تيلرسون: مصير الأسد يقرره الشعب السوري

593138_418362_Org__-_Qu65_RT728x0-_OS1240x930-_RD727x546-

كويت تايمز:  أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أمس، أن الشعب السوري سيقرر مستقبل رئيس النظام بشار الأسد، مشيراً إلى أن محادثاته مع المسؤولين الأتراك شملت مسألة «المناطق الآمنة» في سورية، والتصدي لأنشطة إيران في المنطقة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك لتيلرسون مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة، عقب لقائه الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بينالي يلدريم، في إطار زيارته تركيا.

وقال الوزير الأميركي «أعتقد أن وضع الرئيس الأسد على المدى البعيد سيقرره الشعب السوري».

وحتى الآن لم تصدر عن إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب مؤشرات واضحة على انخراطها في الجهود الديبلوماسية لانهاء الحرب، كما أنها لم تعلن رؤيتها للحل السياسي، خصوصاً في ما يتعلق بمصير الأسد الذي تطالب المعارضة برحيله كما فعلت الادارة الاميركية السابقة برئاسة باراك أوباما على مدى سنوات.

وأكد تيلرسون أيضاً أنه لا توجد أي فجوة بين تركيا والولايات المتحدة في تصميمهما على هزيمة تنظيم «داعش»، وذلك رداً على سؤال بشأن الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» في سورية، التي تعتبرها أنقرة منظمة «إرهابية».

وأقر تليرسون، الذي يعد أكبر مسؤول أميركي يزور تركيا منذ تولي ترامب مهامه في يناير الماضي، بأن هناك «خيارات صعبة لا بد منها»، مشيراً إلى أنه أجرى «محادثات صريحة» مع المسؤولين الأتراك.

وأوضح أن المحادثات ركزت أيضاً على إنشاء مناطق آمنة في سورية، مشيراً إلى أنه يجري بحث عدد من الخيارات بشأن تأمين تلك المناطق.

وإذ أكد أن تركيا شريك رئيسي في الحرب ضد «داعش»، قال الوزير الأميركي إن لدى البلدين هدفاً مشتركاً هو الحد من قدرة إيران على إيقاع الفوضى في المنطقة.

وبعد لقاء استمر أكثر من ساعتين، ذكرت مصادر رئاسية تركية أن أردوغان أبلغ تيلرسون أنه من المهم أن تُشن الحرب على الارهاب «من قبل الأطراف المناسبين والشرعيين»، في إشارة إلى رفض تركيا إعطاء دور للأكراد في الحرب على «داعش»، سيما في معركة تحرير الرقة.

وأضافت المصادر ان الجانبين بحثا في تعزيز العلاقات الثنائية ومسألة تسليم واشنطن أنقرة زعيم ما يسمى «الكيان الموازي» فتح الله غولن، الذي تتهمه الحكومة التركية بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشل التي حدثت في منتصف يوليو الماضي.

بدوره، تطرق جاويش أوغلو إلى هذه المسألة في المؤتمر الصحافي، داعياً الولايات المتحدة الى اتخاذ «خطوات ملموسة» لتسليم غولن.

من جهته، ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان تيلرسون ويلدريم ناقشا «وسائل ترسيخ العلاقات الاساسية بين البلدين، على صعيدي الامن والاقتصاد»، فيما أفاد بيان من مكتب يلدريم أن المحادثات ترقت إلى الملف السوري، وجهود طرد «داعش» من سورية والعراق.

وجاءت زيارة تيلرسون غداة اعلان أنقرة انتهاء عملية «درع الفرات» التي باشرتها في سورية في أغسطس من العام الماضي ضد تنظيم «داعش» والميليشيات الكردية، من دون ان يتضح ما إذا كانت القوات التركية ستنسحب من سورية أم لا.

وفي اطار هذه العملية، استعادت فصائل المعارضة السورية، المدعومة من تركيا، السيطرة على عدد من المدن من أيدي «داعش»، أبرزها جرابلس والراعي ودابق والباب.

وفي تلميح إلى عمليات أخرى محتملة، قال يلدريم إن «عملية درع الفرات كانت ناجحة وانتهت. أي عملية تليها سيكون لها اسم مختلف».

ويبدو أن الدعم الاميركي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة تابعة لـ«حزب العمال الكردستاني»، الذي كان يشكل موضوع توتر دائم بين انقرة وادارة الرئيس السابق باراك أوباما، سيتواصل مع ادارة ترامب التي قررت الاعتماد على الأكراد في معركة تحرير الرقة.

وفي مقابلة تلفزيونية بثت مساء اول من امس، أكد يلدريم ان تركيا لم تتبلغ رسمياً من واشنطن ما إذا كانت ستشارك في الهجوم الواسع على الرقة ام لا.

وقال ان «التطورات الاخيرة توحي لنا أن (ادارة ترامب) تتابع الطريق نفسه الذي كانت تسلكه الادارة السابقة».

وإلى هذه الملفات، تطرقت المحادثات الأميركية – التركية إلى موضوع توتر برز خلال الأيام الماضية، مع توقيف مسؤول تركي في «بنك خلق» (البنك الشعبي) الكبير، في نيويورك، للاشتباه في انه ينتهك العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على ايران.

في سياق متصل، أعلنت فصائل «الجيش السوري الحر»، التي شاركت في عمليات «درع الفرات»، أمس، مواصلة المعركة بالرغم من اعلان تركيا وقف عملياتها العسكرية.

وفي موسكو، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن المطالبة برحيل الأسد «تقوّض» محاولات تحريك المفاوضات السورية وفصل المعارضة السورية المسلحة عن «الإرهابيين».

وقالت المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، أمس، ان ربط فرنسا إيصال المساعدات إلى سورية برحيل الأسد، «أمر غير معقول»، داعية الأطراف السورية الى إبداء استعداد للقبول بالحلول الوسط من اجل تحقيق التسوية.

من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن عدد اللاجئين الذين فروا من النزاع في سورية الذي دخل عامه السابع، تجاوز خمسة ملايين شخص.

وما زالت تركيا البلد الذي يستقبل أكبر عدد من اللاجئين السوريين (نحو ثلاثة ملايين)، فيما يعد لبنان أكثر من مليون والأردن 657 ألفاً، ويتوزع الباقون في العراق ومصر دول أخرى في شمال افريقيا.

شاهد أيضاً

البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”

رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.