كويت تايمز: شدد رئيس وفد الكويت وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية محمد الجبري اليوم السبت على التزام الكويت القوي والمقتنع بدعم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو» وبأهدافها، إذ كانت من الدول الأعضاء السباقة في بلوغ جميع «أهداف الألفية» الإنمائية السابقة ومؤتمر قمة الغذاء العالمي الساعية الى تقليص عدد الجياع والفقراء في العالم مبكرا، حيث تمكنت الكويت من تحقيق الأمن الغذائي الوطني في المدة المحددة بعام 2015.
ورحب الجبري بنتائج المؤتمر العام لـ«فاو» وما حققه الحضور الكويتي النشط لتطوير شراكتها مع المنظمة لمصلحة التنمية الوطنية والعالمية المستدامة.
وشدد ممثل الكويت في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة اختتام أعمال المؤتمر العام الأربعين للمنظمة تحت شعار «تغير المناخ والزراعة والأمن الغذائي» على خصوصية الظروف المعقدة التي يعقد في ظلها وشهدت توقفا في اتجاه تقليص مساحة الجوع وانعدام الأمن الغذائي بسبب الصراعات وأزمات غذائية وإنسانية حادة لاسيما في المنطقة.
وقال الجبري إن الحضور القوي لممثلي الدول الأعضاء الـ 194 بمشاركة أكثر من 100 رئيس حكومة ووزير بالإضافة الى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بيتر تومسون ومئات المندوبين والبرلمانيين عكس مدى الإدراك الدولي بحساسية الظروف والتحديات الكبرى المنوط بمنظمة «فاو» مواجهتها لتحقيق الأمن الغذائي العالمي عبر التنمية المستدامة«.
وأضاف أن هذا الإدراك تجسد في إقرار برنامج عمل المنظمة موازنتها لعامي 2018 و2019 بمبلغ 1 مليار وخمسة ملايين دولار بإجماع الدول المشاركة من دون أي امتناع وإشادتها بجهود»فاو«لتحقيق أهداف أجندة 2030 للتنمية المستدامة وكذلك النجاح المبشر لمؤتمر وزراء اقليم الشرق الأدني والبلاد العربية حول ندرة المياه بإسهام كويتي فعال.
كما اعتبر عملية التصويت التي جرى خلالها انتخاب الرئيس المستقل للمجلس التنفيذي للمنظمة التي تمت بيسر غير معتاد وأسفرت عن فوز مرشح باكستان خالد محبوب مؤشرا على روح التوافق والنأي عن الانقسام داخل المؤتمر.
وفي هذا الصدد رحب الجبري باستجابة المنظمة ومديرها العام لدعوة المؤتمر بتعزيز عملها في مجال التغير المناخي وتعهدها بتنفيذ أنظمة غذائية مستدامة وتعزيز الخدمات الإيكولوجية والقدرة على الصمود ازاء التغير المناخي وتداعياته في اطار استراتيجية عالمية شاملة.
وأشار الى أن حرص الكويت على المشاركة المنتظمة في المؤتمر العام لمنظمة»فاو«يأتي انطلاقا من دور المؤتمر في تحديد التوجهات والسياسات الدولية في مجال الأغذية والزراعة الحيوي ولكونه محفلا دوليا رئيسيا للاطلاع على التقدم المحرز في قطاعات الأغذية والزراعة وكذلك لتبادل الآراء والأفكار في هذا المضمار.
وقال الجبري إن مشاركة الكويت الفعالة في المؤتمر ولجانه الرئيسية تنبع من الرغبة والحرص على الاستفادة من دور المنظمة الدولية الأقدم والأكبر ومن خبراتها التقنية والعلمية والسياسية والتنظيمية الفريدة في مجالات التنمية الزراعية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية لدعم برامج ومشروعات الكويت الطموحة لتحقيق الأمن الغذائي وتنفيذ أجندية التنمية المستدامة.
وعلى هذا الصعيد أشار الوزير الى أهمية اجتماعه مع مدير عام»فاو«جوزيه غراتسيانو داسيلفا بمشاركة سفير دولة الكويت لدى إيطاليا الشيخ علي الخالد ورئيس الهيئة العامة للزراعة فيصل الحساوي والمندوب الدائم يوسف جحيل والمدير العام المساعد للاقليم عبد السلام ولد أحمد.
وذكر أن الاجتماع أبرز التقدير الخاص الذي توليه المنظمة لدور الكويت في المحافل الدولية والاقليمية وتعويلها عليها من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي كحليف أصيل في مضمار التنمية المستدامة والعمل الانساني للقضاء على الجوع والفقر كعنصر جوهري في بناء السلم العالمي والحفاظ عليه.
واعتبر أن نتائج الاجتماع التي شملت أهم القضايا الهيكلية والطارئة التي تهم الكويت لتطوير الزراعة وقطاعات الانتاج الغذائي والسلامة التغذوية ومشكلات ندرة المياه ونفوق الأسماك والآفات العابرة للحدود وتنمية الموارد الطبيعية والبشرية وتأهيل الكوادر في المؤسسات الوطنية كلها تؤكد أهمية التعاون مع المنظمة وما تقدمه من دعم.
وأشاد وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية ووزير الدولة للشؤون البلدية محمد الجبري بجهود السفير الشيخ علي الخالد المثمرة في تعميق علاقة التعاون مع»فاو«ومنظمات الأمم المتحدة في روما وتبنيه تأهيل الشباب الكويتي واكتشاف مهاراتهم.
وحرص الوزير خلال المؤتمر على لقاء المحاسب الشاب خالد الخشرم أول مواطن كويتي يلتحق بالعمل في»فاو«لتشجيعه والتعرف على تجربته وما تعتريها من صعوبات وعد بمتابعتها والعمل على تذليلها داخل مجلس الوزراء لتحفيز أمثاله من شباب الخريجين للانخراط بالعمل في المنظمات والمؤسسات الدولية لتطوير مهاراتهم واثراء الخبرات الوطنية.
ووافق المؤتمر العام لمنظمة الأغذية والزراعة على اتخاذ»التغير المناخي وأثره على نشاطات عمل (فاو)«شعارا للمؤتمر العام القادم مشددا على»دور المنظمة الهام في دعم الدول لتنفيذ اسهاماتها بموجب اتفاقية باريس وجهودها في التكيف مع التغير المناخي وتعزيز الصمود«في وجهه.
كما أعرب عن تقديره للتقدم الذي أحرزته المنظمة في اطار عملية توسيع اللامركزية ما مكنها من تعزيز التنسيق مع الشركاء الوطنيين مثمنا تطوير الشراكات الاستراتيجية مع جهات أخرى لاسيما القطاع الخاص والمجتمع الأكاديمي ومنظمات تنمية المجتمع المدني الرئيسية.
وتشمل خطة وبرنامج عمل وميزانية (فاو) المعتمدة متوسطة المدى على أربعة مبادئ رئيسية تتمثل في»المحافظة على ميزانية اسمية ثابتة«من خلال استيعاب زيادات التكاليف وإعادة استثمار المدخرات في مجالات الأولوية و»تحديد مجالات الأولوية«و»زيادة حصة برنامج التعاون الفني إلى 14 في المئة من صافي اعتمادات الميزانية«و»تسريع تقديم نتائج فعالة وظاهرة”.