كويت تايمز: فجّر تنظيم «داعش» جامع النوري الكبير الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم الارهابي أبو بكر البغدادي في المدينة القديمة غرب الموصل في يونيو 2014.
وعلى الفور، أعلن التنظيم عبر وكالة «أعماق» التابعة له أن «الطيران الأميركي دمر مسجد النوري الكبير والمنارة الحدباء في الموصل»، لكن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة دان عملية التدمير باعتبارها جريمة ضد «شعب الموصل وكل العراق، ومثالا على سبب وجوب القضاء على هذا التنظيم الوحشي».
وأكد قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان: «أقدمت عصابات داعش الإرهابية على ارتكاب جريمة تاريخية أخرى وهي تفجير جامع النوري ومئذنة الحدباء التاريخية» في المدينة القديمة في غرب الموصل.
وأضاف أن عملية التفجير تمت «بعد تقدم قواتنا في عمق المدينة القديمة ووصولها إلى مسافة 50 مترا» من جامع النوري.
وجاء تدمير اثنين من أبرز معالم الموصل، في اليوم الرابع من هجوم القوات العراقية مدعومة بضربات التحالف الدولي على المدينة القديمة لاستعادة آخر مواقع للارهابيين في غرب الموصل.
وتقع مئذنة الحدباء المائلة إلى جانب جامع النوري، وكانت يوما مئذنة الجامع القديم، وهي ما تبقى منه. وتشكل المئذنة رمزا للمدينة، إذ طبعت على العملة الورقية العراقية من فئة عشرة آلاف دينار، ويصفها البعض بـ «برج بيزا العراقي»، نسبة إلى البرج الإيطالي المائل.
وظهرت «الحدباء» أيضا في علامات تجارية محلية وإعلانات عدة، وأعطت اسمها لعدد لا يحصى من المطاعم والشركات والنوادي الرياضية.
وفي السياق، اعتبر رئيس الوزراء حيدر العبادي أن «تفجير داعش منارة الحدباء وجامع النوري، إعلان رسمي لهزيمتهم»، فيما دعا رئيس البرلمان سليم الجبوري القوات العراقية الى الاسراع بتحرير ما تبقى من الموصل.
في غضون ذلك، بدأت قوات الشرطة الاتحادية خلال الساعات الماضية التقدم في شكل سريع في منطقتي رأس الجادة وباب البيض في المدينة القديمة.
وقال النقيب جبار حسن لـ «الأناضول» إن «قوات الشرطة الاتحادية حققت خلال الساعات الماضية تقدما في منطقتي باب البيض ورأس الجادة في المدينة القديمة تحت غطاء جوي للتحالف الدولي وسلاح الجو العراقي وتمكنت من تدمير عجلات مفخخة وقتل عدد من مسلحي (داعش)».
في سياق متصل، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، امس، ان أكثر من خمسة ملايين طفل في حاجة ماسة للمساعدة في العراق، واصفة الحرب مع «داعش» بأنها «إحدى أشد الحروب وحشية» في التاريخ الحديث.
وذكرت في بيان في أرجاء العراق لا يزال الأطفال يعانون رعبا هائلا وعنفا لا يصدق. واضافت: تعرضوا للقتل وأصيبوا وخطفوا وأجبروا على إطلاق النار والقتل في واحدة من أشد الحروب وحشية في التاريخ الحديث.
من جهة ثانية، قتل ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي، ليل أول من امس، برصاص مسلحين من الحشد العشائري، جراء نزاع بين الطرفين.
وقال العقيد أحمد الجبوري، الضابط في قيادة عمليات نينوى، لوكالة لأناضول، إن الضابط القتيل هو عامر المحسن، برتبة عميد ركن، ضمن قوات قيادة عمليات نينوى. وأشار إلى أن مسلحين في الحشد العشائري، أطلقوا النار عليه في منطقة سكنه في قرية الزاوية، التابعة لناحية القيارة، جنوب الموصل.