر على جميع المستويات.