اكتشف علماء أن العمر الأكثر شيوعا لأن يصبح الناس آباء على مدار الـ 250000 سنة الماضية كان 27 عاما.
ووجدوا أيضا أن الآباء كانوا دائما أكبر سنا من الأمهات، بمتوسط فجوة عمرية تبلغ 7.5 أعوام، وفقا لدراسة من جامعة إنديانا.
ويحتوي الحمض النووي للطفل ما بين 25 و75 طفرة جينية تميزه عن والديه، وتعتمد أنواع الطفرات التي تحدث على عمر الوالدين.
وقد استخدم الباحثون 25 مليون متغير جيني لدى الأطفال.
وقال المعد المشارك الدكتور ريتشارد وانغ: “قصة التاريخ البشري تم تجميعها معا من مجموعة متنوعة من المصادر: السجلات المكتوبة والاكتشافات الأثرية والحفريات وما إلى ذلك. تقدم جينوماتنا، أي الحمض النووي الموجود في كل خلية من خلايانا، نوعا من مخطوطة للتاريخ التطوري البشري. وتؤكد النتائج التي توصلنا إليها من تحليلنا الجيني بعض الأشياء التي عرفناها من مصادر أخرى – مثل الارتفاع الأخير في عمر الوالدين – ولكنها تقدم أيضا فهما أكثر ثراء للتركيبة السكانية للإنسان القديم”.
وتساهم هذه النتائج في فهم أفضل لتاريخنا المشترك. ويمكن أن توفر معلومات الأجيال رؤى حول الأحداث التاريخية، على سبيل المثال، عندما هاجرنا إلى قارات جديدة أو نشأنا مع أقارب بشريين باتوا منقرضين الآن.
ظهر نوع الإنسان الحديث، Homo sapiens، لأول مرة منذ حوالي 300.000 عام، لكن الدراسات السابقة التي حددت أوقات الجيل البشري لا تنظر إلا إلى الـ 45.000 سنة الماضية. ويفعلون ذلك عن طريق قياس مدى تمايز الحمض النووي الحديث عن العينات القديمة، ولكن متوسط البيانات عبر الذكور والإناث.
وبالنسبة للدراسة الجديدة، التي نُشرت في Science Advances، أراد الباحثون المقيمون في بلومنغتون إعادة النظر في الوقت المناسب وتقدير أعمار الأمومة والأبوة بشكل منفصل.
وقال المعد المشارك الدكتور ماثيو هان: “من خلال بحثنا عن الإنسان الحديث، لاحظنا أنه يمكننا التنبؤ بالعمر الذي ينجب فيه الأشخاص أطفالا من أنواع طفرات الحمض النووي التي تركوها لأطفالهم”.
ولاحظوا أن نوعا معينا من الطفرات الجينية، يُعرف باسم طفرة “دي نوفو”، كان مرتبطا بأعمار والدي الطفل. وطفرات دي نوفو هي تغيرات جينية تظهر لأول مرة في أحد أفراد الأسرة، وهي نتيجة لطفرة موجودة في البويضة أو الحيوانات المنوية، أو التي حدثت أثناء نمو الجنين.
وباستخدام الملايين من طفرات “دي نوفو” في الأطفال الذين لديهم آباء معروفون بعمرهم عند الحمل، قام الباحثون بنمذجة العلاقة بين التغيير وعمر الوالدين.
وأضاف الدكتور هان: “قمنا بعد ذلك بتطبيق هذا النموذج على أسلافنا البشريين لتحديد العمر الذي أنجبه أسلافنا”.
وكشف أن متوسط عمر الرجال الذين أصبحوا آباء خلال الـ 250 ألف سنة الماضية هو 30.7 سنة، ومتوسط عمر النساء اللائي أصبحن أمهات كان 23.2 سنة.
ومع ذلك، فقد تقلصت هذه الفجوة العمرية على مدى الـ5.000 سنة الماضية، حيث وجد العلماء أن متوسط عمر المرأة الذي تلد فيه اليوم قد ارتفع إلى 26.4 سنة.
ولاحظ الفريق أيضا أن عمر الوالدين ربما انخفض إلى حوالي 25 عاما منذ حوالي 6.400 عام، “متزامنا تقريبا مع الصعود التاريخي للحضارات المبكرة”.
وكتبوا: “قبل ذلك، كان قد انخفض من ذروة بلغت 29.8 ± 4.1 سنة عند 1400 جيل (منذ 38.000 سنة)، قبل بداية العصر الجليدي الأخير”.
ويأمل الباحثون في إمكانية استخدام نموذجهم للتنبؤ بالتأثيرات التي ستحدثها التغيرات البيئية على الأجيال القادمة من البشر.