كويت تايمز: كشف وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس، اليوم الاربعاء، عن عزم الكويت زيادة اعداد طلبتها المبتعثين الى جامعات قطر.
وأشاد الفارس في تصريح لـ «كونا»، عقب اطلاعه على تجربة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في المجال التعليمي، بالنهضة التعليمية المتميزة التي تشهدها قطر، وتجربتها في استقطاب عدد من الجامعات العالمية، مؤكدا حرص الكويت على الاستفادة منها.
واوضح ان الزيارة تضمنت الاطلاع على الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر ومراكزها العلمية والبحثية المتطورة، بالإضافة الى مبادراتها المختلفة في مجال تنمية المجتمع وكيفية اداءها من خلال المدينة التعليمية.
واشاد بدور المدينة التعليمية الطليعي كمركز للتميز الاكاديمي يحتضن باقة من المنشآت التعليمية الراقية التي تشتمل على مدارس وجامعات شريكة، فضلا عن جامعة حمد بن خليفة كصرح جامعي وطني.
وقال ان زيارته الى قطر تستهدف فتح قنوات جديدة للبعثات الخارجية عن طريق وزارة التعليم العالي لزيادة اعداد الطلبة والمبتعثين في جامعات قطر الموجودة ضمن مؤسسة قطر، التي تمثل فروعا لعدد من الجامعات العالمية المرموقة.
وأكد اهمية التجربة القطرية للكويت لاسيما في هذا المرحلة التي تشهد تشييد مشاريع تعليمية كبيرة مثل مشروع مدينة صباح السالم الجامعية وكيفية ادارة المدن التعليمية، مشيرا الى توجيه القيادة السياسية الحكيمة في الكويت لزيارة قطر والاستفادة من تجربتها التعليمية المتميزة.
واوضح ان زيادة التعاون وفتح قنوات جديدة مع المؤسسات التعليمية في قطر ودول مجلس التعاون سيساهمان في تعويض بعض القنوات التي باتت تواجه صعوبات بالنسبة للبعثات الى دول اخرى بسبب القبول والاقامات والتأشيرات.
وقال ان الفترة المقبلة ستشهد توقيع اتفاقية مع مؤسسة قطر لتسهيل عملية القبول في تلك الجامعات وتسهيل الاجراءات لما يحقق الفائدة المرجوة للجانبين.
وتابع قائلا إن الاتفاقية المزمع توقيعها تركز على التخصصات المهمة لاسيما في مجال الطب والهندسة وبعض التخصصات التي يحتاجها سوق العمل الكويتي، بالاضافة الى توقيع اتفاقية مع جامعة حمد بن خليفة الخاصة بالدراسات العليا في بعض التخصصات لجامعة الكويت او الهيئة العامة للتعليم التطبيقي.
والتقى الوزير الفارس خلال زيارته كلا من العضو الدائم بمجلس ادارة مؤسسة قطر المهندس سعد بن ابراهيم المهندي ورئيس جامعة حمد بن خليفة الدكتور احمد حسنة ونائب رئيس شؤون الطلاب في جامعة حمد بن خليفة مريم المناعي.
وقال ان زيارته الى قطر ايضا جاءت تلبية لدعوة من وزير التعليم والتعليم العالي الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي للمشاركة في مؤتمر التعليم 2017 الذي ناقش عددا من الموضوعات التعليمية اهمها تطوير المناهج والادارة المدرسية.
واضاف ان المشاركة في المؤتمر تعد جزءا من استكمال المنظومة الخليجية لتطوير العملية التربوية في دول مجلس التعاون الخليجي التي تحرص على تطوير قطاعات التعليم فيها.
وكشف عن تنسيق مشترك على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بالمناهج لتوحيد الرؤى والسياسات التعليمية في المنظومة الخليجية وتوحيد بعض المرئيات الخاصة في المناهج.
واوضح ان التنسيق يسعى لوضع مناهج مشتركة لاسيما في تخصصات الرياضيات والعلوم والتمازج بين تلك المناهج لتسهيل اجراءات القبول والانتقال على مستوى الجامعات في دول المجلس.
وعن تطوير المنظومة التعليمية في الكويت، اوضح ان العملية التطويرية للتعليم بدأت في السنوات الخمس الماضية من خلال وضع استراتيجية واضحة تتكون من خمسة محاور اساسية.
وقال ان المحور الاول يتعلق بتطوير المناهج الذي تم البدء في تفعيله في العامين الماضيين (منهج الكفايات) موضحا انه منهج حديث يبتعد عن التلقين ويركز على مشاركة الطالب في التعلم وتم البدء به في الصف الاول والثاني والسادس.
وذكر ان المحور الثاني يتعلق بتطوير امكانيات المعلم من خلال التطوير المهني ورخصة المعلم التي يتم من خلالها تقييم اداء المعلم كل فترة زمنية محددة من اجل رفع المستوى المهني للمعلم.
واشار الى ان المحور الثالث يتعلق بالادارة المدرسية والبيئة المدرسية لتطويرها مبينا انه تم البدء بخطوات نحو ادخال منظومة المدرسة الذكية وهو نظام لادخال تواصل الكتروني بين المعلم والطالب وولي الامر اضافة الى الادارة المدرسية وتواصلها مع ديوان الوزارة.
وقال ان المحور الرابع يتعلق بالتقييم والقياس وكيفية تطوير ادواته من خلال تطبيق المعايير العالمية للتأكد من تقييم الطالب بطريقة صحيحة بالاضافة الى تقييم العملية التعليمية وما يسمى الاعتماد الاكاديمي للعملية التعليمية فحين ان المحور الخامس يتعلق بكيفية تطوير ما يسمى صنع القرار التربوي.
وأكد ان هذا المشروع الوطني الضخم بدأته وزارة التربية بالتعاون مع البنك الدولي كمستشار مشارك في تطوير هذه المنظومة تحت عنوان «المنظومة المتكاملة لتطوير التعليم في دولة الكويت».
واوضح ان الوزارة تسلك خطوات حثيثة نحو التأكد من تطبيق تلك الخطوات بالطريقة الصحيحة متوقعا ان تظهر نتائجها خلال الخمس سنوات المقبلة وتنعكس على تطوير العملية التعليمية بعد استكمال جميع المراحل.
واشار الى ان القائمين على المنظومة اطلعوا قبل تطبيقها على تجارب دول كثيرة منها تجربة نيوزيلندا وفنلندا والولايات المتحدة الأميركية حيث تم تبني جزء كبير من تلك التجارب في محاور المنظومة.
وكان الوزير الفارس قد وصل الى العاصمة القطرية الدوحة يوم الاثنين الماضي في زيارة رسمية افتتاح وفعاليات مؤتمر التعليم 2017 والمعرض الوطني التاسع لابحاث الطلبة والمعلمين الذي افتتح امس الثلاثاء بمشاركة عربية واسعة.
ويضم وفد دولة الكويت برئاسة الوزير الفارس كل من المستشار الثقافي ورئيس المكتب الثقافي الكويتي بدولة الامارات وقطر وعمان الدكتور مرضي العياش العنزي ومدير ادارة الشؤون التعليمية والادارية بمكتب الوزير انور مال الله العوضي ومدير مدرسة نبيل محمد الفيلكاوي ورئيس قسم مادة دراسية حسن مخلد المطيري.