كويت تايمز: منح 28 من الرماة السنغاليين السابقين رسمياً أمس الجنسية الفرنسية بعد ستة عقود حرموا منها بسبب استقلال المستعمرات الأفريقية عن فرنسا.
وفي قاعة الاحتفالات في قصر الإليزيه الرئاسي، ترأس الرئيس فرنسوا هولاند المراسم التي أقيمت تكريما لهؤلاء المقاتلين السابقين في صفوف الجيش الفرنسي في الهند الصينية او في الجزائر، والذين أصبحت أعمارهم في الثمانينات.
وضمت المجموعة السبت 23 سنغاليا وكونغوليين اثنين واثنين آخرين من جمهورية افريقيا الوسطى وواحدا من ساحل العاج.
وبعد النشيد الوطني الفرنسي، سلم هولاند كلا منهم المرسوم الذي ينص على اعتباره فرنسيا.
واعترف الرئيس الفرنسي بأن «الأمر احتاج الى معركة طويلة لتوافق فرنسا على إصلاح هذا الظلم».
وأضاف «أنتم تاريخ فرنسا (…) وهي مدينة» لكم.
وأكد هولاند أن «كل الرماة السابقين الذين يعيشون في فرنسا ويتقدمون بطلبات سيحصلون على الرد نفسه».
وقال الاليزيه إن عددهم يبلغ بضع عشرات.
وقالت مساعدة رئيس بلدية بوندي المكلفة بشؤون المحاربين القدامى السنغاليين ايساتا سيك «إنها ثمرة معركة طويلة». وكانت سيك أطلقت على الانترنت عريضة جمعت أكثر من ستين الف توقيع خلال 15 يوما بينها تواقيع عدد من الشخصيات.
وأضافت إن «هؤلاء الفرنسيين قلبا يعيشون في أوضاع مزرية. إنهم متقاعدون لا يملكون سوى تصاريح إقامة عادية ولا خيار لديهم سوى البقاء على الأرض الفرنسية، ورحيلهم الى السنغال ليمضوا ما تبقى من عمرهم مع عائلاتهم يعني حرمانهم من راتبهم التقاعدي الصغير».
وستنظم مراسم أخرى مماثلة في الدوائر التي يعيش فيها هؤلاء.
والرماة السنغاليون الذين تتراوح أعمارهم بين 77 و88 عاما هم «الجيل الأخير» من مجموعة مقاتلين أفارقة تطوعوا او تم تجنيدهم في صفوف الجيش الفرنسي وشاركوا في كل معاركه من حرب 1870 ضد بروسيا الى حرب الجزائر التي انتهت في 1962.
وشكلت أولى الكتائب في السنغال ولكن «الرماة السنغاليين» بقبعاتهم الحمراء المعروفة قدموا من كل المستعمرات الفرنسية من غرب افريقيا ووسطها الى مدغشقر.
وبعد تسريحهم، عاد المقاتلون السابقون الى بلدانهم التي حصلت على استقلالها بدون أن يفكروا في أن فرنسا «وطنهم الثاني» يمكن أن تدير لهم ظهرها.
وفي 1959، جمدت باريس رواتب محاربين سابقين، وكان هذا بالنسبة للرماة بداية حرب طويلة ضد الإدارة الفرنسية. وبعد نضال طويل تمكنوا عام 2006 من الحصول مجدداً على تقاعدهم العسكري. ومثل إخوتهم الفرنسيين في السلام، باتوا يتلقون 336 يورو كل ستة أشهر.