كويت تايمز: رصد ديوان المحاسبة المخالفات التي وقعت فيها وزارة التربية خلال تنفيذها مشروع استئجار وصيانة أجهزة الكمبيوتر المحمول لطلبة ومعلمي المرحلة الثانوية، الذي انطلق العام الدراسي الماضي، حيث أبرز الديوان قيام الوزارة بـ«تغيير كلي» للمناقصة، استبدلت خلاله الصنف المطلوب توريده من جهاز «لابتوب» إلى «تابلت»، من دون مراعاة شروط المناقصة، أو عرضها على الجهات الرقابية وديوان المحاسبة للحصول على الموافقات اللازمة.
وأكد مصدر مطلع لـ القبس أن الديوان طلب عبر خطاب رسمي أسباب تصرف الوزارة على ذلك النحو من دون الحصول على الموافقة المسبقة، وأن الوزارة ردت بأن ذلك «يرجع لعدم التغيير في قيمة المناقصة»، مما أدى إلى عدم مخاطبة الديوان.
ولفت المصدر إلى أن الديوان لم يقتنع برد «التربية» السابق، وأكد أن ما قامت به يعد تغييرا في مواصفات المناقصة، الأمر الذي يستوجب عرض الموضوع على المحاسبة لأخذ الموافقة المسبقة.
عقود منفصلة
وقال: ديوان المحاسبة أعرب في خطابه عن استغرابه من تأخر الوزارة في تنفيذ العقود لمدة طويلة قاربت 4 أشهر عن موعدها، مستفسراً عن أسباب تأخر إبرامها مع الشركات الفائزة، مما تسبب في عدم الاستفادة من الأجهزة في الوقت المناسب.
وأفادت الوزارة بأن العقود التابعة للمناقصة تعتبر منفصلة عن بعضها، حيث يغطي كل عقد منطقتين تعليميتين، وأن نهاية التوريد للعقد تزامنت مع بداية العام الدراسي 2015 – 2016، التي تتوافق مع رغبة المناطق التعليمية التابعة للعقد بأن يكون التوريد مع بداية العام الدراسي.
وعقب الديوان رداً على «التربية» بأنها تأخرت لمدة طويلة في إبرام العقود، الأمر الذي أدى إلى تأخر الوزارة في تسليم الطلبة لأجهزة التابلت.
الألياف الضوئية
وفي سياق متصل، طلب «المحاسبة» مراعاة التنسيق المسبق مع الجهات المعنية عند تنفيذ العقود، والعمل على تجهيز المواقع اللازمة لإتمام الأعمال في الوقت المحدد، والتقيد بشروط العقد وقواعد تنفيذ الميزانية.
وأبدى الديوان استغرابه من تمديد «التربية» العقد الخاص بمناقصة ربط المدارس بشبكة واسعة النطاق «الألياف الضوئية» بديوان عام الوزارة لمدة 21 شهراً، أي لفترة تجاوزت مدة العقد الأصلية بثلاثة أضعاف ونصف، لغياب التنسيق مع وزارة المواصلات.
إلا أن الوزارة أفادت بأن الشركة المعنية نفذت أوامر التوريد والتركيب في المواعيد المحددة طبقا لشروط العقد. أما التشغيل النهائي، فهو مرتبط بـ«المواصلات» من خلال تركيبها جميع المقاسم الخاصة بمرحلة التشغيل النهائي، موضحة أنه تمت مخاطبتهم وأكدوا العمل على استكمال ربط المقاسم وتم حجز ألياف ضوئية للمقاسم المتفق عليها مسبقاً عدا 5 مقاسم لعدم توافر الإمكانية الفنية.
وذكرت الوزارة أنه تم تمديد الكوابل لغاية أسوار عدد كبير من المدارس، وسيتم تمديدها داخلها أيضاً فور صدور اعتماد تجديد العقد من الجهات المعنية، وجار مخاطبتهم في هذا الشأن. أما بالنسبة للتمديدات الكهربائية، فتم التسليم الفعلي لـ16 موقعاً لـ«التربية»، وجار استكمال البقية، موضحة «وبناء عليه عملت الوزارة على تمديد العقد حتى لا تتعرض لمخالفة من الجهات الرقابية».
وعقب الديوان بضرورة قيام الوزارة بالتنسيق المسبق مع الجهات المعنية قبل إبرام تلك العقود، والعمل على تجهيز المواقع اللازمة لإتمام الأعمال في الوقت المحدد قبل طرح المناقصة لكي لا تترتب على الوزارة أي مطالبات مالية من قبل المتعهدين، وكذلك التأخر في الاستفادة من أعمال العقد.
جدير بالذكر، أن «التربية» كانت أطلقت مشروع «التابلت» العام قبل الماضي، ووزعت 81 ألف جهاز على طلبة ومعلمي المرحلة الثانوية بتكلفة بلغت 26 مليون دينار بنظام الإيجار لمدة 3 سنوات وليست للتملك.