لم ير محمد صالح أحد سكان القامشلي السورية الذي فقد بصره منذ الطفولة أيّا من أولاده السبعة أو أحفاده الـ29، بينما استطاعت زوجته أن تبصر ثلاثة من أبنائها قبل أن تفقد نظرها هي الأخرى.
ويتكفل الأحفاد برعاية الجدين اللذين تزوجا قبل 53 عاما وحسب تقرير نشرته وكالة “هاوار” كان صالح قد فقد بصره، منذ أن كان في الرابعة، حين كان أصيب بالتهاب في عينيه، وأدى سوء العلاج الذي مارسته امرأة تشتهر بالطب الشعبي، إلى مفاقمة حالته، وفقدانه البصر، إذ لم يتمكن والداه آنذاك من إدخاله المستشفى بسبب الوضع المادي السيء للأسرة.
تزوج محمد صالح من حمدية إسماعيل من ناحية عامودا وهو في عمر الـ 22، لينجبا 7 أولاد (4 أبناء، 3 بنات). وبعد وفاة والدته، توجّه محمد مع زوجته إلى ناحية عامودا وسكنا في منزل من غرفة واحدة حيث قاما بتربية أولادهما والعناية بهم بمساعدة الجيران. وأحيانا، كان محمد يتوجّه إلى مدينة القامشلي بمفرده لتأمين الحليب والطعام لأطفاله.
لم يَر الأب أيا من أولاده فيما لم تر الأم 4 منهم، إذ أصيبت بعد إنجابها لـ 3 أطفال بارتفاع ضغط العين وفقدت على إثره حاسة البصر، وهو ما جعل عنايتها بأطفالها ولاسيما الأربعة الذين أنجبتهم بعد مرضها في غاية الصعوبة، إلّا أن جيرانهما ساعدوهما كثيرا في العناية بالأطفال وتربيتهم وتأمين القوت اليومي.
لقد قام صالح وحمديّة المتزوجان بتزويج جميع أبنائهما وبناتهما، ولهما اليوم 29 حفيدا. ويعيش الزوجان في غرفة صغيرة بجوار منزل أحد أبنائهما، ويلبّيان احتياجاتهما اليوميّة بمساعدة الأولاد والأحفاد.
تقول حمديّة إن عدم قدرتها على رؤية أبنائها وأحفادها زرع في قلبها نوعا من الحسرة، لكنّها مع ذلك ممتنّة لقدرتها على سماع صوتهم.