كويت تايمز 
لم تكن ليلة عادية، «ليلة صوت الأرض» التي أحياها 40 فناناً وفنانة احتفاءً بالمطرب القدير الراحل طلال مداح، واحتضنها مسرح محمد عبده في منطقة بوليفارد رياض سيتي، بينما تم بثها مباشرة على العديد من القنوات العربية، منها شاشة تلفزيون «الراي».
فكرة التكريم للفنان الراحل، التي أطلقها رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية المستشار تركي آل الشيخ، وتحوّلت إلى واقع مدهش، شهدت عليها الجماهير العربية، حين رأت بأم العين ما هو «فوق الوصف».
فقد صدحت أصوات الفنانين الشباب والكبار، وامتزجت بحب «أبو عبدالله»، ليقدموا أكاليل من المشاعر المرهفة، في ليلة وُصفت بأنها «فوق الوفاء» لفنان رحلَ عنّا، ولكن صوته وأغانيه ومآثره لا تزال حاضرة في كل ركن من أركان الطرب الأصيل.
انطلقت «ليلة صوت الأرض»، التي قدمها الإعلاميان وسام بريدي وفاليري أبوشقرا، بـ «ميدلي رجالي»، قدمته مجموعة من الأصوات الشبابية التي أبدعت بأغاني مداح، بينهم مساعد البلوشي وجابر الكاسر وعايض يوسف وعمر العبداللات ووليد الشامي وعبود خواجة، حيث تألقوا بأعمال مثل «أغراب والفرحة حولنا»، «ما تقول لنا صاحب»، «في سلم الطائرة»، «مين يصدق»، «قولوا للغالي»، «جتني تقول»، وغيرها.
«وردك يا زارع الورد»
ثم انطلق أول «ديو» في الحفل بقيادة المايسترو هاني فرحات، وجمع بين فهد الكبيسي وفؤاد عبدالواحد في أغنية «مرّت»، ومن كلماتها: «الله يا مبدل الأحوال.. كيف الوفا من طبعها زال».
أما ثاني «ديو»، فقد كان بقيادة المايسترو أمير عبدالمجيد، وجمع بين الفنانين هاني شاكر ووليد توفيق في أغنية «وردك يا زارع الورد»، وهي أول أغنية قدمها مداح في الإذاعة، وتعتبر نقلة نوعية في تاريخ الأغنية السعودية، كونها خرجت عن المألوف التراثي السائد في المملكة وقتذاك.
وأطلّ الفنان مطرف المطرف على خشبة المسرح، بصحبة «العود» فقط، ليشدو من روائع مداح أغنية «صعب السؤال» وهي من كلمات الشاعر بدر بن عبدالمحسن، حيث تألق بها المطرف عزفاً وغناء.
ثم تألقت الفنانة أنغام بإطلالة جميلة كعادتها، فقدمت «رسالة حب»، إحدى الروائع الخالدة لـ «أبو عبدالله» والتي يعشقها كل متذوق للفن الأصيل.
بعدها، تم تقديم «ميدلي نسائي» لعدد من الأصوات، منهن بلقيس فتحي وأسماء لمنور ووعد وأصيل هميم، حيث قدمنَ مجموعة من الأغاني، على غرار «أنا راجع أشوفك»، «ذا اللي حصل»، «يا سارية خبريني» و«لا لا يالخيزرانة»، إلى جانب أغنية «كل مادقيت في أرض وتد»، وهي من كلمات الشاعر القدير عبداللطيف البناي.
في غضون ذلك، أبدع الثنائي طلال سلامة وراشد الفارس في «ديو» لأغنية «زمان الصمت» حيث استعرض كل منهما مهاراته الصوتية. أتبعه «ديو» آخر للفنانين عبدالله رشاد وعلي عبدالكريم بأغنية «مقادير».
«عود طلال»
ولعلّ دخول الفنانة نجوى كرم والفنان صابر الرباعي زاد المدرجات المشتعلة اشتعالاً، خصوصاً عندما اختار الثنائي من روائع مداح أغنية «ما دام معاي القمر… مالي ومال النجوم» التي اشتهرت في أرجاء الوطن العربي كافة.
وتغنّى الفنان عبدالله الرويشد منفرداً بأغنية «سويعات الأصيل»، وهي من الأغاني الفصحى، أعقبه بالغناء «أخطبوط العود» الفنان عبادي الجوهر، الذي خاطب الجمهور قائلاً: «اسمحوا لي بالعزف والغناء على هذا العود الذي احتفظت به 22 سنة، وهو (عود طلال)»، فغنى بالفصحى أغنيتين أولاهما «ماذا أقول»، وثانيهما «يا موقد النار».
مراسم التكريم
واعتلى الإعلامي الكويتي القدير يوسف الجاسم برفقة الإعلامية المصرية نشوى الرويني خشبة المسرح، للإعلان عن بدء مراسم التكريم لعائلة «صوت الأرض» الفنان طلال مداح، حيث قام رئيس هيئة الترفية السعودية المستشار تركي آل الشيخ بتكريمهم.
وفي الجزء الأخير من الحفل، شارك كل من أصيل أبوبكر سالم وعلي بن محمد وأصالة نصري في الاحتفاء غناءً بالفنان طلال مداح، في حين حطّ «نبض الكويت» الفنان نبيل شعيل «النقط فوق الحروف» حيث ألهب الحفل بروعة أدائه للأغنية.
لتطلّ من بعده «قيثارة الخليج» الفنانة نوال الكويتية، وتقدم أغنية «ابتعد عني ماحبك وش تبيبي»، وتتبعها باقة أخرى من نجوم الأغنية الخليجية، مثل أحلام وراشد الماجد.
وكان ختامها مسكاً مع «فنان العرب» محمد عبده الذي شدا من روائع مداح أغنية «ليلة تُمرّين» والتي يقول مطلعها: «ليلة تُمرّين عطرك السافر فضح ورد البساتين… وكثر الكلام».
آل الشيخ: «احنا والكويت واحد»
خلال حديثه لوسائل الإعلام الكويتية، عبّر آل الشيخ عن سعادته بمشاركة فنانين من الكويت في هذه الليلة، بالإضافة إلى بثها مباشرة عبر القنوات الكويتية.
وأضاف «احنا والكويت واحد. الله لا يبيّن غلاكم، وبيض الله وجوهكم».
وتأكيداً على حبه للكويت، أشار آل الشيخ إلى مدير شركة «روتانا» سالم الهندي، الذي كان يقف إلى جانبه، فقال: «شوفوا مين يقف جنبي الآن، هو إنسان من الكويت، ولكنه وفيّ للمملكة، وانتوا أهل الوفاء والذوق».
على صعيد آخر، أثنى آل الشيخ على الإعلامي الكويتي القدير يوسف الجاسم، الذي قدم مراسم التكريم لعائلة طلال مداح. وتساءل حول سبب غياب الجاسم عن الإعلام، كما وجّه رسالة إلى مدير عام قنوات «MBC» الشيخ وليد آل إبراهيم، لكي يهتم بالأمر.
«ديو» مع طلال مداح
لأنها ليلة تعدّت حدود الخيال وفاقت مستوى الوفاء، قدّم «فنان العرب» محمد عبده على خشبة المسرح، وعبر تقنية الهولوغرام «ديو» غنائياً مع «صوت الأرض» الفنان طلال مداح في أغنية «قلبي تولّع بالرياض».
«يخلق من الشبه أربعين»
لعلّ من أكثر المفاجآت التي حازت إعجاب الجمهور وأثارت التساؤلات في الوقت نفسه، هي ظهور شبيه لـ «صوت الأرض» يدعى عيسى التركي، حيث قال لوسائل الإعلام إنه لا تربطه صلة قرابة بالفنان طلال مداح… ولكن «يخلق من الشبه أربعين»!
فريق «الراي ديجيتال»… كان حاضراً
تواجد فريق «الراي ديجيتال» في موقع الحفل، حيث تابع كواليس الحفل، إضافة إلى رصده آراء الفنانين المشاركين في الليلة التاريخية.
«بوشعيل» يسترجع ذكريات «مصدر أحزاني»
أعرب «نبض الكويت» الفنان القدير نبيل شعيل عن سعادته بالمشاركة في «ليلة صوت الأرض»، كاشفاً عن العلاقة القوية التي تربطه بـ «أبو عبدالله».
وقال بوشعيل: «تربطني بـ (طلال) علاقة خاصة جداً حيث تعاونت معه في ألبوم كامل وهو (مصدر أحزاني) وكانت تجمعني معه مواقف طريفة كثيرة أثناء تسجيل الألبوم في استوديو عمار الشريعي».
وشكر «بوشعيل» القيادة السياسية في المملكة العربية السعودية وعلى رأسها جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي ترجم تطلعات ورؤى الشباب وأصبحت واقعاً نعيشه.
فنانو الكويت… «كفيتوا ووفيتوا»
ليس تحيّزاً لفنانينا، بل الحق يُقال، إن الفنانين الكويتيين «كفوا ووفوا» في «ليلة صوت الأرض» لناحية الأغاني التي اختاروها، والأداء المذهل، وتجلّى ذلك من خلال التفاعل الجماهيري، مع الفنانين نبيل شعل ونوال الكويتية ومطرف المطرف ومساعد البلوشي وعبدالله الرويشد.
40X40
لم يأتِ من فراغ، اختيار 40 فناناً وفنانة من دول خليجية وعربية للمشاركة في «ليلة صوت الأرض» ونقلها على الهواء مباشرة عبر 40 قناة تلفزيونية، بل كان الأمر مدروساً بعناية بالغة، حيث تم ذلك بناء على مسيرة الفنان طلال مداح، التي امتدت إلى 40 عاماً، قدم خلالها العشرات من الأغاني والألحان الخالدة.
