تعرضت عشرات القبور في المقبرة البروتستانتية في القدس للتدنيس والتخريب حسبما أعلنت الأبرشية يوم الأربعاء.
ووصفت الخارجية الإسرائيلية الهجوم بأنه “عمل غير أخلاقي” و”إهانة للدين”.
وقال القس حسام ناعوم، رئيس أساقفة الكنيسة الإنغليكانية في القدس والشرق الأوسط، إن ما جرى “اعتداء آثم وجريمة كراهية واضحة”.
وقالت القنصلية البريطانية “إن ما حدث لا يعدو أن يكون الحلقة الأحدث في سلسلة اعتداءات على الطائفة المسيحية في مدينة القدس المقدسة”.
وتم إرسال عناصر الشرطة إلى المقبرة البروتستانتية في جبل داود في القدس للتحقيق في التدنيس.
وأظهرت لقطات سجلتها كاميرا أمنية وتناقلتها المواقع على نطاق واسع الأحد، شابين يرتديان قلنسوة يهودية (كيباه) ويعلقان الطليس (مسبحة معقودة من الخيوط)، وهما يقتحمان المقبرة ويسقطان الصلبان الحجرية ويحطمان شواهد القبور ويدوسونها، مخلفين وراءهما آثارا من الحطام، وشواهد القبور المكسورة.
وبحسب الأبرشية، فقد كان من بين القبور المدمرة، مقبرة عليها تمثال نصفي يعود تاريخه للقرن التاسع عشر لصموئيل غوبات، أسقف القدس الأنغليكاني الثاني، الذي توفي عام 1879.
كما تعرضت قبور ثلاثة من رجال الشرطة الفلسطينية الذين لقوا حتفهم خلال سنوات الانتداب البريطاني، للتدنيس.
وحذرت الأبرشية من أن تدنيس المقبرة يجب أن يعتبر تحذيرا مشؤوما من “كراهية المسيحيين”.
وأضافت “العديد من الصلبان الحجرية كانت أهدافا للمخربين، ما يشير بوضوح إلى أن هذه الأعمال الإجرامية كانت مدفوعة بالتعصب الديني”، وحثت السلطات على مضاعفة الجهود للعثور على الجناة.
وأنشئت المقبرة البروتستانتية على جبل داود خارج أسوار مدينة القدس القديمة، عام 1848، وكانت جزءا من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وتضم المقبرة قبور العشرات من ضباط الشرطة الفلسطينية الذين قتلوا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية بالإضافة إلى قادة مسيحيين ماتوا في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وكان متطرفون يهود قد عمدوا إلى تشويه ممتلكات الكنيسة في جبل داود على مر السنوات الماضية.
ويعتبر اليهود جبل داود بحسب التقاليد المسيحية، موقع دفن النبي داود، وقد عارض بعض النشطاء المتطرفين والقوميين من اليهود، حقوق الصلاة المسيحية في الموقع.