كويت تايمز: حذّر وزير التجارة وزير الدولة لشؤون الشباب خالد الروضان من «نزف الكفاءات» وهجرة العقول الكويتية الماهرة والخبيرة، مُعلناً عن تحرك جاد لإعطاء الشباب الطموح فرصتهم، وتقديم تسهيلات للراغبين في تأسيس شركات، فضلاً عن تحسين بيئة الأعمال.
ووضع الروضان، خلال حديثه في افتتاح معرض الفرص الوظيفية التاسع عشر في جامعة الخليج بمشاركة 40 مؤسسة حكومية وخاصة امس، يده على جراح الواقع، مشدداً على ضرورة أن «تكون الكويت محط أنظار الشباب، وأن تضع الجهات المعنية استراتيجية لوقف هجرات العقول الكويتية إلى الخارج، مؤكدا أن البلاد بحاجة إلى شبابها وتبحث عن المخرجات الجامعية المتميزة والمختلفة التي بإمكانها تغيير الواقع.
الرخص التجارية
وتحدث الروضان عن معضلة الرخص التجارية قائلا: «استخراج الرخصة في الكويت يستلزم 61 إجراء، وهذا يؤثر بشكل كبير في وضعنا، وينعكس سلباً على بيئة الأعمال، فالبلاد تراجعت إلى المركز 102 من حيث تحسين بيئة الأعمال وفق مؤشر البنك الدولي، وهذا الترتيب لا يليق بالكويت.
وأشار إلى أن هناك العديد من الخطط التي وضعت وتم تأسيس لجنة لتحسين بيئة الأعمال، مبيناً أن هناك جهود كبيرة ستثمر خلال 6 أشهر المقبلة بأن تكون مسألة استخراج الرخصة خلال فترة قصيرة .
وذكر أن التوسع في الجامعات الخاصة في الكويت أدى إلى نتائج أفضل على مستوى إتاحة الفرص التعليمية للشباب ، مشدداً على أهمية أن يختار الطالب مهنته بشكل دقيق ويركز في هذا الاتجاه بالبحث عن شغفه.
الكويتيون الأوائل
وقال: الكثيرون لا يعلم أن الكويتيين الأوائل عندما اختاروا هذا الوطن لم تكن فيه موارد طبيعية، حتى الماء كان ينقل من البصرة، إلا أنهم اختاروا هذه الأرض طلباً للحرية، حرية في الاعتقاد والتجارة، ومن ثم بدأ الكويتيون يفتخرون بمهنهم أكثر من أصلهم. وتابع نجد الكثير من عوائل الكويت أصحاب مهن وهذا الشغف أدى إلى وجود شعب منتج ربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، مبيناً أن طريقة تفكير الكويتي ليست موجودة في الكثير من الدول الأخرى لأنه يحب أن يكون حراً في قراره.
وأكد أن الدولة حريصة على خلق فرص وظيفية للشباب في القطاع الخاص، كما أنها مهتمة بتوفير الكثير من الفرص الاستثمارية لهذا القطاع، مضيفاً: للتو جئنا من الولايات المتحدة الأميركية في زيارة هدفت إلى العديد من الأمور منها تحسين بيئة الأعمال في الكويت، الأمر الذي سيمنح الشباب فرصة كبيرة من خلال سهولة استخراج الرخص، والتسهيل على افتتاح الكثير من الشركات.
البنك الدولي
وزاد الروضان بالقول: كان لنا نقاش مع البنك الدولي وطلبنا منهم بأن تكون هناك نسبة للكويتيين في جميع العقود التي نتعامل فيها معهم، كما حرصنا على أن يكون البنك مسؤولاً في إعداد وتدريب الكويتيين ليضمن لهم فرص عمل في هذا البنك لا سيما أن الكويت تعتبر من أكبر الممولين له.
ولفت إلى أن الكويت نجحت خلال الفترة السابقة بجلب المستثمر الأجنبي، ووفرت من خلال ذلك أكثر من 1000 فرصة عمل، مبيناً أنه خلال لقائه مع وزير التجارة الأميركي تطرق معه حول هذه الفرصة ومحاولة جلب الشركات الكبرى إلى البلاد.
الشباب ثروة
من جهته أوضح مدير عام الهيئة العامة للشباب د.عبدالرحمن المطيري أن الشباب هم ثروة الوطن ومبعث الرجاء ومعقد الأمل، بسواعدهم تبنى الحضارات فهم قادة المستقبل.
ولفت إلى أن تلك الكلمات الأبوية لسمو الأمير هي نبراس مضيء، مؤكدا أن سموه في جميع خطاباته يركز على دعم الشباب بكل الإمكانات وبرؤيته الحكيمة أطلق مؤتمر «الكويت تسمع» وجعله مساحة ليعبر فيها الشباب عن أفكارهم واحتياجاتهم ومقترحاتهم بوجود القطاع الحكومي والخاص والمجتمع المدني.
وقال إن المؤتمر نتج عنه العديد من التوصيات أبرزها خلق الفرص وإنشاء وزارة تعنى بالشباب ونشر ثقافة العمل الشبابي بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لافتا إلى أن القائمين على الوزارة استطاعوا بالتعاون مع ذوي الخبرة والمتخصصين أن ينطلقوا في دعم قضايا الشباب.
وكشف المطيري أن الهيئة قامت بعقد أكثر من 55 جلسة حوارية وتم الاستماع إلى أكثر من 1445 شابا وتم أخذ الكثير من الأفكار والمقترحات والعمل على ترجمتها وتطبيقها على ارض الواقع.
العمل التطوعي
بدوره قال الوكيل المساعد لقطاع تنمية الشباب في وزارة الدولة لشؤون الشباب مشعل السبيعي إن الشباب وبحماسهم ينتظرون الفرصة للإنتاج وتقديم شيء، وفي الوقت الحالي فهناك فرص أوسع عكس السابق ويجب أن نهتم بالتجربة والتطبيق.
وأضاف أنهم قدموا ٤٠ ألف ساعة تطوعية من خلال بوابة أيادينا في الوزارة ووفرنا نحو ٣٨٠ ألف دينار لمشاركات العمل التطوعي حيث إن الشاب يكتسبون خبرات عديدة.
إقبال على الخريجين
بين رئيس مجلس الأمناء في جامعة الخليج د. سالم الطحيح إن معرض الفرص الوظيفية التاسع عشر أتاح لكل من المؤسسات الحكومية والشركات الأهلية وطلبتنا تبادل المعرفة والتعرف على ما تقدمة هذه المؤسسات للطلبة من فرص لمستقبلهم الوظيفي. وأكد أن الجامعة تقدم فرصا تعليمية متميزة، حيث نالت تفوقا مهنيا واعتمادا أكاديميا متميزا انعكس أثره على تميز خريجينا، وكان سببا في الإقبال الكبير بتعيينهم من قبل الشركات الأهلية والمؤسسات الحكومية.
فرصة ذهبية
قال رئيس جامعة الخليج د. دونالد بيتس نعي تماما أهمية تسليح طلابنا بكل الأدوات التي يحتاجونها مستقبلا ومن ضمنها إتاحة الفرص أمامهم للتواصل مع أفضل المجموعات والشركات والمؤسسات الوطنية المتاحة للتوظيف فيها بعد التخرج. وذكر أن معرض الفرص الوظيفية يعتبر حقا فرصة ذهبية للطلبة والشركات على حد سواء، حيث يجعل التواصل، والروابط، ذا معنى حقيقي وعملي ويضع الخريجين على المسار الصحيح مع تلك الشركات والمؤسسات في سوق العمل المحلي.
6 قوانين ستحقق قفزات اقتصادية
تحدث الوزير خالد الروضان عن رخص الأعمال المنزلية قائلاً: هناك إجراءات لتقديم مثل هذه الرخص التي يتم العمل فيها بكثير من الدول ونجحت في توفير رأس المال للشباب المبادرين أو المتقاعدين. وذكر أن الوزارة تطمح إلى أن تقدم الرخص المتحركة، مبيناً أن هناك ما يقارب من 6 إلى 5 قوانين ستحقق قفزات اقتصادية كبيرة في البلاد حال إقرارها.