اكتست المناطق الجنوبية باللون الأبيض، أمس، إثر تساقط حبات البرد «البردي»، التي غطت الشوارع والطرقات، في ظاهرة نادرة.
وشهدت المنطقة في ساعات الظهيرة، سقوط كميات كبيرة من «البردي» الذي يُعرّف علمياً بـ«كتل من الجليد الكروية غير المنتظمة، قطرها بضعة مليمترات».
ولأنه حدث غير عادي، لم يفوّت الكثيرون الفرصة، فمنهم من أوقف سيارته جانباً وأطلق العنان لنفسه مستمتعاً بالأجواء، وكثيرون ممن تواجدوا في البر عاشوا اللحظة بكل تفاصيلها، ووثقوا الحدث بكاميراتهم، ليبقى الحدث حاضراً في ذاكرتهم، فيما تسابق الصغار ليتراشقوا كرات «البردي» في ما بينهم، وسط أجواء استذكروا معها أجواء أوروبا.
من جهته، قال خبير الأرصاد الجوية عادل السعدون، إن الأمطار الغزيرة، جاءت نتيجة منخفض سوداني مرّ على البحر الأحمر والجزيرة العربية ووصل الكويت.
وأوضح السعدون أن «البردي» يأتي من سقوط الأمطار في أجواء حارة، مع وجود كتل هواء باردة تقوم برفع قطرات المطر إلى الأعلى فتتجمد، وتنزل كحبيبات ثلج تسمى «بردي»، متوقعاً أن يكون طقس الخميس مشمساً وبارداً.
وفي السياق، قال مراقب التنبؤات الجوية بإدارة الارصاد الجوية عبدالعزيز القراوي، إن أمطار الثلاثاء، نتيجة امتداد منخفض جوي سطحي، كان مصحوباً بكتلة هوائية دافئة ورطبة، وتزامن مع وجود منخفض آخر في طبقات الجو العليا.
وأوضح أن ذلك يؤدي إلى تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة، تتخللها سحب ركامية مع هطول أمطار متفرقة خفيفة إلى متوسطة الشدة.
وذكر أن فرصة الأمطار تقل من فجر الأربعاء، مع دخول مرتفع جوي مصحوب بكتلة هوائية جافة وباردة، مع رياح شمالية غربية تنشط على فترات ما بين 20 و50 كيلومتراً في الساعة.
ميدانياً، تعاملت وزارة الأشغال العامة مع تجمعات مياه الأمطار في مختلف المناطق، بالتعاون والتنسيق مع كل من الدفاع المدني وقوة الإطفاء العام وجميع الجهات ذات الصلة.
وقدم فريق طوارئ فرع بلدية محافظة الفروانية، دعماً لوجستياً لوزارة الأشغال العامة في سحب مياه الأمطار.
وقال رئيس الفريق محمد الجلاوي إنه تم تشكيل فريق عمل بتوجيهات من رئيس القطاع نواف الكندري، للنزول إلى الميدان ومساندة فرق وزارة الأشغال العامة لسحب المياه، وتم تقديم 3 آليات (ٍسحب) وتوزيعها على طول شارع أم المؤمنين، الذي يجمع طرقاً تؤدي إلى 4 مناطق.
وفي خطوة احتياطية، أغلقت وزارة الداخلية، بعد ظهر أمس، عدداً من الطرق، هي الفحيحيل باتجاه منطقة ام الهيمان، والفحيحيل الساحلي باتجاه مجمع الكوت، وطريق ميناء الشعيبة – المخازن.وتابعت وزيرة الأشغال الدكتورة أماني بو قماز ووكيلة الوزارة المهندسة مي المسعد الحالة المطرية من غرفة العمليات التابعة للوزارة.